Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

العراق وماذا بعد

خالدة امين مصطفى 

عانى العراق ومنذُ تأسيسه اضطرابات وفوضى على المستويات كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية تركت اثارا سلبية للغاية على الوضع النفسي والاجتماعي للفرد العراقي واثرت سلبا على قدرته بالابداع والتنمية وامتدت هذه الاضطرابات لتشمل ثلاث فترات اساسية من ادارة العراق السياسية

1-  العهد الملكي

2-  العهد الجمهوري

3- عهد ما بعد سقوط نظام صدام حسين او ما يسمى بالعهد الديمقراطي

العهد الملكي 1920-1958

امتاز العهد الملكي بالواقعية السياسية حاز خلالها على الكثير من الدعم الدولي وحاول خلالها قادة ذلك العهد الذين اتصفوا بالكفاءة والنزاهة بناء دولة موحدة متماسكة مدنية بأقصى طاقاتهم محاولين اجتياز الوضع الطائفي والعرقي المعقد للعراق الجديد محاولين خلق تجمعات بشرية ترتضي العيش المشترك يربطها مصير واحد وهدف واحد.

وبالرغم من الفترة التي حكم بها العهد الملكي وهي ليست بالقصيرة وبالرغم من النوايا الصادقة والكفاءة والفهم الحقيقي لوضع العراق انذاك الا انهم فشلوا في ذلك الهدف جملةً وتفصيلاً وما التعبير الدموي العنيف لذلك العهد الا دليل على ذلك الفشل .

اذ عبر ذلك التغيير عن رفض قطاعات لايستهان بها من الشعب العراقي لذلك العهد واثبت عدم القدرة على بناء مؤسسات دولة حقيقية تستطيع الدفاع عن ذلك العهد وتديم زخمه وتدفعه للامام .

وهنا لابد الاشارة الى رؤية الملك فيصل الاول للعراق الجديد، رؤية الملك فيصل الاول كانت رؤية غاية بالوضوح والدقة واستقراء للمستقبل ((اقول وقلبي ملأن أسى ، انهُ  في اعتقادي لايوجد في العراق شعب عراقي بعد . بل توجد تكتلات بشرية خيالية خالية من اي فكرة وطنية متشبعة بتقاليد واباطيل دينية لاتجمع بينهم جامعة، سماعون للسوء ميالون للفوضى ، مستعدون دائما للانتفاض على اي حكومة كانت )).

فأنه اراد حسم الخلاف في ان الدولة في العراق ليست افرازاً لامة  وليست ناتجة عن وعي العراق شعب او نتيجة نضاله او صيرورة تاريخية نحو الاحسن وانما هي مخلوق مستورد من الخارج بدعة ناتجة عن تقاسم المصالح وتوزيع الكعكة على المنتصرين وحسب امزجة الغالبين فبدل من ان يكون الشعب خالقا لدولة على صورته جاءت الدولة والشعب يواجه مشكلة اللاشعب  

نقلاً عن الحياة

للكاتب جمال حسين

العهد الجمهوري

بالرغم من النظام الشمولي والقوة الغاشمة التي استعملت في فرض رؤية النظام للعراق الدولة الا ان الدولة كانت تسير من سوء الى اسوأ ومن حرب عبثية وتدميرية الى اخرى، والملاحظ ان الحركات التحررية والثورية التي حاولت الوقوف ضد النظام وتغييره مهما حاولت لبس رداء الوطنية  الأ انها كانت اما طائفية او قومية، بمعنى لم يكن هنالك حركة سياسية معارضه جمعت كل مكونات الشعب العراقي بهدف واحد واضح للجميع، بل شعارات فضفاضة سقطت امام اول اختبار بعد سقوط نظام صدام حسين.

عهد ما بعد تحرير العراق من نظام صدام حسين من قبل الولايات المتحدة الامريكية

حاولت الولايات المتحدة فرض رؤيتها الخاصة لعراق ما بعد صدام حسين مدعومة بكل امكانياتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، الا ان تجربة 17 سنة من هذه الحقبة التي تخللها الفوضى وانهار من الدماء وكم هائل من الفساد السياسي والمالي وسقوط جزء كبير من جغرافيا العراق تحت سيطرة داعش والتدخلات الاقليمية الواسعة اثبت فشل هذه التجربة فشلاً ذريعاً.

بعد مائة عام من الفشل والتراكمات السلبية وانهيار النظام السياسي والاقتصادي والأمني الأ يحق للمواطن العراقي التساؤل.. ماذا بعد؟؟ .