الإطاريون، يعرفون جيداً من يرسم الملامح الواضحة والمعاني الختامية في تحديد إتجاهات ومسارات المعادلة السياسية في العراق. ولكن بعنادهم ومبادراتهم العديدة وشعاراتهم وتصريحاتهم، يريدون إستقطاب بعض أطراف المعادلة، والتهرب من الحقيقة وإقناع الآخرين عبر تقاسم رمزي للسلطة، وليس حل المشكلات بين الأطراف المتنازعة، ويريدون تكرار المشاهد السياسية السابقة لضمان حصصهم وإمتيازاتهم ومواقعهم الحساسة وإستئثارهم بالسلطة والانفراد بالقرار السياسي، ويعرفون أن كلامهم وإتفاقاتهم ومخرجات حوارهم مع الكورد والعرب السنة لن تسري على جميعهم، وسيجدون دوماً في صفوفهم من يعارض تلك النتائج وبالذات الجماعات المسلحة الموالية للخارج.
في هذا التوقيت العراقي الصعب، يريد الإطار التنسيقي، المضي بعملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وحتماً، يستعد عدد من قادة الإطار لزيارة اربيل، أو الإجتماع مع وفد البارتي في بغداد. وهم يعرفون أن البارتي الراسخ على أرضية قويَّة، ليس بالرقم البسيط أو السهل الذي يمكن إرغامه على التعاون معهم ضد التيار الصدري، أوالتنازل عن ثوابته وإستحقاقه الإنتخابي وحقوق شعب كوردستان الدستورية.
و(لو) فرضناً أنهم ردوا خلال الاجتماع على كل أسئلة البارتيين المعروفة والواضحة لدى المراقبين، وأكدوا أنهم يريدون تصحيح المسارات بحكمة، وتسوية القضايا الخلافية بحصافة، وتصويب الأخطاء في العراق بصورة مغايرة. وأعربوا أنهم حسبوا الحجم والنفوذ الحقيقي للبارتي ولا يُنكرون أن له تأثيره المحلي والإقليمي والدولي، وجمهوره وقواعده الشعبية، وقالوا عكس كل ما كانوا يزعمون، وإعتذروا بشأن الإتهامات التي وجهت للرئيس مسعود بارزاني والبارتي وشعب كوردستان وعن إطلاق الدرونات والصواريخ والكاتيوشات وعن إصدار القرارات القضائية المسيسة وحرق مقرالبارتي في بغداد ومنع مرشحه السابق (السيد هوشيار زيباري) من تسلم مهام رئاسة الجمهورية، ووعدوا بتلبية كل المطالب التي تدور حول إختيار رئيس الجمهورية، وتسوية بل حتى الغاء قرار المحكمة الاتحادية المتعلق بنفط وغاز كوردستان الذي صدر بضغطهم، وإقرار قانون النفط والغاز في البرلمان العراقي بأسرع وقت ممكن، وتنفيذ إتفاقية شنكال والمادة 140، وتخصيص 17% أو أكثر من الموازنة الإتحادية لإقليم كوردستان، إضافة إلى تخصيصات الپێشمهرگه، وحددوا سقوف زمنية ملزمة لتنفيذ مجمل الإتفاقات .
مع ذلك كله : وبالإستناد على المنطق السياسي السليم المعبر عن حال كوردستان والعراق، وحاجات وتطلعات العراقيين، لا نتوقع أن يثق البارتي بهم وبوعودهم والتفاعل أو الإتفاق معهم على حساب الطرف الشيعي الآخر .