Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

قراءة مقتضبة لحديث بارزاني في مؤتمر(السلإم من خلإل الإعتدال)

جواد ملكشاهي

الديمقراطية الحوار، السلإم، الإستقرار، التسامح، نبذالعنف، الإعتدال هي مصطلحات يرددها الساسة الكورد في غالبية المناسبات ويؤكدون عليها في الحوارات واللقاءات والمفاوضات فضلإ على التجمعات الجماهيرية التي تعقد هنا وهناك، ولم تكن تلك المصطلحات مجرد تسويق للمفردات بل هي ترجمة على ارض الواقع في جنوب كوردستان في الماضي والحاضر، ويأتي ذلك ايماناً بالمبادئ الإنسانية التي يؤمن بها الشعب الكوردي للعيش بسلإم الى جانب الشعوب الإخرى في العراق والمنطقة والعالم.

مر الشعب الكوردي خلإل نضاله المرير الذي طال عقود من الزمن ضد الإنظمة الدكتاتورية والشوفينية في المنطقة بظروف صعبة للغاية وتعرض لإبشع جرائم القتل والإبادة الجماعية بسبب عنجهية الإنظمة الحاكمة وعقولها الصدئة التي لإتؤمن بالحوار والإعتدال والسلإم لحل المشاكل والخلإفات، بل تؤمن بقوة السلإح وفقدان قوة المنطق والبصيرة في التعامل مع القضايا التي تعجزعن ايجاد حلول منطقية لها.

رئيس اقليم كوردستان نێچيرڤان بارزاني من الشخصيات السياسية الكوردية الذي يؤمن إيماناً راسخاً بالحوار والسلإم وكلما تشتد الخلإفات بين القوى السياسية في اقليم كوردستان او مع الحكومة الإتحادية وتصل الى طريق مسدود نراه يطلق مبادرة لتهدئة الإجواء والشروع بحوارات هادئة للحيلولة دون انزلإق الإمور لما لإيحمد عقباه.

الجميع يعلم ان رئيس أقليم كوردستان له العديد من المبادرات لحل القضايا والمشاكل بين القوى السياسية في الإقليم او مع الحكومة الإتحادية، ويقوم شخصياً بزيارة خصومه السياسيين ويلجأ الى التحاور المباشر والجاد معهم بدلإ من استخدام وسائل الإعلإم واطلإق التصريحات الإنفعالية وترك الإمور تتفاقم، ومبادراته بزيارة النجف قبل اشهر ولقائه قيادة التيار الصدري بغية ايجاد مخرج للإنسداد السياسي الحالي وزيارته قبل ايام الى مدينة السليمانية ولقاءاته مع القوى السياسية الكوردستانية وعلى رأسها قادة الإتحاد الوطني هي خير دليل على نواياه لتطويق الخلإفات وحلها بشكل يرضي جميع الإطراف.

وخلإل مشاركته في مؤتمرأربيل الذي عقد الإثنين 30 ايار 2022 تحت عنوان (السلإم من خلال الإعتدال) الذي نظمته منظمة "سبارك" الهولندية المختصة في مجال حماية حقوق النساء واللاجئين، والتي تعمل في المناطق الواقعة تحت تأثير الحروب والصراعات. عاد وكرر خلال حديثه في المؤتمر على ضرورة حل الخلافات عبر الحوار عندما اكد أن" الحرب وغياب السلإم في العراق خلف المشاكل للمنطقة برمتها".

وفي جانب اخر من كلمته اكد ان الحرب والتوتّرات والنزاعات باتت تحتل مساحة أوسع في الوقت الراهن، وليس هناك ما هو أكثر أهميةً من السلإم لهذه المنطقة. أي انه قلق من تلك التوترات والنزاعات ولابد من ايجاد حلول آنية لمشاكل الشعوب داخل البلد الواحد او بين دول المنطقة للحفاظ على الامن والإستقرار في المنطقة،لإيقاف نزيف الدم ووضع حد لتبديد الثروات واستثمار الطاقات البشرية والإقتصادية لصالح شعوب المنطقة في التنمية والحركة العمرانية والزراعية والإقتصادية.

ونوه بارزاني خلال كلمته قائلا:  لو ان السلطات العراقية تعاملت بواقعية مع قضية شعب كوردستان ولم تلجأ الى السلإح والقتال لما حلت كل هذه المآسي والفواجع على شعب هذا البلد، نعم لو تعاملت الانظمة التي توالت على حكم العراق بعقلانية ومنطق الحق ازاء حقوق الشعب الكوردي في العراق، لما حدثت الحروب والكوارث المدمرة داخل البلد ومع دول الجوار والتي خلفت خسائر بشرية وأقتصادية كبيرة ومايزال العراق يعاني من تداعياتها والتي كان يمكن حلها بطريقة حضارية عبر الحوار والجنوح الى السلام بدلا عن الحرب.

وشدد رجل السلام والحوار على ان المكونات العراقية وشعوب المنطقة بحاجة الى سلام حقيقي يعيد الطمأنينة والثقة وسلام يضمن حياة حرة كريمة للجميع ويجمع المكونات العراقية تحت مظلة العراق، منوها الى أن "العراق بكل حروبه يجب ان يكون درسا لنا جميعاً وعبرة ترشدنا باتجاه مستقبل أفضل لكل مكونات هذا البلد، والمضي ببناء مجتمع يعكس التعددية ويلبي تطلعات كل المكونات" كل هذا التأكيد على نبذ العنف واتخاذ الإعتدال كمنهج و وسيلة لضمان مستقبل العراق، هي رسالة صريحة وواضحة أن استخدام القوة والسلإح لإيمكن له أن يحل او يحسم القضية الكوردية وتأريخ العراق المعاصر خلال القرن الماضي اثبت ذلك بشكل ملموس وعلى من يريد ان يعيد النهج السابق لتركيع الكورد،عليه ان يدرس احداث الماضي بدقة واخذ العبر منها وعدم المغامرة بدماء وارواح العراقيين وتدمير ماتبقى من العراق.