Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

البيشمركة مسعود بارزاني.. رمز من رموز ابناء الرافدين الاحرار.. وخمسون عاماً من النضال الوطني

فاضل عباس الجاف

تمر على ابناء الشعب العراقي عامة وعلى شعب كوردستان خاصة ذكرى عزيزة على قلوبهم وهي عيد ميلاد البيشمركة مسعود بارزاني حيث كانت مدينة مهاباد الكوردستانية المناضلة على موعد مع اعلان جمهورية كوردستان الديمقراطية في العام 1946.. كانت اعلام كوردستان بالوانها الزاهية التي تسر الناظرين.. الاحمر.. الابيض.. الاخضر.. وفي وسطها الشمس الصفراء.. ترفرف فوق اسطح وشوارع المدينة وفي كل بيت فيها

..

وكان ميدان الشهداء جوار جرا (المشاعل الاربعة) قد شهد اعلان الجمهورية الفتية.. وكان النشيد القومي الكوردي: (ئه‌ی رقيب) يصدح بحناجر شباب وشابات كوردستان.. استقبلت هذه المدينة المناضلة رضيعها الجديد مسعود بن المناضل الجنرال مصطفى البارزاني رمز الكورد وكوردستان وحامي حمى رايتها الذي كان يشغل قائد اركان جيش الجمهورية مع رفاق دربه اسود كوردستان البيشمركة الابطال.. هكذا ولد المناضل مسعود بارزاني في ظل علم كوردستان وفي ظل اول جمهورية كوردية في التاريخ الحديث..

ففي السادس عشر من آب عام 1946 تم تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني طليعة الامة الكوردية.. وهذا اليوم المبارك ولد فيه المناضل مسعود بارزاني مع ولادة البارتي.. ولد ليصبح مناضلاً من مناضلي شعبه الكوردي وبيشمركة مقاتلاً وقائداً سياسياً وعسكرياً في جبهات القتال في اعظم ثورة عرفتها الامة الكوردية في تاريخها القديم والحديث الا وهي ثورة ايلول العظيمة حيث التحق بها كاكه مسعود بارزاني وهو في ريعان الصبا والشباب وهو في الخامسة عشرة من عمره وكبر مع اخوانه المناضلين ونهل من مدرسة البارزاني النضالية رائدة الحركة التحررية الكوردستانية حيث تلقى فيها الدروس الوطنية والقومية ومن البارزاني الخالد ومن خبرته النضالية الطويلة على الصعيدين السياسي والعسكري مع رفيق دربه البيشمركة ادريس بارزاني.. وشارك كاكه مسعود بارزاني في القتال والتصدي لاعداء شعبه والدفاع عن ارضه مع اخوانه المناضلين بيشمركة كوردستان الميامين

.

* كان كاكه مسعود بارزاني قد عرفه ابناء العراق عامة وشعب كوردستان خاصة بمواقفه الوطنية الجريئة في ادارة الازمات والمواقف الصعبة لكونه رمزاً من رموز ابناء الرافدين الاحرار.. كان وما زال يؤكد على ضرورة تقوية وتمتين العلاقات الاخوية مع جميع ابناء الشعب العراقي بكل قومياتهم وطوائفهم والذي جعل من كوردستان واحة امن وامان وتآخ ومحبة وسلام بين ابناء شعبه مع رفاق دربه في التحالف الكوردستاني

.

* شارك مع الفقيد الراحل ادريس بارزاني في جميع المعارك الصعبة وادارة المفاوضات مع الحكومات المتعاقبة منذ ثورة ايلول العظيمة في العام 1961 ولغاية اتفاقية اذار عام 1970.. واشترك وخطط في الكثير من المعارك ومن اشهرها معركة خواكورك.. وقد لعب دوراً اساسياً مع رفيق دربه الفقيد الراحل ادريس بارزاني في اللقاءات والمفاوضات مع اخوانه الاخرين بين قيادة الثورة الكوردية وحكومة بغداد ومنها اتفاقية التاسع والعشرين من حزيران عام 1966 واتفاقية الحادي عشر من اذار عام 1970.

. وبعد اتفاقية الخزي والذل اتفاقية الجزائر الخيانية في العام 1975 عندما توقفت مسيرة الثورة الكوردية لبعض الوقت عاد البارزاني الخالد وكاكه مسعود بارزاني وادريس بارزاني واخوانهم المناضلون وشكلوا القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني لاعادة مسيرة الثورة التحررية الكوردستانية من جديد بعد التخطيط المدروس وتهيئة الارضية القوية وبعد الاتكال على الله بدأت ثورة كولان التحررية في السادس والعشرين من آيار عام 1976 وهي امتداد لثورة ايلول العظيمة وكان للمناضل مسعود بارزاني مع مهندس المصالحة الفقيد ادريس بارزاني دور في تقريب وجهات النظر مع الاحزاب والمنظمات الكوردستانية..

