Kurdî  ■  كوردی  ■  عربي
MON, 20 MAY 2024 06:34 Erbil, GMT +3
الحزب الديمقراطي الكوردستاني
الحرية  .  الديمقراطية  .  العدالة
 

في ذكرى استشهاد صالح اليوسفي
| Altaakhi


تكونت شخصية اليوسفي تأريخياً في ظل سياسات العراق المتعاقبة، وظل عبر مراحلها المختلفة يؤثر فيها تأثيراً إيجابياً، كافح الإستعمار والأستغلال والدكتاتورية بضراوة وجرأة وعناد، كان بعقله وسلوكه ولسانه وقلمه لا يلين لأحد ولا يثنيه عن عزمه أحد، رفض كل أنواع المهانة والإستكانة، وابى دوماً الانصياع لاعداء الشعب.

لم يكن صالح اليوسفي المواطن الغيور، رجل السلام والمهمات الصعبة، شخصية سياسية للكورد فقط، بل خدم الفكر الحر في العراق أيضاً وعلى مدى عقود، أحبه العرب كما أحبه الكورد وسائر الأقليات الأخرى في العراق، كان محباً ويؤمن إيماناً مطلقاً للجميع بلا تمييز لإنصافه وعدله وحرصه الشديد وإجهاده على نيل حقوقهم من دون تفريق بين كوردي وغير كوردي.

كان أيضاً من أبرز سماته أنه يفكر ويحلل بعمق وإخلاص وببعد نظر لكافة القضايا، وكان حبه لوطنه وقومه جعلته يطالب لغيره من الأقوام والشعوب، أحس ببؤس الكادحين وظلام الجهل بين شعبه المفروض عليه، فناضل على توعية شعبه وتثقيفهم وإعدادهم للمطالبة بهذا الحق الذي آمن به طوال عمره

لقد تخرج على يديه المئات من الشباب في مدرسته الفكرية والنضالية التي أنبثقت من دعوته القومية، وكان يؤمن إيماناً راسخاً بقضيته العادلة، فلم يرضخ يوماً للتهديد ولا الوعيد، ولا السجن والتعذيب كان وما زال العشرات من رجالنا وشبابنا ونسائنا يذكرون نضال صالح اليوسفي بكل فخر، كان إنساناً والجميع يشهد بنزاهته وأستقامته وصراحته وجرأته وإيمانه العميق برأيه وأعتداده بنفسه، ولم يستطع كائن مَن يكون أن يغريه لتغيير نهجه أو إغرائه بمنصب أو جاه أو إسكاته عن الحق والحرية إلى أخر لحظة ونبض في حياته يوم أستشهاده في ( 25 – 6 – 1981 بطرد ملغوم ).

كان أيضاً من أبرز سماته أنه يفكر ويحلل بعمق وإخلاص وببعد نظر لكافة القضايا، وكان حبه لوطنه وقومه جعلته يطالب لغيره من الأقوام والشعوب، أحس ببؤس الكادحين وظلام الجهل بين شعبه المفروض عليه، فناضل على توعية شعبه وتثقيفهم وإعدادهم للمطالبة بهذا الحق الذي آمن به طوال عمره، ، وبدأ يرسم طريق الحق والحرية والسلام وجند نفسه بكل طاقاتها، وعقله بكل كوامنه، وقلمه بكل ما كان يجول في خاطره، فيصمم اقواله عبر مقالاته بجرأة وتحد، ويرسم مشاعره عبر قصائده الثورية، فنبتت في أعماقه قوميته المهضومة الحقوق وأعد للمطالبة بهذا الحق الذي آمن به.

