Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

دروس وعبر من الهجرة المليونية

يونس حمد

بعد خمسة وعشرين يومًا من اندلاع أكبر انتفاضة ضد الجهاز القمعي وقوات الأمن العراقية  في جنوب كوردستان ، شنت قوات النظام  البعثي ومليشيات تابعة لها قصفًا عشوائيا  و وحشيًا على سكان المدن الكوردية المتحررة من الطغاة ، في يوم الحادي والثلاثين من شهر آذار من عام 1991 بعد هجوم ناري وقصف عشوائي  من قبل الجيش العراقي هجر اكثر من مليوني مواطن كوردي الى جبال كوردستان والمناطق الوعرة على الرغم من البرد الشديد والجوع وسرقة ونهب بيوتهم من قبل أزلام النظام ... حدثت الهجرة المليونية للشعب الكوردي  حيث نزح نحو مليوني مواطن كوردي، رجالا ونساء، شيوخا واطفالا، بعد ذلك الى الحدود الدولية مع كل من إيران وتركيا في اكبر عملية نزوح جماعي في العالم  هاربين  من بطش النظام الى الحدود المتاخمة المذكورة ، نعم كانت تلك الأيام تاريخية ليست فقط في نظر الكوردستانيين إنما العالم أجمع لما لها من اثر كبير على شعب مقسم بين أجزاء ومحروم من من ابسط الحقوق ،هذا وقد تناقلت الكثير من وكالات الأنباء العالمية والفضائيات في تلك المرحلة الصور المأساوية  لهذه الهجرة التي عبرت عن رفض الشعب الكوردستاني للدكتاتورية  و الاستبداد. نعم كانت تلك أيام حزينة ومأساوية على عموم الشعب في جميع اجزاء كوردستان حيث توفي الكثير منهم في أجواء باردة في العراء دون طعام ومأوى ، نعم كانت لوسائل الإعلام دورا هامًا  في كشف الحقيقة في المناطق الحدودية.  عقب ذلك،أصدر مجلس الامن الدولي القرار (688) في يوم 5 من أبريل نيسان1991 الخاص بإعلان منطقة آمنة للكورد في كوردستان شمال خط العرض (36) كان ذلك اول قرار دولي في الحفاظ على ارواح المدنيين واستغل الكورد ذلك القرار ومن بعدها تمكنوا من إجراء انتخابات حرة هي الاول من نوعها في الشرق الاوسط و تاسس برلمان  وحكومة اقليم كوردستان ، للأسف  الشديد لم يستفد فيما بعد الحكومة في بغداد من تلك الدروس والعبر الويلات على الشعب الكوردي ، حيث نرى في كثير من الاحيان و على لسان السياسيين الحاليين  نسمع أصواتا شاذة وغير مسؤولة تجاه الشعب الكوردي مع قطع رواتب الموظفين وعدم الوفاء والالتزام  بالوعود، وفي كثير من الأحيان ينتهجون أعمالا كما انتهجتها أنظمة الحكم  في السابق .

30 عامًا  مرّت على الهجرة المليونية التي جاءت بعد الهجمات التي شنتها قوات النظام البائد ضد شعب كوردستان مرة اخرى واستخدمت فيها كل الأسلحة المتاحة، تلك الجريمة  التي اقترفها ظلماً وعدواناً النظام البعثي العفلقي  البائد، ألم ومآسي هذه الجريمة اللا إنسانية لا تُنسى، كبقية جرائم  النظام الديكتاتوري الذي أصبحت  هويته الظلم والاضطهاد و القتل  الجماعي ضد شعب كوردستان .