Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

العلاقات الكوردية الاردنية عبر التاريخ

يونس حمد

دخلت العلاقات الكوردية الأردنية مرحلة جديدة فى ضوء ما شهدته الأيام  الماضية من تطورات إيجابية بزيارة السيد نێچيرڤان بارزاني رئيس اقليم كوردستان بدعوة رسمية من جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية  الى العاصمة الاردنية عمان، بحسب المراقبين السياسيين إن العلاقات الكوردية والاردنية، تشهد إستراتيجية تحمل الكثير من مجالات التعاون بين الجانبين، إلى جانب المكاسب المشتركة سواء من اقليم كوردستان  أو من المملكة  الاردنية الهاشمية، ولعل ما شهدته خلال الأيام القليلة السابقة من الزيارة رئيس اقليم كوردستان الى عمان واللقاء بين الزعيمين له دلالة كبيرة على إدراك  أهمية دور اقليم كوردستان ليس فقط في العراق  ولكن فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وشهدت العلاقات بين كوردستان والاردن في السنوات الماضية تطورًا ملحوظًا على جميع المستويات، فعلى المستوى السياسي نشهد الحوار قائما بشكل دائم، واللقاءات وزيارات كثيرة ومستمرة  من الجانبين، وتعددت زيارات الوفود السياسية والتجارية والاجتماعية، ولقد نشأت الاتصالات على أعلى المستويات بين اربيل وعمان بشكل سريع وتلقائي وطبيعي مما يجسد الاهتمام الذي توليه الاردن كما اقليم كوردستان لتطوير العلاقات الثنائية. لاشك فيه وفي المجال الاقتصادي، تعد المملكة المصدر التجاري الهام بالنسبة إلى الإقليم  في المنطقة، حيث يوجد في اربيل ما يزيد عن ٤٠٠ شركة اردنية من الشركات المتوسطة التي تقدم صورة إيجابية عن الاردن في المجالات التجارية والصحية. وحظى التواجد الاردني في سوق الإقليم، وقواعد رسيخة، حيث شهد التطور الكبير لهذة العلاقات القائمة عبر التاريخ يمتد الى زمن الزعيمين الراحلين مصطفى البارزاني الخالد وجلالة الملك حسين بن طلال ومن بعده في عهد الرئيس مسعود بارزاني وجلالة الملك حسين وعبدالله الثاني، وقبل كل ذلك يذكر التاريخ بكل فخر واعتزاز المواقف الثابتة لجلالة الملك الراحل حسين بن طلال بصورة خاصة و الشعب الاردني بصورة عامة  من القضية الكوردية. ان الزيارة الاخيرة لرئيس اقليم كوردستان شكلت قفزة نوعية من العلاقات، ومن خلال الجلسة مع جلالة الملك عبدالله الثاني ، أطر تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين كوردستان و الاردن، واستعراض أوجه التعاون الوثيق والمتميز في مختلف مجالاتها الحيوية والهامة، والأمور المتعلقة بتطوير المنظومة الصحية وتعزيز الاقتصاد والتجارة  وتنمية القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وسبل تطوير آفاقها المستقبلية دعما للمصالح المشتركة بين الإقليم والمملكة وشعبيهما الصديقين. وتمت مناقشة آليات تعزيز التعاون المشترك في سياق مواجهة تداعيات جائحة كورونا، كما تمت مناقشة المستجدات الأخيرة على الساحتين الإقليمية والدولية والتطورات التي تشهدها المنطقة.