حسن قوال

في يوم غد الأحد، تحل الذكرى الحادية عشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون في شنگال، والتي بدأت عندما شن تنظيم داعش الإرهابي هجومًا على المدن والبلدات في شمال وجنوب شنگال، مما أدى إلى دمار واسع النطاق في تلك المناطق. ارتكبت عناصر التنظيم خلالها أبشع الجرائم ضد الإيزيديين الأبرياء، من قتل الرجال وسبي النساء إلى اختطاف الأطفال، وهي مأساة هزت وجدان العالم وأجبرت الدول الكبرى على إعادة النظر في أولوياتها وتوحيد جهودها للقضاء على هذا التنظيم الوحشي. وكانت هذه الجريمة اكمالا للجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق الشعب الكوردي ابتداء من تدمير 5000 قرية كوردية وانفلة 8000 بارزاني ومن ثم البدء بانفال بهدينان وگرمیان وقتل أكثر من 182 الف مواطن كوردي لاذنب لهم سوى انهم من القومية الكوردية.

في الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية للإيزيديين، تعود إلى الأذهان واحدة من أكثر الفصول المأساوية في التاريخ الحديث. في مثل هذا اليوم، تعرض المجتمع الإيزيدي لوحشية لا توصف، حيث أُزهقت آلاف الأرواح واختطف العديد من النساء والفتيات، في ظل جريمة أثرت بعمق على الهوية الثقافية والدينية للديانة الايزيدية. يمثل إحياء هذه الذكرى فرصة لتجديد الالتزام بالسعي لتحقيق العدالة لجميع الضحايا والمفقودين، مع العمل على ضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي لأي مجتمع مستقبلًا

لقد عانى الإيزيديون ظروفًا قاسية خلال الأيام الأولى لتلك الكارثة، ولولا دعم الشعب الكوردي والسروك مسعود بارزاني لهم، لكانت كوردستان خالية تمامًا من الإيزيديين الآن. فقد كان التشكيك في قدرة البيشمرگه على مواجهة هذا التحدي وتوفير الأمان هو السائد، لكن إرادة الشعب الكوردي وقيادته أثبتتا أنها أقوى من كل الصعاب. وقف أبناء كوردستان مع الإيزيديين وفتحوا لهم منازلهم ومدارسهم وحتى أماكن العبادة لتكون مأوى لهم، وحوّلت قاعات الأفراح إلى مراكز لإيواء النازحين. تقاسموا معهم لقمة العيش وقدموا سبل الحياة الكريمة، وهو ما أعاد الثقة للإيزيديين بأنهم ليسوا وحدهم في محنتهم.

بفضل الله وحكمة الرئيس مسعود بارزاني وشجاعة البيشمرگة، تم تحرير جميع المناطق الكوردستانية من قبضة داعش واستعادة السيطرة عليها. وفقًا لآخر إحصائيات مكتب المختطفات، تم تحرير أكثر من 4131 مختطفًا ومختطفة، كما أعيد بناء المزارات الدينية التي دمرها التنظيم، وبدأ النازحون بالعودة تدريجيًا إلى ديارهم، خاصة بعد إعادة إعمار بعشيقة وبحزاني التي استعادت نبض الحياة بجهود أهلها. كذلك شهدت مناطق سنوني وخانصور وعدد من القرى الجنوبية لشنگال عودة الحياة تدريجيًا.

نأمل أن يتم تنفيذ اتفاقية أربيل-بغداد بشكل كامل، وأن تشهد القرى والبلدات الإيزيدية عملية إعادة إعمار شاملة تحت مظلة الأمن والسلام والاستقرار، مما يتيح عودة المزيد من النازحين واستئناف الحياة الطبيعية في هذه المناطق.

نسأل الله الرحمة والغفران لشهدائنا الأبرار والحرية لأسرانا والموت والعار للدواعش الأنذال ومن تعاون معهم..