Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

السادس عشر من أكتوبر ضد إرادة امة

سربست بامرني

لم يكن السادس عشر من أكتوبر يوما اعتيادياً في حياة مواطني كوردستان، ففي الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه نتائج إيجابية للإستفتاء الشعبي السلمي والقانوني من قبل الحكومة الاتحادية والبدء بحوار جاد والجلوس على مائدة الحوار حول مستقبل العراق عامة وكوردستان خاصة وبما يكفل: اما وحدة حقيقية اختيارية قائمة على الاحترام الكامل لإرادة وحقوق شعب كوردستان واما الوصول عبر التفاهمات الى التقسيم الودي وبما يعزز العلاقات التاريخية الإنسانية الطيبة بين شعب كوردستان والأمة العربية.

الذي حدث ان غرور وحماقة من كان يقف على رأس الحكومة الاتحادية وتوجهاته العنصرية والطائفية وبالتناغم مع الايعازات الإقليمية المعروفة وبدلا من اتخاذ طريق السلام والتآخي واحترام العلاقات التاريخية والحوار والتفاوض أقحم الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي على عكس بنود الدستور الاتحادي في حرب مجنونة ضد شعب كوردستان في عموم المناطق الكوردستانية المسماة بالمتنازع عليها لا سيما الإحتلال العسكري لمدينة كركوك ونشر الرعب والفزع والدمار في ارجائها.

هذا الهجوم العنصري والطائفي لم يكن من الممكن ان يكتب له النجاح لولا خيانة زمرة حاقدة مرتبطة بأجندات إقليمية عملت كطابور خامس لحملة الاستعمار الاستيطاني ضاربة كل القيم التي كانت تنادي به وكل الأعراف السياسية والوطنية ومصالح شعب كوردستان عرض الحائط.

النتائج المأساوية لهذه الخيانة الكريهة لم تتوقف عند حدود تكريس الاحتلال فقط وانما تسببت في تهجير الاف العوائل وهجرة الاف اخرين وتمزق في النسيج الاجتماعي للمنطقة وانتكاسة كبيرة للروح المعنوية والثقة بالنفس عند جماهير المنطقة، وكيف لا والخيانة أتت من زمرة كانت تزعم بانها المدافع الأمين والوحيد عن قضايا جماهير المنطقة وطالما طبّلت وزمرت للوحدة والقيم الوطنية.

ما جرى في السادس عشر من أكتوبر 2017 ترك اثارا سلبية كثيرة على عموم المسيرة الوطنية والموقف الكوردستاني داخليا وإقليميا ودوليا واتاح الفرصة لكل المتصيدين في الماء العكر من الد أعداء شعب كوردستان ليدلوا بدلوهم في معاداة القضية الوطنية الكوردستانية، وبسبب هذه الخيانة النتنة تراجع الصوت الكوردستاني في العديد من المحافل بما فيها في العاصمة الاتحادية بغداد، ولولا حكمة القيادة الكوردستانية وتصديها السريع للهجوم العسكري العنصري والطائفي لكانت تجربة إقليم كوردستان والنظام الاتحادي في خبر كان ولكنا عدنا الى أيام ( شمالنا الحبيب).

لقد استطاع المجتمع الكوردستاني بعد وقت قصير من استيعاب الوضع المستجد والاستعداد لكل الاحتمالات، ومن المؤكد انه سيواصل كفاحه من اجل تحقيق كافة حقوقه المشروعة على كامل ترابه الوطني في الوقت الذي ستلاحق اللعنة كل الخونة المارقين الذين كانوا وراء انتكاسة 16 أكتوبر وتبقى وصمة عار في جبينهم الى ابد الابدين ....ان للباطل جولة.