Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

نێچيرڤان بارزاني : يجب تصحيح العملية السياسية في العراق

هولير-KDP.infoـ شارك اليوم الاحد 21/2/2021 فخامة نێچيرڤان بارزاني رئيس اقليم كوردستان في مراسم ذكری شهداء العراق والذكری الثامنة عشرة لاستششهاد المرحوم آية الله محمد باقر الحكيم، بمشاركة السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي والتي اقيمت في هولير .

وفي المراسم قدم فخامة نێچيرڤان بارزاني كلمة هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيز السيد عمار الحكيم

الضيوف الأكارم..

أرحّب بكم في إقليم كوردستان، وفي مدينة هولير. إنّه من دواعي الفخر والاعتزاز أن تجمعنا معاً، اليوم، مراسيم إحياء ذكرى شهداء العراق وكوردستان، وفي مقدّمتها الذكرى السنوية الثامنة عشر لاستشهاد شهيد المحراب، آية الله العظمى محمد باقر الحكيم .

ننحني إجلالاً واحتراماً لجميع شهداء كوردستان والعراق، ونتوجّه بالتحيّة إلى الأسر الكريمة لشهداء كوردستان والعراق. إنّ الشهداء وأسرهم محلّ احترامنا وتقديرنا دائماً.

السادة الأكارم..

من الطبيعي جدّاً اليوم أن تجمعنا جميعاً هنا مناسبة تخصّ أسرة مناضلة ودينية كأسرة آل الحكيم الكريمة، لأنّ العظام من أبناء هذه الأسرة سعوا على الدوام إلى التقريب بين جميع المذاهب وبناء الشراكة وخوض النضال المشترك بين شعبي العراق وكوردستان. ومن الهامّ جدّاً أن نبدأ اليوم بتقوية وتمتين أواصر علاقاتنا، لأنّ ذلك كان على الدوام رغبة ومسعى شهيد المحراب.

واليوم أيضاً، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى، يُطالبُ العراقيون، من شيعة وكورد وسنّة وجميع المكوّنات ألاخرى، الأطرافَ السياسية بالشراكة والعمل المشترك في سبيل تحقيق الأمان والاستقرار والبناء في العراق، وكان هذا هو النهج الذي تبنّاه شهيد المحراب وقادتنا التاريخيون.

إنّ شهيد المحراب ومجاهد العراق الكبير السيّد محمد باقر الحكيم كان أحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية في العراق ضدّ الأنظمة الدكتاتورية في العراق، وأحد علماء العراق في مجالات الشريعة والفلسفة والسياسة والاقتصاد، ولذلك كان يتمتّع برؤية واضحة جدّاً لحلّ المشاكل ومستقبل العراق. ولهذا السبب أيضاً، كان مؤمناً بالتقارب بين المذاهب في العراق، وكان يعمل بالفعل من أجل تحقيق هذا الهدف، كما كان مؤمناً بأنّه يجب ألّا يحيد عن النهج الحقيقي لوالده والذي كان يتمثّل في النضال من أجل إنهاء الدكتاتورية والنضال المشترك مع شعب كوردستان. كان دور الشهيد آية الله العظمى محمد باقر الحكيم في “مؤتمر نصرة الشعب العراقي” في عام 1986 في طهران يتمثّل في المساندة الحقيقية لحقوق شعب كوردستان، وفي تلك المرحلة، كان هناك تفاهم وتنسيقٌ كبيران بين المرحوم ادريس بارزاني وشهيد المحراب بشأن قرارات المؤتمر، وقد ظلّ هذا التنسيق مستمرّاً في أعقاب ذلك أيضاً. إنّ صدق آية الله العظمى محمد باقر الحكيم في دعم ومساندة حقوق شعب كردستان في كلّ الظروف كان محلّ أرقى درجات الاحترام والعرفان من لدن القيادة الكوردستانية و شعب كوردستان . وهذا ما ساهم في تمهيد أرضية صلبة لكي يعقد الرئيس مسعود البارزاني وآية الله العظمى محمد باقر الحكيم اجتماعات عديدة ومتواصلة في سبيل وضع أسس النظام المستقبلي للعراق على أساس الشراكة والفيدرالية. وفي مؤتمر لندن الذي انعقد في عام 2002، اتُّخِذَ القرار بشأن نظامٍ قائمٍ على تلك الأسس لمستقبل العراق، والذي كان يتمثّل في نظامٍ ديمقراطي وفيدرالي تتشارك كلّ المكوّنات في إدارته. وهنا أيضاً، يجب أن نتذكّر دور المناضل العراقي الكبير السيّد عبدالعزيز الحكيم، الذي كان في جميع مؤتمرات المعارضة العراقية وفي فترة مجلس الحكم، وطيلة حياته، داعماً ومسانداً وفيّاً لحقوق شعب كوردستان.