كان اليوسفي محترماً لدى الجميع من خلال صداقاته الوطنية للعديد من رجال السياسة العراقيين الذين خدموا العراق بكل أحزابهم وفئاتهم ومذاهبهم وكان يزورهم ويسأل عنهم دائما، ومثال ذلك ما ذكرته في كتابي عن سيرة والدي حينما تقلد منصباً وزارياً في حكومة بغداد بعد أتفاقية 11 آذار، ( لم تنقطع زيارات اليوسفي لعدد من الشخصيات الوطنية والقومية العربية والديمقراطية التي كانت الحكومة العراقية حينها تضرب حصاراً عليها، فكان صدام يتلقى تقارير أجهزة الأمن عن نشاطات اليوسفي وزيارته المتكررة إلى منزل حسين جميل أحد أقطاب الحزب الوطني الديمقراطي، وناجي طالب رئيس الوزراء الأسبق والدكتور إبراهيم كبة الوزير الأسبق وصديق شنشل أحد قادة حزب الأستقلال، فلم يستطيع حينها صدام حسين من إخفاء أنزعاجه من هذه الزيارات التي أعتبرها نشاطات سياسية، وفي إحدى الأجتماعات المشتركة بين وفدي حزب البعث والحزب الديمقراطي الكوردستاني فأنه وجه حديثه لليوسفي الذي كان حاضراً ضمن أعضاء الوفد الكوردي وأتهمه بأنه يسعى إلى أستقطاب تلك الشخصيات فرد صالح اليوسفي عليه قائلاً : إنهم أصدقائي أزورهم بالمناسبات وأسلم عليهم وهذا من حقي وواجب علي ولكني لا أفهم مسألة أدعائك بالأستقطاب الذي تتحدث عنه ماذا تعتقد برأيك هل يقبل حسين جميل أو صديق شنشل الأنخراط بحزبنا ..؟ هؤلاء رجال البلد وخدموا العراق بحسب إمكانياتهم سواء نتفق معهم ام نختلف ثم لا تنسى نحن الكورد أصحاب الوفاء ونتميز من غيرنا بأننا لا ننسى أصدقاءنا، وهنا سكت صدام ولم ينبس بكلمة ).

كان اليوسفي محترماً لدى الجميع من خلال صداقاته الوطنية للعديد من رجال السياسة العراقيين الذين خدموا العراق بكل أحزابهم وفئاتهم ومذاهبهم وكان يزورهم ويسأل عنهم دائما، ومثال ذلك ما ذكرته في كتابي عن سيرة والدي حينما تقلد منصباً وزارياً في حكومة بغداد بعد أتفاقية 11 آذار

علينا أن نتذكر دعوته إلى تآخي الأخوة العربية والكوردية وكافة الأقليات القومية ودفاعه عنها، ودعوته إلى حل المشكلة الكوردية عن طريق المفاوضات السلمية وإيجاد أنسب الحلول الجذرية والعادلة لكلا الطرفين، وعبر مراحل التاريخ والأنظمة العراقية المتعاقبة، منذ منتصف القرن الماضي وحتى يوم إستشهاده .

لم يكن اليوسفي شخصية سياسية فحسب بل تعداها فكان حكيماً ولديه بعد نظر في كل شؤون الحياة خاصة السياسية منها ( وهذا ما نراه من خلال آخر مذكرة وجهها إلى الرئيس الطاغية صدام حسين بتاريخ ( 30 تموز 1980) أي قبل أستشهاده بقرابة عام، وأود أن أذكر موقفاً عن بعد نظره السياسي كتبه في مذكراته تلك:

