بغداد-KDP.info- اصدر مكتب تنظيم بغداد للحزب الديمقراطي الكوردستاني بياناً في الذكرى السنوية الخامسة والأربعين على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام العراقي البائد ضد الكورد الفيليين ضحيتها الآلاف من الأبرياءبين شهيد ومفقود ومهجر.
وجاء في نص البيان:
"تمر علينا هذه الأيام، الذكرى الخامسة والأربعين لجريمة العصر، التي ارتكبها النظام البعثي المباد ضد أبناء شريحة الكورد الفيليين، لا لذنب سوى لمواقفهم الوطنية المشرفة ومقارعة النظام وانتمائهم القومي.
ففي بداية شهر نيسان من عام 1980 تعرض الكورد الفيليون على امتداد الوطن بدءًا من بغداد و مرورًا بمحافظات الوسط والجنوب لحملة تهجير وتغييب بربرية على يد النظام الصدامي البائد، بذريعة التبعية الايرانية في حين ان أبناء هذه الشريحة هم أبناء شرق دجلة الأصلاء وسكنوا تلك البقعة الجغرافية قبل القوميات والاثنيات الأخرى وهناك شواهد تاريخية ومعالم أثرية وأدلة دامغة تثبت إن شرق دجلة هو موطن الكورد الفيليين الأصلاء قبل غيرهم.
لقد قامت الأجهزة الحزبية والأمنية القمعية للنظام المباد، في حلكة الليل بالسطو والتجاوز على حرمات بيوت الكورد الفيليين الابرياء، واعتقال اكثر من نصف مليون شخص من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، وسوقهم الى مراكز الإعتقال والزنزانات الرهيبة، بعد نهب وسرقة أثاثهم المنزلية ومن ثم مصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة في الوقت الذي كان أبنائهم مايزالون جنودًا في معسكرات الجيش وموظفين في الدوائر الحكومية وعمال في الشركات المختلفة لبناء الوطن.
لم يكتفي النظام العنصري الشوفيني بحملة التهجير القسري، بل تجاوز ذلك باحتجاز أكثر من 20 ألف شاب من الكورد الفيليين وزجهم في زنزاناته الرهيبة في سجون الأمن والمخابرات وأبوغريب ومن ثم نقرة السلمان، حيث تمت تصفيتهم بدم بارد في مختبرات صنع الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً وللساعة لم يعثر على رفاتهم.
واليوم ورغم المساعي المتواصلة وعقد المؤتمرات والندوات وإصدار البيانات ماتزال حقوق هذه الشريحة المظلومة مغتصبة، وملفاتهم تراوح مكانها في المحاكم ودوائر ومؤسسات الحكومة العراقية.
فيما يتعلق بحكومة إقليم كوردستان، كان لها الدور الفاعل في نقل شهود عوائل الضحايا من المغتربين في جميع أصقاع العالم الى العراق، للإدلاء بشهاداتهم أمام المحكمة الجنائية العليا لمحاكمة رموز النظام السابق، كما إن مؤسسة الشهداء والمؤنفلين التابعة لحكومة إقليم كوردستان رغم الظروف الإقتصادية الصعبة، تقوم بصرف رواتب لمئات العوائل الكوردية الفيلية من ضحايا جريمة التهجير والتغييب، فضلاً عن عوائل ضحايا الأنفجار الإرهابي الذي وقع في منطقة الصدرية والذي أدى الى إستشهاد مئات المواطنين ،غالبيتهم من الكورد الفيليين.
ومن هنا، نطالب الحكومة الإتحادية العمل بروح وطنية عالية، لإنصاف شريحة الكورد الفيليين، وذلك بالبحث الجاد عن رفاة الشهداء المغيبين ومن خلال تنفيذ قرار المحكمة الجنائية العليا لمحاكمة رموز النظام السابق الذي صدر في نهاية عام 2010 وصادق عليه مجلس النواب العراقي، الذي عَد جريمة التهجير وتغييب الكورد الفيليين، جريمة إبادة جماعية، والتي تترتب عليها إستحقاقات وطنية كبيرة، أقلها التعويض المادي والمعنوي، لعوائل الضحايا.
كما نطالب بتنفيذ توصيات و مقرّرات المؤتمر العلمي الدولي للابادة الجماعية ضد الكورد الفيليين الذي عقد في أيار 2024 بأربيل و بإشراف فخامة الرئيس "مسعود بارزاني".
في الختام تحية اجلال و اكرام لشهداء الكورد وكوردستان والعراق، وبالأخص شهداء الكورد الفيليين، كما نحيي و بإعتزاز كبير الدور الفاعل للكورد الفيليين، في حركة التحرر الكوردستانية و بالأخص دورهم المشهود في ثورتي أيلول و گولان العظيمتين.
مكتب تنظيم محافظة بغداد
للحزب الديمقراطي الكوردستاني
3 نيسان 2025