لا شكّ أننا اليوم أيضاً نتوقّع هذا الشيء من أخي العزيز السيّد عمار الحكيم وكلّ اخواننا من آل الحكيم والبيت الشيعي، لأنّ تلك الشراكة والنضال المشترك يمتلك تاريخ عميق خخوقوي بيننا. إنّ علاقة عائلة بارزان و ثورة كوردستان مع آل الحكيم والبيت الشيعي والحركة السياسية هي علاقة قائمة على الإيمان بالمطالب المشروعة للطرفين. وبفضل العلاقة بين المرحوم ملا مصطفى و المرحوم آية الله الإمام السيّد محسن الحكيم تشكّلت علاقة مودّة عميقة بين شعب كوردستان وأنصار وأتباع أهل البيت، مثلما كان من نتائج الرسائل المستمرة للبارزاني الخالد وشرح أوضاع شعب كوردستان وثورة كوردستان المشروعة إلى سيادته، أن أصدر الإمام السيّد محسن الحكيم في عام 1965 فتوى بتحريم القتال ضدّ البيشمركة والكورد إبان ثورة أيلول. كما أنّ شهيد العراق الكبير آية الله العظمى محمد باقر الصدر أعاد في عام 1974 إصدار نفس الفتوى بتحريم مقاتلة الكورد. وبنفس الطريقة، خلال كتابة الدستور، لم يقف آية الله العظمى السيد علي السيستاني بأيّ شكلٍ من الاشكال ضدّ الفيدرالية، بل دعم وساند تلك الصياغة التي كُتِبَت في الدستور بشأن حقوق شعب كوردستان في الدستور العراقي.

إنّ تلك المواقف التاريخية خلقت ثقة ومحبّة كبيرتين بين الكورد والشيعة في جميع المجالات، كما ساهمت في تكوين نضالٍ مشتركٍ حقيقي بين الطرفين كان من نتائجه إسقاط النظام الدكتاتوري في العراق، والذي كان أكبر الإنجازات بالنسبة إلى شعبي العراق وكوردستان. وقد تجدّد هذا النضال المشترك مرّة أخرى في حرب داعش، وكان من نتائجه العمل المشترك بين طرفينا وكلنا في العراق وهزيمة داعش.

ولكن بعد الحرب على داعش، خُلِق وضعٌ غير مرغوبٍ فيه، ونحن لسنا راضين عن هذه العلاقة الحالية بيننا، ولا يساورنا الشكّ في أنّ الكثير من اخواننا الشيعة أيضاً ليسوا راضين عنها، لا سيما أولئك الذين عايشوا المرحلة العصيبة من النضال المشترك ضدّ النظام الدكتاتوري، أو أولئك الذين على علمٍ بتلك المرحلة. لقد امتزجت دماؤنا في الحرب مع الدكتاتورية وداعش في سبيل الهدف نفسه، واليوم أيضاً في مناسبة استذكار شهدائنا، يجب أن نُظهِر من خلال التفاهم والعمل المشترك، الوفاء لتاريخ الإخاء والنضال المشترك بيننا، وأن نقيم شراكة حقيقية. نحن على أتمّ الاستعداد، وأنا على ثقة أنّ إخلاص السيد عمار الحكيم لعلاقاتنا التاريخية ونضالنا المشترك، وكذلك إخلاص القادة الشيعة الآخرين لذلك الماضي، هي أرضية ممتازة لتمتين هذه العلاقة.

وممّا لا شكّ فيه ينبغي أن تكون هذه الشراكة بمشاركة اخواننا السنّة أيضاً، إذ لا تكتمل أيّ شراكة بيننا من دون مشاركة العرب السنّة.

الضيوف الأعزّاء، الحضور الكريم

علينا أن نجتمع مرّة أخرى معاً ونتباحث بكلّ صراحة. ويجب أن يكون أساس مباحثاتنا هو أنّ مشكلة أي قومية أو مكوّن لا يمكن أن تصبح انتصاراً لمكوّنٍ عراقيٍّ آخر، بل ستكون لها عواقب وخيمة على جميع مكوّنات هذا البلد، كما أنّ تطوّر أيّ منطقة ومحافظة عراقية سيكون عامل خيرٍ وتقدّمٍ لكلّ العراقيين.

لقد كانت المشكلة الرئيسية للعراق منذ بداية تأسيسه غياب الشراكة والمشاركة بين جميع مكوّنات العراق في إدارة العراق، ولهذا السبب لم يكن العراق منذ بداية تأسيسه خالياً من المشاكل. ويعلم مكوّنا العراق العربيان، من السنّة والشيعة، أنّه ليس بوسعِ أيّ منهما، ولا كلاهما من دون الكورد، تحقيق التوازن، ولذلك فإنّ مشاركة جميع مكوّنات العراق في إدارة البلاد هي السبيل الوحيد لإدارة ناجحة للعراق. كما أنّ هذه المشاركة هي السبيل الوحيد لحكمٍ مدنيٍّ وخدمي و اداري يُرضي جميع مواطني العراق.

