Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الرماديون .... شركاء الجريمة!!

عمر كوجري

في كل مجتمع ثمّة مَنْ له مواقفُ واضحةٌ تجاه القضايا التي يهتم بها، فيقرُّ بالحق، ويناصره، طالما رأى أنّ الحقَّ جديرٌ بالدفاع عنه، وثمّة من يصفّ مع الشّر، فيدعو له، وهناك الفئة التي لا موقف لها، وهي التي بـ "لا موقفها" تكون قد خدمت الشر، بموقفها الرمادي، لأنها رأت بعينها الحق، فغضّت نظرَها عنه.

في الحالة الكوردية، صفوف الرماديين طويلة، وهم بذلك يخدمون الطرفَ السّلبيّ من القوى الفاعلة في المجتمع الكوردي، فقبل أيام قرّر تنظيم ال ب ك ك وبإيعاز من جهات معادية للكورد بصورة عامة، ولحكومة وأهل جنوبي كوردستان بشكل محدّد أن يضرب، ويعرّض مصالح الإقليم في هذه الظروف البالغة العسر للخطر المؤكّد، من ضرب الاقتصاد إلى الهجوم المباشر على اسم مقدّس لدى الكورد وهم پێشمه‌رگة كوردستان، فقضى منهم شهداء وجرحى، مستغلين الصّبر الكبير للرئيس مسعود بارزاني الذي وعد أن لا تتقطر نقطةُ دمٍ كورديةٍ بأيدي كوردية، حيث أكد جناب الرئيس": التاريخ يشهد لنا، ونفتخر، بأننا حرّمنا الاقتتال الكوردي الكوردي، لأن شعب كوردستان، وكل الأطراف تضررنا كثيراً من القتال وعدم التضامن والفرقة"

عندما وقفنا مع الحقّ الكوردي، ومع شعبنا في جنوبي كوردستان ضد باطل تنظيم ال ب ك ك، وقلنا إن ما ارتكبه هذا التنظيم ليس "غلطة فردية" ولا هفوة يمكن تجاوزها، بل ذلك يغري المعتدي للإيغال في عدوانه، فالتنظيم حتى لم يعتذر، ولم يصدر أيّ بيان "خجول" هذا يعني أنه سيداوم في الاعتداء، عند موقفنا وقف الرماديون الذين يدّعون، ويزعمون أنه يجب الوقوف على الحياد، وأن ما حدث حادثٌ عابرٌ لن يتكرّر!! بل اتهمونا أننا نغذّي نار الاقتتال "الأخوي"..!! إذ كيف يستوي أن نعدّ المارقَ أخاً؟

هم في موقفهم" المائع- الرمادي" قد وقفوا إلى جانب الظلم، ولم يناصروا الحق، في وقت أن مناصرة الحق واجب أخلاقي قبل أي شيء آخر، خاصة في الظرف الكوردستاني العام، وفي ظرف جنوبي كوردستان بصورة أدق..

هؤلاء لم يصدروا أيّ بيان، لم يكتبوا أيّ منشور يوضّحوا فيه جسامة الخطأ الكبير الذي اقترفه تنظيم ال ب ك ك، واكتفوا بتهدئة الأجواء، و"تبويس الشوارب" وكأنّ خسارة الإقليم لأكثر من تسعة ملايين دولار يومياً في استهداف أنبوب النفط مجرّد مزحة " خفيفة" بحسب تقدير من سمى نفسه خبير نفطي  لوسائل إعلامية.

والحال هذه، بمقدورنا عدّ هؤلاء الرماديين.. الواقفين في منتصف المأساة.. دون أيّ موقف مشرّف أنّهم شركاء بصورة واضحة وكذا فاضحة بالإجرام الذي يُخطط له حالياً من قبل أعداء كوردستان وعبر أدوات صرنا نعرفها جيداً..