وبعد اتفاقية اذار عام 1991 قاد المناضل مسعود بارزاني الانتفاضة الكوردستانية من بوابة مدينة رانية الكوردية مع اخوانه بالجبهة الكوردستانية ليقودوا مسيرة الحركة التحررية الكوردستانية.. وكان شعب كوردستان قد تمكن من اجراء اول انتخابات برلمانية في العام 1992 وهي المرة الاولى في تاريخ شعبنا الكوردي المعاصر تجري فيه هذه الانتخابات لاختيار اعضاء المجلس الوطني الكوردستاني وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في كوردستان.. وفي تلك السنين حرص المناضل مسعود بارزاني على وحدة العراق وعلى سيادته وان المكتسبات التي تحققت في العراق وفي كوردستان كانت بجهود الخيرين من ابناء شعبنا ومن قادة التحالف الكوردستاني وعلى رأسهم مام جلال الطالباني والبيشمركة مسعود بارزاني ورفاقهم الاخرين.. وها هي مدن وقصبات كوردستان وشعبها ينعمون بنعمة الامن والاستقرار ويتمتعون بالازدهار بها.. ويدعون من الباري عز وجل ان ينعم على اهل العراق الفدرالي التعددي جميعاً بنعمة الامن والامان كما في كوردستان وان تصفى القلوب والنيات فيما بينهم ..

وان تلك النعم لم تأت من فراغ بل جاءت بفضل من الله اولاً وثانياً من همة الرجال الشجعان ذوي المهمات الصعبة ومن المخلصين لشعبهم وفي مقدمتهم البيشمركة الاوفياء الابطال ومنهم رجال الامن الشجعان وفي مقدمتهم البيشمركة مسعود بارزاني رجل المهمات الصعبة ومن اخوانه المناضلين الاخرين الساهرين على راحة وامان شعبهم وبهمة حكومة الاقليم وعلى رأسها المناضل نيجيرفان بارزاني سليل وحفيد تلك العائلة المضحية..

وان حالة الازدهار الاقتصادي والعمراني وما ينعم به الاقليم من امن واستقرار ويمارس فيه المواطن حياته الاعتيادية بدون اضطهاد قومي او ديني.. ونحن نقول عندما تكون تلك الانجازات عظيمة فان هناك رجالاً اوفياء قد حققوها بجهادهم وحرصهم على تطوير مجتمعهم وسعادة شعبهم.. فاذا قالوا وفوا بعهدهم وانجزوا بما وعدوا به وسعوا الى حيث ارادوا حيث تحقق لهم ما كانوا يسعون اليه فنالوا الغاية وسعدوا بحب شعبهم وتقديره فهؤلاء الرجال المناضلين لايريدون باعمالهم تلك جزاء ولا شكوراً الا مرضاة الله سبحانه وتعالى وحب شعبهم لهم لكونهم فطروا على بذل الخير فوجدوا حب شعبهم لهم ومرضاة الله لهم.. كان كاكه مسعود بارزاني من هؤلاء الرجال المناضلين الوطنيين الذي احب شعبه.. وشعبه احبه الذي اعجب الصغير قبل الكبير بتواضعه وبحلمه وسعة فكره والعفو عند المقدرة..

سعى الى تحقيق النجاح لشعبه فكان النجاح ملازماً له في اعماله ومسؤوليته.. وكاكه مسعود بارزاني المناضل الوطني الوفي لشعبه ووطنه احبه الجميع لحسن خلقه وكرم افعاله.. كان وما يزال حريصاً على مصالح شعبه حتى صار النجاح سمة بارزة في مسيرته السياسية والقيادية.. والمسؤوليات في نظره امور مهمة يجب القيام بها في وقتها.. انه من الرجال الذين يسعد بهم شعبهم وقد تحققت على ايديهم العزة والرفعة.. عندما يراه المرء يسعد به وبهمته.. فالوطن له رجاله.. ورجاله هم عدته وسنده.. عندما يبنى للوطن كيانه يتحقق لشعبه ما يحلم به.. والطيب من يخلد ذكراً حسناً لشعبه لكونهم شهداء الله في ارضه.. كيف ينسى المناضل مناضلاً عرفته ارضه الطاهرة من جبالها الشماء ووديانها وسهولها وكهوفها.

*كانت القيادة التحررية الكوردستانية وبيشمركة كوردستان وعلى رأسهم الجنرال الخالد مصطفى البارزاني رائد الحركة التحررية الكوردستانية بعيدين كل البعد من الانتقام على ما كان يجري تجاه شعبهم وارضهم وعندما رفعوا السلاح رفعوه ضد الحكام المستبدين كوسيلة للدفاع عن النفس.. وقد اجمع المراقبون المنصفون على تسمية ثورات شعب كوردستان بالحرب العادلة للدفاع عن النفس وان الديمقراطية التي ينعم بها شعبنا الان هي ثمرة تلك الثورات الخالدات ومن نضال ودماء وتضحيات ابناء شعبنا وتضحيات البيشمركة الابطال حماة الكورد وكوردستان.. وعلى ابناء شعبنا رص الصفوف لكون المخاطر على تجربتنا التي تحققت خلال العقدين المنصرمين ومنها ما ينعم به المواطن الكوردستاني من تطور ورفاهية وحياة طيبة هانئة وهي خير دليل على ذلك.

