Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

على قمة الدنيا لست وحيدا

خالدة بنت الشهيد

يتهم البعض القيادة الكوردستانية ممثلة بسيادة الرئيس مسعود بارزاني بالتشدد بامور تخص مستقبل شعب كوردستان ووجوده والمقصود هنا و بوضوح استقلال كوردستان.

ولعل المرونة بنظر المنتقدين تعني تناسي شعب كوردستان مائة عام من الظلم والاستعباد وانهار من الدماء وتعني ايضا تخلي شعب كوردستان عن كل الانجازات التي تحققت عبر هذا السفر الطويل والشاق سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والامني والاجتماعي انجازات واقعية اصبحت مثار واعجاب الجميع بالرغم من التحديات والمصاعب المحيطة بالاقليم وهي تحديات كثيرة وقاسية جدا ولا تحتاج الى شرح. واصبح السؤال الدائم لدى الطبقة السياسية الجديدة لماذا لا تندمج القيادة السياسية الكوردستانية بالوضع الجديد في العراق؟ والجواب كان من الممكن للقيادة الكوردستانية ان تعمل على الاندماج والعمل ضمن العراق الموحد لو توفرت الشروط التالية

1- قيام دولة مؤسسات حقيقية تتمتع فيها جميع الاطراف بالمساواة والمصداقية الحقيقية والكاملة،

وهنا اشير الى نقطة مهمة جدا وهي التلميح الدائم على ان الطرف الكوردستاني هو الاكثر تاثيرا وفعالية في القرار السياسي العراقي، والحقيقة ان الطرف السياسي الحاكم في بغداد ما كان ليسمح للطرف الكوردستاني بالتاثير في القرارات السياسية الحاسمة والاستراتيجية الكبرى الا ضمن خيارات حكام بغداد.

2-استقلالية القرار السياسي العراقي الواضح تماما، ان القرارالسياسي العراقي انعكاس كلي لتاثيرات القوى الاقليمية الفاعلة المجاورة للعراق ، والفوضى العارمة التي يعيشها العراق ما بعد 2003 ولحد اليوم دليل واضح على تلك التاثيرات الاقليمية والدولية في الساحة العراقية ونشأ عن فقدان دولة المؤسسات وتأثر العراق الشديد بالمؤثرات الاقليمية نشوء قوى مسلحة كبيرة تأتمر وتتأثر بالمصالح الاقليمية وقادت الى كم هائل من الفوضى والخراب وانهار من الدماء بالاضافة الى فساد سياسي واداري ومالي لم يسبق له مثيل نتج عن هذا وجود طبقة سياسية طفيلية اصبحت على يقين ان وجودها مرتبط بوجود العراق الدولة بالشكل الحالي واي تغيير جذري سيطيح بكل ما يناسبها،  لذا اصبح لزاما على قيادة الاقليم ومن باب الوعي بالمسؤولية لتجنيب الاقليم تاثيرات الفوضى والخراب وعدم الارتهان لقرارات الفوضى والخراب التي تتخذ بعيدا عن مصالح الشعب الكوردستاني من اتخاذ قرار الاستفتاء على الاستقلال وسيبقى هذا القرار شعلة تنير الدرب حتى الوصول للهدف.

واتخذت القيادة الكوردستانية ممثلة بالرئيس مسعود بارزاني قرار الاستفتاء على قيادة الحق والحكمة والشجاعة، حق الشعوب في بناء تجربتها الانسانية المستقلة في التنمية والبناء بعيدا عن قرارات الفوضى التي تتخذ بالنيابة عن تلك الشعوب المقهورة والشجاعة .

ان حجم التخويف والتهويل والرعب الذي اثاره البعض من مغبة اتخاذ هكذا قرار احتاج الى قائد من طراز خاص ومتميز لايعرف الخوف والتردد وجعل نفسه في فوهة المدفع من اجل مصالح شعبه والحكمة

لان من اتخذ قرار الاستفتاء كان يعي تماما ان الاستقلال لاياتي باليوم الثاني للاستفتاء ولكن يبني على نتائجها ويحدد الخطوات اللاحقة على ضوئها، وتم الاستفتاء وتمخضت عنه النتائج التالية .

مشاركة جماهيرية واسعة جدا تعطي انطباع يقيني ان جماهير كوردستان مع الاستقلال قلبا وقالبا، وبيّن ان الاستقلال مطلب جماهيري وليس ارادة فردية وخرج الطرف الراعي للاستفتاء ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني ) اكثر قوة وتراص على المستوى السياسي والجماهيري على عكس الكثير من التوقعات بالويل والثبور في حال تنفيذ الاستفتاء فخرج الاقليم بعد الاستغناء اكثر قوة وتماسكاً على جميع المستويات فاصبحت الثقة والاقتدار عند الساسة الكورد والجماهير الكوردية بامكانية التقدم خطوة اخرى للامام.

اما الجانب السلبي من الاستفتاء هو خسارة اجزاء من الاراضي المستقطعة لصالح حكومة بغداد ويقينا كان من احد اسباب الاستفتاء هو استشعار القيادة الكوردستانية برغبة بغداد بالهجوم على اراضي الاقليم فحاولت خلق امر واقع جديد يلغي هذه العملية، والثابت ان القيادة الكوردستانية جادة في استرجاع هذه الاراضي وخلق كل الظروف الممكنة لقيام دولة كوردستان الحرة القابلة للحياة.

فامض سيادة الرئيس على قمة الدنيا لست وحيدا الله والشعب الكوردي والاحرار معك.