Kurdî  ■  كوردی  ■  عربي
SUN, 11 MAY 2025 09:34 Erbil, GMT +3
الحزب الديمقراطي الكوردستاني
الحرية  .  الديمقراطية  .  العدالة
 

التحالفات والنوايا الدولية.. وماهية النظام العالمي الجديد
| KDP.info


عزالدين ملا

إن كل من يتطرق إلى الخوض في التحليلات السياسية الدولية والإقليمية في المرحلة الحالية أو مَن كان متابعاً لها، يفاجئهم الدوران الشاقولي والأفقي لسياسات الدول والأطراف المتصارعة في المشهد العالمي عامة والمشهد الشرق الأوسطي خاصة، والتي يدخلهم في متاهات نوايا الدول والرؤية المستقبلية لـ ماهية النظام العالمي الجديد؟

المتغيرات الدولية والاصطفافات السياسية الدولية التي تجري منذ بداية العام الحالي- صحيح أنها ليست بجديد ولكنها أكثر حدة وتوسعًا- توحي إلى أن منطقة الشرق الأوسط والعالم تسير نحو ترتيبات وترسيمات مصالحية وسياسية جديدة مغايرة لِما كانت عليه خلال السنوات والعقود الماضية، ولكن كيف؟ حتى الآن لا أحد يستطيع ان يحدد شكل ولون ذلك النظام العالمي الجديد. لذلك تحرُّك العمالقة نحو مختلف الاتجاهات لإرساء موطئ قدم لها في تلك الترتيبات المستقبلية، إن كانت اقتصادية أو تجارية أو مصالحية أو حتى سياسية، كل ذلك تحقق معادلة مَن الأقوى في المرحلة اللاحقة، والمحرك الاساس هي سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وقوة عملتها، مقابل المحاولات الروسية لفرض إملاءاتها وسحب دولٍ جديدة إلى جبهتها، وأيضاً تحرُّك التنين الصيني الاقتصادي والتجاري والتي تحاول أن تكون القوة الأكثر مصداقية في التعاملات بين الدول وتثبيت قدم لها بقوة في النظام العالمي الجديد القادم.

إن افتعال الأزمات في مناطق عدة من العالم وخاصة خلال العامين المنصرمين، دليل على أن الترتيبات القادمة ستكون له لون ونوع جديد، هنا يبادر لمَن يقرأ المقال، لماذا؟

للإجابة عن السؤال، نعود أدراجنا إلى بداية دخولنا العقد الأخير من مئوية ترسيم النظام العالمي الحالي عام 1923، حيث بدأت ملامح الرؤية المستقبلية تتوضح شيئاً فـ شيئاً، والخلل الواضح في البنية المجتمعية في الشرق الأوسط إن كانت قومية أو دينية أو حتى الأنظمة الحاكمة القمعية والهشة شعبياً جعل منها تضّطرب في مراحل عديدة خلال العقود الماضية، ولكن لم تكن هناك إرادة دولية لتحريك هذا الخلل وإحداث شرخ فيها إلى أن وصل الرؤية وخاصة بعد نظام القطب الواحد بأن العالم بحاجة إلى جديد، أما ما هو الجديد لم يتوضح بشكل نهائي.

كما نعلم أن الشرق الأوسط منطقة محورية في العلاقات بين الدول وخاصة الدول الصناعية والتجارية الكبرى كـ أمريكا وأوروبا وروسيا والصين لِما تحملها تلك المنطقة من ثروات باطنية وبشرية ونقاط عبور عالمية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، مما يجعل تلك المنطقة بقعة ساخنة في كل المراحل الماضية، وتدخل أيضاً في قلب اهتمامات القوى الكبرى، وما الصراعات الدولية والمنافسة على المصالح والنفوذ استدعت الكثير من التحولات الاستراتيجية والتكتيكية في الشرق الأوسط، والسعي إلى تعزيز النفوذ وتثبيت موطئ قدم لهم، لتعزيز دورهم في اللعبة الدولية الآنية والقادمة بين مختلف أطراف النظام الدولي الجديد المعقد.

وما عقَّد الوضع هو التحركات الحالية بين مختلف الأطراف الدولية وفي اتجاهات عديدة، يُدخل المتابع في دوامات تحليلية متناقضة ومتاهات كثيرة.

كما جعل لبعض دول المنطقة أولويات اقتصادية ممتدة خارج نطاق حدود علاقاتها مع واشنطن، وذلك يرجع إلى المحاولات الروسية لتوسيع رقعة الصراع كما الآن في السودان وكسب بعض الدول في تلك البقعة وتقوية عملتها الروبل الروسي، وأيضاً التغيُّر الواضح في الرؤية الصينية للمنطقة والتي تدخل ضمن حسابات الأمن القومي الصيني، واعتبار المصالح الاقتصادية الدافع الأساسي لـ بكين في محاولة إعادة التوازن إلى سياستها الخارجية والأمنية.

