Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

علينا رد الجميل لا المعاداة

د.محمد احمد عبد اللطيف

انا عراقي عربي وافتخر بعراقيتي وعروبتي طالما تم الاعتراف بجميل شعب كوردستان وقيادتها بحق العراقيين عموما بكل طوائفهم واعراقهم، وهو فضل لايمكن لأي انسان منصف انكاره فالشمس لاتغطى بغربال، فكوردستان شعباً وقيادة قدما المأوى والملاذ الآمن للعراقيين جميعاً  بدون السؤال عن الطائفة او العرق، فالواصل الى ارض كوردستان يصل الى ارض الامن والسلام وبدا هذا الموقف الانساني مع نشوء منطقة حظر الطيران عام 1991 ليلجأ الى الإقليم كل خائف من الظلم والطغيان انذاك والراغبين بالحرية والسفر، فكان الإقليم محطة للالاف فمن سافروا خارج العراق ليعيدوا بناء مستقبلهم من جديد واصبح لأغلب الأحزاب والحركات المعارضة لصدام حسين مقرات ومعسكرات داخل الإقليم مما اعطى هذه الحركات والأحزاب شرعية كونها متواجدة على ارض عراقية، وهو امر عرّض امن الإقليم للخطر من قبل النظام الحاكم انذاك .

واستمر هذا الموقف الإنساني النبيل ليصبح اكثر وضوحاً بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ونشوء الحركات الأرهابية العنيفة ليلجأ الى كوردستان كل خائف طامح بالسلام والأمن، وبعد دخول داعش الى محافظة نينوى ونزوح سكان مدن بأكملها ليلجأوا لكوردستان وهي اعداد كبيرة جداً تكاد تقارب عدد سكان الإقليم مما شكل ضغطا غير مسبوق على قيادة وشعب الإقليم من جميع النواحي السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية وهو امر اعتذرت عنه دول ذات اقتصادات كبرى، الا ان الموقف النبيل للقيادة الكوردستانية والاخص منها موقف فخامة الرئيس مسعود بارزاني ومعه كل شعب كوردستان شارك النازحين الباحثين عن الامن والسلام كل مفردات ومتطلبات الحياة اليومية اللازمة لأداء الانسان فعاليته الحيوية اليومية من مسكن ومأكل وعلاج الى اشياء اخرى كثيرة شكلت ضغطاً شديداً على متطلبات شعب وقيادة الإقليم وهو امر لم يبدِ احد من مواطني الإقليم اي تذمر او انزعاج منه بل العكس تماماً حيث لم يلقَ النازح عند اخوانه الا مزيد من المروءة  والشهامة ودماثة الخلق، وهو امر كان سيان عند القيادة الكوردستانية والشعب الكوردستاني، ورُبّ سائليتسائل عن استفادة اقتصاد الإقليم من هذه الظاهرة وهو تبرير لايقنع عاقل فأغلب النازحين هم من ذوي الدخل المحدود الذين شكلوا عبئاً على اقتصاد الإقليمـ فأغلب ضيوف كوردستان بدأو بالبحث عن فرصة عمل واسترزاق في داخل الإقليم مما خلق منافسة لليد العاملة الموجودة اصلا بالاضافة للضغط على مجمل قطاع الخدمات في الإقليم، وبناءً على هذه المواقف الإنسانية النبيلة لشعب كوردستان يتطلب من العراق حكومة وشعباً ان ترد هذا الجميل وتثبت اننا لسنا اقل وفاءً وعرفاناً بالجميل.