لا يجوز أن يتوقّع أيّ مكوّن عراقي إلغاء مكوّنٍ آخر، لأنّ هذا التوقّع هو توقّعٌ عبثي. لم يتحقّق هذا التوقّع في الماضي، ولن يتحقّق في المستقبل أيضاً. هذا الخلاف الناشئ الآن لم يكن بأيّ شكلٍ من الأشكال متوقّعاً من قبل اباؤنا المؤسسين لحركتنا التحررية والسياسية، وهو الآن أيضاً ليس في مصلحة الشعب العراقي.

يجب أن يكون استقرار وتقدم وبناء إقليم كوردستان من دواعي سرور كلّ الأطراف السياسية في العراق، لأننا جزء من العراق. إنّ تطورّ إقليم كوردستان هذا هو تطوّرٌ لجزء من العراق ولكلّ العراقيين. مثلما أنّ تقدّم وبناء النجف وكربلاء والبصرة والأنبار وتكريت والموصل هو تطوّر لإقليم كوردستان. إنّ أمنية شعب كوردستان هي أن يكون عموم العراق مستقراً وآمناً ومتطوّراً، لأنّ من شأن ذلك أن يكون من دواعي رفاهيتنا جميعاً، ويصبح عاملاً لزيادة فرص العمل والنمو الاقتصادي والتقدّم العلمي في عموم العراق.

لقد وهب الله العراق ثروات هائلة فوق الأرض وفي باطنها، ويشهد العالم أجمع على قدرات العراقيين وطاقاتهم، ولكن للأسف فإنّ الخلافات السياسية وعدم الأخذ في الحسبان شراكة متكافئة بين جميع مكونات العراق في القرار وفي إدارة الدولة العراقية جعل مكونات هذا البلد يعيشون في ظلّ ظروفٍ عصيبة وقلّة الخدمات.

بعد كلّ هذا التاريخ الطويل من مشاكل العراق، وبعد احتجاجات المواطنين، من الضروري، أن نبدأ، اليوم قبل الغد، بحوارٍ جدي، من أجل إدارة ناجحة للعراق بمشاركة جميع المكوّنات. لا يجوز أن ننتظر صراعات وحملات الانتخابات، لأنّ شعب العراق شعبٌ يقظ، ولا يمكن لأيّ لعبة وحملة انتخابية أن تجعله يتغافل عن الواقع العراقي. إنّ من يسبق إلى إصلاح المسار السياسي للحكم والقرار السياسي والإداري في العراق بيوم واحد، سوف يدعمه الشعب العراقي بالتاكيد. إن من يسبق الاخرين بيوم واحد إلى إصلاح العملية السياسية وإدارة العراق، سوف يدعمه الشعب العراقي أكثربالتاكيد .

بالنسبة إلينا، نحن مستعدّون للبدء بحوارٍ جدّي وصريح من أجل إصلاح العملية السياسية وإدارة العراق، وهنا أيضاً وفي هذه المناسبة المباركة، نوجّه نداءنا إلى جميع الأطراف العراقية للبدء بذلك. إنّ نجاحنا يكون من خلال الشراكة والعمل المشترك، إنّ الإقصاء والتهميش أديّا في الماضي إلى دمار العراق، ولا شكّ أنّ هذا النهج سوف يدمّر مستقبلنا أيضاً، ولا شك ان غدی هذا نهجنا المستقبلي، لا يمكن للعراق ان يكون مستقرا.

الضيوف الأكارم

إنّ هجوم داعش وتعاظم قوّة داعش واحتلال جزء من العراق وتدميره من قبل داعش كان بسبب التهميش و غياب الشراكة والتوافق في العراق. لقد رفع الرئيس مسعود البارزاني مرّات عديدة صوته عالياً وحذّر من أنّ التفرّد وضرب التوافق يأخذ العراق نحو الخراب. ونتيجة لذلك، نرى الآن جزءاً من العراق قد دمّر بسبب داعش، وقدّم البيشمرگة والجيش العراقي والحشد الشعبي الآلاف من الشهداء في سبيل إيقاف داعش وهزيمتها .

والآن أيضاً، ولكي لا تبقى هناك أرضية للتطرف في العراق، ولكي لا يتعرّض العراق لاحتلالٍ شبيهٍ باحتلال داعش، ولكي نستطيع أن نستجيب لمطالب الناس، يجب أن نعود إلى الدستور العراقي، ويجب أن تحظى جميع المناطق بحقّها في إدارة شؤونها، ويجب أن نحقّق التوافق والشراكة في إدارة العراق.

على أمل عراقٍ متطوّر، عراق بامكانه تحقيق التقدم وتأمين الخدمات لشعبه، نوجّه مرّة أخرى التحية للروح الطاهرة لشهيد المحراب آية الله العظمى محمد باقر الحكيم وكلّ شهداء كوردستان والعراق.

 

اهلا بكم مرة ثانية،

وشكرا لكم..