( في أعتقادي لقد برهنت تجارب الخمس سنوات المنصرمة بشكل أكيد على فشل جميع أمثال هذه الحلول والمحاولات السلبية والناقصة بحق معالجة قضية شعبنا الكوردي معالجة أساسية كاملة تنجم من مبادئكم والتزاماتكم ومصلحتكم ومصلحة الشعب العراقي والقضايا العربية المصيرية، بل أدت إلى إلحاق أفدح الأضرار ليس فقط بالشعب الكوردي بل بمصلحة الشعب العراقي وقواه المسلحة والقضايا المصيرية العربية سواء، بشكل مباشر ام غير مباشر وأسفرت أيضاً إلى أضطرام وتعميق أزمتها وأحتمال تفاقمها يوماً بعد يوم نتيجة الأستمرار على ممارسة تلك الأساليب والمحاولات المبتورة والخاطئة وللظروف والأوضاع المتوترة والمثيرة في هذه المنطقة الخطيرة، فغدت كطاحونة تمتص جزءاً لا يستهان به من أجهزة الدولة وتشغل حجما ضخما من القوات المسلحة والعديد من أجهزة الدولة وعلاوة على إلحاق الأضرار البشرية الغالية وتحكم الأوضاع الأستثنائية غير الطبيعية في هذا الجزء المهم والخطير من الوطن العراقي العزيز وتأثرها الكبير في جميع النواحي السياسية والأجتماعية والأقتصادية والمصيرية، إن بقاء هذه المشكلة الكبرى من دون حلها الصائب والتي قلما تخلو عائلة ما في العراق من دون أن تتأذى وتتأثر منها بشكل مباشر أو غير مباشر ولا يستفيد من بقائها معلقة أو ملتهبة سوى أعداء الشعب العراقي من المنتفعين والمتطفلين والمتاجرين والمستغلين في الداخل والخارج والذين يسعون بشكل محموم وبشتى المحاولات الأستفزازية المثيرة للحؤول دون معالجتها السلمية لتظل كبقرة حلوبة تدر عليهم باللبن السحت الحرام وتضمن مصالحهم وأهواءهم الشخصية المضرة بالشعب والبلاد وقيادتيهما أيضاً، إن ضخامة حجم هذه القضية وآثارها وتوسيع رقعتها وتنامي المشاعر القومية المشروعة للشعب الكوردي في العراق والدول المجاورة وفي كل مكان من هذه المنطقة الحبلى بالمشاكل المتفجرة التي تحاول أستثمارها وأستغلالها مختلف الأوساط الداخلية والخارجية في مآربها ومصالحها الخاصة وعلى رأسها الدول الكبرى، أقول إن قوة فاعلية هذه القضية والنتائج المترتبة عليها تتجاوز القطر العراقي وتشمل نطاق الدول المجاورة وفي عشرات بل مئات الألوف من الكورد الموجودين في العديد من الدول وستلتهب مشاعرهم ومطامحهم القومية إزاء كل ما تمس من قضية وحقوق شعبهم من كل مكان وفي هذه المنطقة التي غدت بؤرة ومحطات للصراع الدولي المحموم إن هذه كلها بالإضافة إلى إخفاق جميع الحلول والأساليب الخاطئة أو المبتورة التي أتخذت بحقها لحد الأن والآثار السلبية الضارة المترتبة بشأنها).

 إن رحيله وفقدانه هو ليس فقدان مناضل مخلص فحسب إنما خسارة فادحة حلت بالعراق كله، وإذا كان من الصعوبة بمكان التعويض عن خسارتنا بفقدان اليوسفي فأن أجمل وفاء نقدمه هو أن نقتدي بسيرته وشخصيته وبكافحه من أجل الأهداف والمثل العليا التي دافع عنها طوال حياته السياسية الديمقراطية الصادقة الخالصە

 إن كل ما تركه لنا والدي من ثروته التي لا تقدر بثمن هي سيرته العطرة في قلوب أبنائه وتلاميذته من الشباب والشيوخ تملأ نفوسنا بالفخر، فكلما سمعت من أحدهم يذكر لي بأنه تتلمذ على يد والدي، أحس بأنني قد ملكت ثروة من الفخر والأعتزاز، ( ها هو المناضل الكبير علي سنجاري الذي يذكر دوماً وبفخر بأنه تلميذ من تلامذ السيدا ( الأستاذ )، والأستاذ الكبير الدكتور بدرخان سندي الذي لا يذكر اليوسفي إلا بأسم سيدانا ( أستاذنا )، والمناضل شيركو شيخ عابد الذي يضع اليوسفي في محل رمز  للشعب الكوردي، والدكتور جاسم الياس الذي أبدع في قصيدة رثاء ونضال أبي بعنوان ( الشهيد الكبير )، والأستاذ محمد علي توفي الذي يشعرني على الدوام أن والدي مازال حياً بين شعبه، والمناضل أحمد عقراوي الذي يفخر الجميع بوقفته الجريئة اثناء مراسيم دفن والدي حين القى على الحضور كلمته من دون خوف أو وجل من قوات أمن عهد النظام رغم تواجدهم بالعشرات خلال مراسيم الدفن، قائلاً: يا جماهير زاخو لدي كلمة عن السيدا صالح اليوسفي، لقد عاش حياته متواضعاً، لم يكن له هدف في الحياة سوى تحقيق الحرية والتقدم لشعبه، وهناك الآلاف من طلابه ومريديه يعاهدونه بالسير على خطاه وأنا واحد من هؤلاء الطلاب، وأن أغلبية شباب زاخو أرادوا أن يتظاهروا في يوم دفن ومراسيم عزاء والدي في 26 – 6 - 1981، إلا أن أقربائي من الرجال نصحوهم بالتريث حرصاً على حياتهم من أذى قوات أمن النظام . 