*وكان شعب كوردستان قد شارك للمرة الثانية لانتخاب اعضاء المجلس الوطني الكوردستاني وبدورهم ينتخبون رئيساً لاقليم كوردستان من بينهم.. ففي الثاني عشر من حزيران عام 2005 صوت اعضاء برلمان كوردستان وبالاجماع على انتخاب المناضل البيشمركة مسعود بارزاني رئيساً للاقليم ولمدة اربع سنوات ويحق له اعادة ترشيحه لولاية ثانية عن طريق الاقتراع السري المباشر متزامناً مع انتخابات المجلس الوطني الكوردستاني والبطاقة الثانية لانتخاب رئيس اقليم كوردستان والتي جرت في الخامس والعشرين من تموز عام 2009... وكان التحالف الكوردستاني قد رشح كاكه مسعود بارزاني مرة اخرى لرئاسة الاقليم والتي اسفرت عن فوز كاكه مسعود بارزاني فوزاً ساحقاً ليقود رئاسة الاقليم لدورة جديدة الى جانب فوز قائمة التحالف الكوردستاني باغلبية المقاعد وفوز المعارضة ببعض المقاعد.. وكان مام جلال الطالباني قد قال بحق اخيه كاكه مسعود بارزاني في احدى خطبه الانتخابية للترويج لقائمة التحالف الكوردستانية ولترشيح كاكه مسعود بارزاني في شهر تموز عام 2009: ( ان الرئيس مسعود بارزاني هو افضل شخص نجعله رئيساً لنا.. لانه رئيس مناضل وابن القائد القومي الكوردي الخالد وهو شخصية معروفة في العراق والمنطقة والعالم.. كذلك فهو ضروري لاقليم كوردستان وللعراق وللمنطقة للاستفادة من قدراته وحكمته وتجربته)..

ونقول لمام جلال صدقت ايها المناضل بحق اخيك كاكه مسعود بارزاني انه رجل المهمات والمواقف الصعبة وصاحب الخصال الحميدة.. والمناضل لعقود طوال من اجل شعبه وارضه.. وجاء لرئاسة اقليم كوردستان عن طريق انتخابه عبر الوسائل الديمقراطية والدستورية لا عن طريق الانقلاب او الدبابات او عن طريق المؤامرات والدسائس.. بل جاء بالاجماع الوطني وعن طريق البرلمان الشرعي..

ونقول لمن لا يعرف المناضل البيشمركة مسعود بارزاني انه اقوى من يحرص على وحدة العراق والحفاظ على سيادته لا بالقول وانما بالافعال لكونه صاحب الخصال الحميدة والنضال السياسي والبيشمركة اكثر من خمسة عقود لضمان حقوق شعبه وكونه من مدرسة نضالية مخلصة لشعبها ووطنها انها المدرسة البارزانية وهو احد مناضليها وما زال سائراً على هدى طريقها وخير دليل هو حبه لشعبه ها هي كوردستان وشعبها ينعمون بنعمة الامن والاستقرار بفضل الباري عز وجل سبحانه وتعالى وثم بهمة ابنائها المخلصين.. وتجربة الاقليم تحت رئاسة كاكه مسعود بارزاني جديرة بالاهتمام والتوقف عندها عندما قاد تلك السنوات النضالية وأثبت للاعداء قبل الاصدقاء انه لافرق بينه وبين شعبه لكونه لايزال الاكثر اخلاصاً ووفاء لقيادة شعبه وان المكتسبات التي تحققت في العراق الفدرالي عامة واقليم كوردستان خاصة وجعل العراق ديمقراطياً وفدرالياً والذي ثبت في الدستور الدائم والمصوت عليه من قبل الشعب العراقي بكل قومياته واطيافه والذي حاز على اكثر من 75% من اصوات الشعب العراقي.

*وفي هذه المناسبة نقول لاخواننا الاخرين انظروا الى تجربة كوردستان لان شعبنا لم يناضل من اجل الصراع على المكاسب الشخصية وعلى الجلوس على الكراسي التي لاتدوم لاحد كما تقول الحكمة: (لو دامت لغيرك ما وصلت اليك) عليهم ان ينظرون الى ابناء وطنهم ورفع الحواجز بين المسؤول والمواطن.. وقد ولى وبدون رجعة زمن حكم الطغاة والمجرمين وبدأت نسائم الحرية والديمقراطية والفدرالية التي نص عليها الدستور للعراق الجديد.. انه عصر الذي لاطغيان فيه من قومية او طائفة على قومية اخرى ولا مصادرة ثقافة او حضارة او تاريخ شعب اخر.. انه عصر التحولات الذي يفوض على الجميع واجبات متساوية في الحقوق والواجبات في الوطن الواحد والذي يضمن خصوصيات كل طرف من اطراف الشعب العراقي.

*وفي هذه المناسبة السعيدة نقول لروح البارزاني الخالد وهو في جنان الخلد ان ولدكم مسعود قد وفى بعهدكم وسار مع رفاقه على نهجكم وجعل من كوردستان تنعم بالامن والامان والاستقرار وجعل الاعداء قبل الاصدقاء يحسدونهم على ما هم فيه.