Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الخوف وإنعدام الخدمات تحول دون عودة الأهالي إلى المناطق المحررة

نينوى -KDP.info- رغم  تحرير مساحات واسعة من سهل نينوى المعروف بموطن الأقليات العرقية في العراق، إلا أن هذه المناطق لا زالت تعاني من عودة خجولة لسكانها الذين هربوا إلى إقليم كوردستان بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مناطقهم في آب الماضي.
وتتعددت أسباب عدم عودة سكان هذه المناطق، فالعبوات الناسفة التي زرعها داعش قبل هزيمته أمام قوات البيشمركة وإنعدام الخدمات الأساسية فيها إلى الخوف من عودة التنظيم الذي نفذ خلال سيطرته مذابح كبيرة في صفوف هذه الأقليات الدينية.
وبدأت قوات البيشمركة في الاشهر الأخيرة من العام الماضي بعمليات عسكرية واسعة في محاور غرب دجلة، أسفرت عن تحرير ناحية زمار الإستراتيجية القريبة من سد الموصل و حررت فيما بعد ناحية الربيعة الواقعة على الحدود بين العراق وسوريا ومساحات واسعة إمتدت حتى مركز قضاء سنجار لكنها لم تحرر سنجار بالكامل بعد و مازالت المعارك متواصلة بين التنظيم والقوات الكوردية في مركز هذا القضاء.
وقال سيدو جتو، رئيس كتلة التآخي والتعايش في مجلس محافظة نينوى، لـلموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، أن الخطوة الثانية بعد تحرير المناطق من داعش تتمثل في توفير الأمن فيها لزرع الثقة في نفوس المواطنين وبالتالي حثهم على العودة، وثانيا توفير الخدمات الصحية والكهرباء والمياه والبلدية، وتوفير السكن اللازم للعائدين لأن داعش فجر بيوتهم بالكامل، حاليا فرق الهندسة العسكرية التابعة لوزارة البيشمركة تواصل تطهير هذه المناطق من الألغام والمتفجرات، وفي الوقت ذاته تواصل البلديات جهودها في رفع الأنقاض وتنظيف الشوارع من مخلفات الحرب.
وكشف ميسر حجي صالح، قائمقام شنكال، في تصريح للموقع، اسباب عدم عودة النازحين الى مناطقهم قائلا"احداها هي الخوف من عودة مهاجمة داعش لمناطقهم، والاخرى هو عدم توفر الخدمات في المدينة واهمها الكهرباء، وتدمير البنية التحتية بالكامل. اضافة الى ان منطقة شنكال لم تحرر بالكامل ولايزال قسم منها بيد داعش. مضيفا هناك اسباب اخرى لعدم عودتهم بالقول: ان العوائل التي نزحت الى المحافظات المجاورة منذ اكثر من ستة اشهر اصبحت لها التزامات تمنعها من العودة الى مدنها آنيا، مثل ارتباط اطفالها بالدراسة في المدارس والمعاهد وجامعات المناطق التي نزحوا اليها، اضافة الى أن البرد القارس الذي يصعب من عملية الانتقال. وعن مباشرة الدوائر الرسمية بالدوام في ناحية سنونة التابعة لشنكال التي حررتها البيشمركة بالكامل في نوفمبر الماضي، والمناطق المحررة ضمن حدود شنكال، اجاب حجي صالح قائلا: المستشفى تعمل حالياً، وبقية الدوائر سوف تباشر بالعمل. واعتقد ان السقف الزمني لعودة جميع المؤسسات الى العمل هو الربيع القادم، على وجه الخصوص اذ تم تحرير شنكال بالكامل. وحول عدد واحصاءيات المواطنيين العائدين، قال حجي صالح: عاد 4 الالاف شخص تقريبا إلى سنونة وأطرافها. وحول الاجراءات المتخذة لإعادة اعمار هذه المناطق وتهيئتها لعودة المواطنيين الى مساكنهم كشف حجي صالح قائلا: هناك صهاريج تزود السكان بالمياه، وقمنا بصيانة وادامة للشبكة الكهربائية لتكون مهيئة لتزويدنا بالطاقة. وتبرعت المحافظة بمبلغ 115 مليون دينار عراقي استثمرناه لتنظيف الشوارع  وناشد حجي صالح الحكومة الإتحادية في بغداد لتقديم العود والمساعدة لإعادة بناء منطقتهم.
قضاء تلكيف الذي يقع شمال شرق مدينة الموصل، يعد واحدا من المناطق التي يسكنها غالبية مسيحية في سهل نينوى، سيطر داعش على أغلبية مناطق هذا القضاء.
وقد أوضح باسم بلو، قائمقام تلكيف، سبب عدم عودة المواطنيين الى المنطقة، قائلا: ان قصبة تلسقف ترتبط مع مركز قضاء تلكيف، تم تحريرها منذ 17 آب العام الماضي، وسبب عدم العودة اليها يعود الى كون القصبة خط تماس عسكري وهي ساحة معركة حاليا ويتواجد فيها قوات البيشمركة هذا من جانب، أما السبب الاخر هو خدماتي، وعن نسبة عدد العوائل التي عادت الى مناطقها قال بلو: بالنسبة لمركز ناحية القوش والقرى التابعة لها، عادت العوائل لها بالكامل بنسبة 95 في المائة تقريبا. والحياة طبيعية فيها. وحول مناطق اخرى من قضاء تلكيف اشار بلو قائلا: سوف يعاد الحياة لمناطق كثيرة منه قريبا.
تتكون محافظة نينوى ثاني أكبر محافظات العراق من 31 وحدة إدارية، تحتل مدينة الموصل مركزها، ويقسمها نهر دجلة إلى جانبين، الجانب الأيسر و الجانب الأيمن، حيث تتواجد غالبية كوردية في النصف الأيسر من مركز المحافظة، فيما يضم سهل نينوى عددا كبيرا من الأقليات الدينية من الكورد الإزيديين والمسيحيين والشبك والكاكايية والبهائيين والصابئة المندائيين، إلى جانب الشيعة والتركمان، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل في العاشر من حزيران الماضي بعد انهيار الجيش العراقي المتواجد فيها، وبعد سيطرته على الموصل بدأ التنظيم هجوما موسعا على سهل نينوى في آب  الماضي وإستطاع أن يفرض سيطرته عليها، لكن سرعان ما بدأت قوات البيشمركة هجوما مضادا لتحرير هذه المناطق بدعم من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، و إستطاعت أن تستعيد السيطرة على 12 وحدة إدارية من المحافظة.
بدوره قال مزاحم سعدون، مدير ناحية زمار،لـلموقع الرسمي للحزب: الناحية تعيش حياة طبيعية بعد تحريرها من داعش، وباشرت جميع مؤسساتها بالعمل، نسبة العودة بلغت حاليا اكثر من 80 في المائة ونناشد باقي السكان بالعودة. وكشف سعدون عن دور المنظمات الانسانية في اغاثة الاهالي قائلا: وزعت المنظمات المواد الغذائية والصحية ومساعدات عينية على الاهالي، كمنظمة الصليب الاحمر ومنظمة بي آر سي ومؤسسة البارزاني الخيرية ومنظمات عديدة اخرى.

شيدا حسن