 إن رحيله وفقدانه هو ليس فقدان مناضل مخلص فحسب إنما خسارة فادحة حلت بالعراق كله، وإذا كان من الصعوبة بمكان التعويض عن خسارتنا بفقدان اليوسفي فأن أجمل وفاء نقدمه هو أن نقتدي بسيرته وشخصيته وبكافحه من أجل الأهداف والمثل العليا التي دافع عنها طوال حياته السياسية الديمقراطية الصادقة الخالصة، أرادها لجميع أبناء العراق وبكل فئاته قولاً وفكراً وفعلاً، ورفض كل البدع التي تضيق على حق تمتع الشعب بحرياته الديمقراطية في كل الظروف والأوقات، فكان يؤمن بالديمقراطية والعدالة الأجتماعية فلا يفرق بين فئة وأخرى من طبقات الشعب العراقي كافة، وكان بعيداً كل البعد عن المفاهيم العنصرية ونزعات الإستعلاء القومي، وكان يهدف إلى ترسيخ الحكم على قاعدة شعبية ممثلة تمثيلاً برلمانياً صحيحاً وتحقيق العدالة الإجتماعية وتقليل الفوارق الأقتصادية بين الطبقات ومحاربة الأستغلال وتحقيق الرفاه والأقتصادي والأجتماعي لمجموع الشعب.




آخر الأخبار

نێچیرڤان بارزاني: في هذا الوقت العصيب قلوبنا مع الشعب الإيراني الصديق

SUNDAY, 19 MAY 2024 22:05:17

هوليرـKDP.info ـ بمناسبة الحادث الذي تعرض له رئيس جمهورية إيران الإسلامية إثر سقوط طائرته المروحية، نشر فخامة رئيس إقليم كوردستان مساء اليوم بياناً أعرب من خلاله عن قلقه إزاء الحادث وقال" بقلق عميق نتابع تطورات احداث طائرة رئيسي المروحية.

 
من يدعم اللغة الهابطة في الإعلام الكوردستاني؟

SATURDAY, 18 MAY 2024 22:05:21

صبحي ساله يي

 
الرئيس بارزاني يستقبل وفداً من علماء الدين

SATURDAY, 18 MAY 2024 19:05:21

هوليرـKDP.info ـ استقبل الرئيس مسعود بارزاني في صلاح الدين، اليوم السبت 18 أيار 2024، وفداً من علماء الدين الإسلامي في العراق برئاسة الشيخ أحمد عبد الرزاق السعدي.

 
مسرور بارزاني يستقبل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الطاقة

THURSDAY, 16 MAY 2024 21:05:25

هوليرـKDP.infoـ  استقبل مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان اليوم الخميس 16\5\2024، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون موارد الطاقة جيفري بايت، بحضور السفيرة الأمريكية لدى العراق ألينا رومانوسكي.

 
 
رئيس حكومة الإقليم يستقبل سفير الفاتيكان لدى العراق

WEDNESDAY, 15 MAY 2024 20:05:09

هولير ـKDP.info ـ  استقبل رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الأربعاء 15 أيار (مايو) 2024، سفير الفاتيكان لدى العراق ميتيا ليسكوفار، وذلك بمناسبة انتهاء مهام عمله.

 


 
© 2023 Kurdistan Democratic Party, KDP

Contact