إلى ذلك نلاحظ مدى الضعف في التحركات الأوروبية، والتي أربكتها الحرب الروسية الأوكرانية، وأظهرت تلك الحرب عدم استعدادها لأي طارئ مستقبلي ليس كما كان يظن الكثيرون.

من هنا، اعتقد ستكون لـ الدول الأوروبية ترتيبات أخرى بعيدة عن المخططات الأمريكية، وهذا قد يشكل لوناً آخر للنظام العالمي المنتظر.

إن كان السبب في إحداث الخلل والفوضى في منطقة الشرق الأوسط، ومنها الفوضى التي أنتجت مما كانت تسمى ثورات الربيع العربي، لن يستطيع التحكم بنتائج نهاياتها، وهذا يعود إلى ظهور قوى جديدة لم تكن في السابق كذلك، وفقدان الثقة بالسياسة الأمريكية الحالية، وخاصة بوجود تناقض بين ما تعلنها وما تخفيها، ومن ذلك تحالفاتها مع العديد من الأطراف هي كانت تعتبرها في الماضي القريب أطرافاً إرهابية.

كما أن السياسة الأمريكية الواضحة، دفعت العديد من الدول إلى اتخاذ خطوات أخرى، منها التقارب الإيراني السعودي، والتحالفات الروسية والإيرانية والتركية على تعويم النظام السوري ومناطق أخرى من العالم، إضافة إلى دعوات الدول العربية بالتطبيع مع النظام السوري الذي كان السبب في كل ما حصل في سوريا.

إذاً، من الممكن أن تكون هناك مفاجآت مستقبلية في شكل النظام العالمي القادم لم تكن تتوقعه أيٍّ من الدول الكبرى، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قد تكون نهايتها كما نهاية دول أخرى وصلت إلى القمة وانهارت، هذا إن لم تتوازَ بين سياساتها الدولية ونوياها مقابل شعاراتها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما الآن في سوريا.

 




آخر الأخبار

مسرور بارزاني يستقبل المسؤول الجديد للمكتب القنصلي لليابان في هولير

SATURDAY, 10 MAY 2025 15:05:31

هوليرـKDP.info ـ استقبل مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان اليوم السبت، المسؤول الجديد للمكتب القنصلي لليابان في هولير هيتوشى إيشيزوكا.

 
الرئيس مسعود بارزاني: نريد أن ينعم شعب كوردستان بحقوقه في كل دولة يكون فيها

FRIDAY, 09 MAY 2025 00:05:41

هوليرـKDP.info- في لقاء خاص على قناة شمس ضمن برنامج "The Capitol hill show" ، أكد الرئيس مسعود بارزاني أن نضال عائلته بدأ مع عمه الشيخ عبد السلام منذ مطلع القرن العشرين، وأشار إلى أن شعب كوردستان مر بمعاناة شديدة وتعرض لكوارث عدة خلال نضاله التاريخي.

 
نێچیرڤان بارزاني يستقبل القنصل العام الجديد لفلسطين

WEDNESDAY, 07 MAY 2025 19:05:17

هوليرـKDP.info ـ التقى فخامة نێچیرڤان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، ظهر اليوم (الأربعاء، ۷ أيار ۲۰۲٥)، القنصل العام الجديد لفلسطين في إقليم كوردستان ماهر الكركي.

 
رئيس الحكومة يتفقد سير العمل في مشروع إمدادات المياه الطارئة بـ هولير

TUESDAY, 06 MAY 2025 20:05:00

هوليرـKDP.info- تفقّد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الثلاثاء 6 أيار (مايو) لعام 2025، مشروع إمدادات المياه الطارئة في مدينة هولير، وهو المشروع الذي وُضع حجر أساسه في شهر أيلول من العام المنصرم.

 
مسرور بارزاني يفتتح معرض أربيل الثالث للسياحة في الشرق الأوسط

TUESDAY, 06 MAY 2025 20:05:00

هوليرـKDP.info ـ افتتح رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الثلاثاء 6 أيار (مايو) 2025، فعاليات معرض أربيل الثالث للسياحة في الشرق الأوسط (METEX)، بمشاركة واسعة من شركات السياحة المحلية والدولية، وحضور دبلوماسيين وممثلي القنصليات والشركات الأجنبية، الذين رحب بهم رئيس الحكومة ترحيباً خاصاً.

 


 
© 2023 Kurdistan Democratic Party, KDP

Contact