Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

استفتاؤنا مشروع و مهم

فاضل ميراني

لن أقول انني لا ادري لم جرى تحميل حدث الاستفتاء الذي ترجم فيه الرئيس مسعود البارزاني رغبة أمته في التصريح بممارسة حق لم يحرمه شرع و لا قانون و لا عرف، بل أنا و غيري يدركون المواقف المتفاوتة التي صاحبت الحدث و استبقته و تلته، وهي أربعة: مؤيد و متعاطف و رافض و حيادي، فيما هناك موقفان داخليان خارج الإقليم: موقف من فهم استفتاء كردستان بشكل مغلوط، و موقف من تعمد ان يفهمه و يثقف نحوه بشكل مغلوط. لكننا و مع كل تلك المواقف ذهبنا و شاركنا ب(نعم) في الاستفتاء.

ليس الآخرون بحاجة لنصيحة الذهاب لمعاجم اللغة العربية للبحث في كلمة( استفتاء) و وزنها الصرفي، بل- ومع ذكرى الاستفتاء التي مرت قبل أيام- التمعن بالحق من عدمه و دراسة الموضوع انسانيا قبل نقده سياسيا و إجرائياً.

نحن في كردستان و في الحزب الديمقراطي الكردستاني حريصون قبلا و الان و نحرص مستقبلا على أهمية الحوار و تأثير التمتع بعلاقات ثقة مع كل الأطراف التي هي جزء من صناعة الواقع الذي عاشته امتنا، و الأطراف التي يمكن ان تكون مؤثرة في وصول شعبنا إلى حقه في قيام كيانه، لكن حزبنا و على امتداد عمره لم يكن الا حزبا حريصا على امن و سيادة الوطن العراقي، و الوطن العراقي تعرض لخيانة من حكوماته السابقة عندما زجت به بعد شموليتها بحروب و توترات جعلته هدفا دوليا للمقاطعة و الحصار و عدم الثقة، ولذا فقد انبثقت احزاب و حركات قومية و دينية و عقدية تحمل تنوع شعوب العراق و فكره لتعارض الأنظمة السابقة. لكننا و مع كل حرصنا هذا لم نأخذ موافقة طرف لنكون ثوارا مناضلين، ولم نرضخ لمعادلة المصالح التي تمر على وجودنا غير عابئة.

اعود لذكرى الاستفتاء الذي تلته إجراءات لم تكن غريبة عن فكر التسلط السابق، وأبرزها الحصار الذي أراد صُنّاعه ضرب عصفورين بحجر: تصدير ازمتهم و الظهور بمظهر القوي ولو على حساب قوت من هم رعايا الدولة التي لم تنجح بسبب عقلية حكامها على خلق ثقة عند مواطنيها انها ليست مستبدة، ومع ذلك (فقد صبرنا وطوينا عنها كشحا) كما يصف علي عليه السلام، واظهر شعبنا و حزبنا جلادة تحمّل على قسوة اعتدنا عليها من اخوة بعضهم كان معنا و يعيب على النظام السابق سلبه حقوقنا.

الاستفتاء لم يكن انفصالا، لأننا لم ننفصل، بل صوتنا على رغبتنا في الاستقلال، ولو اننا كنا نريد الانفصال لكان الحديث و العمل غير حديث و عمل الاستفتاء الذي جرى بنتيجة متوقعة متفوقة لصالح (نعم)، ومع هذا فلم نلحظ ان الطرف الداخلي- وهو المعني- راجع سياسته التي حدت و سرعت الأحداث للذهاب نحو اجراء الاستفتاء!.

الرئيس البارزاني وبعد مشوار نضاله الطويل العالي الهمة تعامل بكل وضوح مع الجميع ولم يخفِ شيئا واشتغل كما هو دأبه علانية ليضع الفرصة أمام جموع شعبه و قواه السياسية لتثبيت موضع الكلام من العمل و قد علم شعبنا بالمواقف ساعة الجد.

ليس الاستفتاء جرما، ولم يكن للحكومة و المتخادمين معها ان يأخذوا دور القاضي فيدينوا شعبا و حزبا و حكومة و برلمانا بكردستان عن امر ليس مُجّرما.

نتفهم المواقف الإقليمية التي استفزتها جموع شعبنا التي شاركت بالاستفتاء لأنها تجس على جرح تقاسم أمة الكرد و ارضها، مع اننا اول من تحدث و عمل على خصوصية كل جزء و نضاله وان يكون نضالا بلا شائبة تشين مثل العنف او الإرهاب او الاُجرة، مثلما يجب ان لا تمارس الأنظمة ذلك تحت ستار الشرعية!.

ما يدعو للتفكر هو التفاوت في الفهم للحقوق، ومنه نفهم لم ازدادت إعداد المهجرين و المعدمين جراء سياسات بتخطيط منفصل عن الواقع، فأذا ما كان تعامل الساسة و التنفيذين المفضي إلى واقع مؤلم مثل الذي عاشه اغلب العراقيين و يعيشونه، فكيف سيكونون مع ابناء أمة أخرى؟.

درسنا قبل الاستفتاء و خلاله و بعده المواقف، ولم تخب أحكامنا بحق الاخرين.

نحن فخورون بقيادتنا و بأجرائها الاستفتاء و فخورون بنتيجته، و نحيي ذكراه.

كل رجائنا ان تتسع مديات فكر من يريد ان يقود البلاد، يقودها للآمان لا للهوان.

 

سكرتير المكتب السياسي

للحزب الديمقراطي الكردستاني