Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

دولة كوردستان بين الفكرة والواقع

خالدة محمد

لم تواجه قضية  مشروعة لشعب باسل مثل شعب كوردستان في طموحه لاقامة دولته المستقلة مثل هذا الكم من العداء غير المبرر من دولة المحيط الاقليمي ودفع ثمنها شعب كوردستان نهر من الدماء الطاهرة في اطول صراع مرير يشهده العالم المعاصر ويشبه الى حد كبير نضال شعب باسل اخر هو الشعب الفلسطيني في كفاحه من اجل اقامة دولته المستقلة .

فهل يترك طول فترة الصراع اليأس في نفوس شعب كوردستان ويترك قيام دولته المستقلة للتطور الطبيعي، وعند قراءة الكثير مما كتب واعمال مبدأ المراجعة تبين وجود اربعة عوامل اساسية اشار لها الكتاب وهي

الشعب والقيادة

العامل الخارجي

التاريخ

النشاط الأقتصادي

ان الحقيقة الاكيدة هو ان من الخطأ الاكبر ان نعتقد ان الزمن وحده كاف لدعمها وقلبها الى حقيقة واقعة وان نثق بالتطور الطبيعي ونكمل اليه امر انفاذها.

ان الصلة بين الفكرة وبين العمل لها لايمكن ان تنعقد مالم تنضج الفكرة نضجا يؤهلها لأن تنقلب الى عمل، وان اكبر طاقة يمكن ان تحملها فكرة هي وضوح سماتها وملامحها ومن اوضح هذه السمات والملامح هي الصلة العميقة بين الشعب الكوردي الباسل وقائده المقدام مسعود بارزاني .

وعندما تحققت وحدة الشعور بين الشعب والقيادة وعندما بدأت القيادة تستبق احاسيس الشعب وتطلعاته شعر الكارهون ان الامر غدا جدا وان تلك العواطف القومية الصادقة التي عرفوها عند الشعب الكوردي وجدت اخيرا من ينظمها ويحسن صياغتها في عمل فعال، وعند ذلك حالهم الامر وحزموا امرهم على القضاء في زعمهم على ذلك.

البطل الذي عرف ان كبار الرجال هم الذين يخرجون من الاماكن الى الفعل قوى الشعب المشتعلة تحت الرماد وتطلعاته الثانوية وسط الضباب.

ان دور القادة في ادارة عمليات التحول الكبرى في حياة الشعوب وبناء الدول لايمكن الطعن به بحجة تحول تلك القيادات الى انظمة شمولية دكتاتورية بل هو دور حاسم واساسي في بناء التجارب الديمقراطية الحقيقية المستندة الى اساس صلب بعيد عن الفوضى والخراب وهنالك العديد من الامثلة لقيادات تاريخية تركت بصمة واضحة في قيام دول لم تكن على الخارطة السياسية للعالم المعاصر او دول شابة تركت بصمات واضحة في الحضارة المعاصرة كما دور بسمارك في المانيا والاباء المؤسسون (كما يطلق عليهم في الولايات المتحدة ) في قيام دولة الولايات المتحدة الامريكية، ومهاتير محمد في ماليزيا ومصطفى كمال في قيام تركيا الحديثة والشيخ زايد ال نهيان في قيام دولة الامارات العربية المتحدة.

العامل الخارجي

الاكيد ان العامل الخارجي من العوامل التي تعرقل هذا الطموح القومي المشروع لكن لايمكن ان تكون عوامل لايمكن تجاوزها وتعمدت في بداية المقال ان اشير الى دور العامل الاقليمي وتأثيره السلبي،  فهل يتم الإستسلام الى تاثير العامل الخارجي ؟

عند قراءة بعض تجارب الشعوب استوقفتني قيام دولة جورجيا التي كانت جزء من الاتحاد السوفيتي والتي كانت ولاتزال بعد وراثة الاتحاد السوفيتي من قبل دولة روسيا الأتحادية كدولة عظمى بكل المقاييس قيام جمهورية جورجيا ولعل البعض يتذكر مقولة ستالين (جورجي الاصل) المشهورة ، وكان على الشيوعية على حد تعبير ستالين(ان تفلح جورجيا من جديد) ففلحتها وكان ثمن الفلاحة ثلاثة الاف قتيل وفي عام 1956 عادت الاضطرابات من جديد فذهب في تفليس مئات الضحايا واعتقل الالوف و اثبتث جورجيا انها ظلت خلال 35 عاما  من الاضطهاد بؤرة للعصيان والانتفاض على التبعية لروسيا الكبرى حتى نالت الاستقلال.

وهنا يجب التأكيد على ضرورة التوجه لدول الجوار الاقليمي بخطاب اعلامي واضح المعالم يرتكز على نقطتين اساسيتين:

الاولى:

ان وحدة الشعوب لا يجوز ان تقوم على القوة، و ينبغي ان تقوم على الارادة المشتركة والتعاطف.

اما الثانية:

ان خسائر دول الاقليم من هذا الصراع سواء البشرية او من عرقلة عجلة التنمية اكبر بكثير من تبعات استقلال الشعب الكوردي، بل العكس تماما ممكن الحدوث بدفع عجلة التنمية والتقدم بعد سيادة الاستقرار والهدوء في المنطقة.

العامل التاريخي

هل وجود تاريخ حضاري لشعب ما ضرورة قصوى لقيام دولته المستقلة؟

والجواب ببساطة ان قيام دولة ما لا يحتاج بالضرورة الى عمق تاريخي و حضاري و هناك البعض من الامثلة الحية لدول نشأت وهي لا تمتلك تاريخ حضاري و افضل مثال على ذلك دولة الولايات المتحدة الامريكية حيث يبدأ تاريخ الولايات المتحدة الامريكية منذ 1783 بعد حرب الاستقلال و قد خرجت من هذه الثورة برقعة محددة 13 ولاية و قوة بشرية لا تزيد على الاربعة ملايين و كانت تلك النواة التي نمت بسرعة هائلة لتصبح اعظم قوة في العالم و اغناها من خلال 150 عاما و مازالت تحتفظ بتفوقها و قوتها منذ اكثر من خمسين عام.

النشاط الاقتصادي

لا اود الخوض في هذا المضمار و الافضل تركه للخبراء المعنيين بهذا المجال ولكن الثابت هو ضرورة مكافحة الفساد كأولوية فائقة والاهتمام بالتعليم المهني خاصة ولعل الاستفادة من التجربة اليابانية 1803-1818 في خلق التحول العلمي الذي قاد النشاط الاقتصادي في اليابان واوصلها لما هي عليه اليوم.

وفي هذه المرحلة التاريخية الحاسمة التي تجتازها كوردستان لا يجوز لمفكري الكورد ان يتلهوا بالحديث عن المدينة الفاضلة او المستقبل المسحور ما ولا ينبغي لهم ان يعتقدوا انهم بلغوا الامانة وادوا الرسالة اذا ما رسموا صورة المستقبل البعيدة  او اسرفوا في تحليل الحاضر القائم او تغنوا بماضٍ غامض، ان ركب الامة الكوردية قد انطلق والجمع قد سار و لم يعد الخير حين تأنق فكري على مهل و استثناء ان الركب السائر يريد ان نصوغ حماسته عملا و نتاجا

والله ولي التوفيق