Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

وحدة الصف الكوردي ضرورة تاريخية

كجال درويش

منذ الانطلاقة الأولى للثورة السورية  في 18.03.2011 على اثر حادثة اعتقال عدد من الأطفال في محافظة درعا انطلقت مظاهرات حاشدة شارك فيها المئات من ابناء درعا احتجاجاً على الاعتقالات والقمع ضد ابنائها، وكما هو معلوم فقد تمددت تلك التظاهرات لتشمل وتصل  كافة المدن السورية ومنها المدن الكوردية حيث تعاطف الشعب الكوردي مع ابناء درعا وتضامن معهم.

النظام السوري شعر بحراجة موقفه، وأحس أنه يوم رحيل قريب، فبدأ بتفعيل خلاياه النائمة في كل المحافظات، حيث قام بتقسيم الخارطة السورية على الاساس الديني والمذهبي والقومي، ففي المناطق الكوردية كان يتابع الوضع عن كثب بعد ان حاول ان يكسب الشارع الكوردي عن طريق لقائه ببعض الشخصيات الكوردية، ولكنه فشل فبحث عن البديل والبديل كان  حزبا كوردياً يبحث عن اجندته الأيديولوجية.

نتذكر في بداية الثورة، ظهرت بعض الصور لشباب مقنعين باللباس الكوردي ففرح الكثير منهم، وأصبحت الهتافات والشعارات كوردية بحتة، ولكن سرعان ما قلب السحر على الساحر فما لم يكن يعلمه الكوردي بان النظام قام بصفقة استراتيجية تحافظ على بقائه في تلك المناطق الكوردية، وبهذه الصفقة لم يكن أمام الكورد الا ان يستسلموا لسياسة امر الواقع، وخشيتهم من السقوط وسقوطهم بمستنقع  الصدام السياسي الكوردي الكوردي  فقلبت الموازين وتدخلت القوى العظمى للتأثير على الفصيل السياسي الذي كان يدير تلك المناطق.

فكل المبادرات والمحاولات لتوحيد الصف الكوردي في السابق باءت بالفشل ودفع الكورد ضريبتها في  عفرين وتل ابيض (غربي الفرات) حيث احتلت من قبل الدولة التركية التي لها استراتيجيتها الخاصة بما تخص الكورد في سوريا.

اما الان فنحن أمام مرحلة جديدة قد تغير موازين القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة، ومن المؤمل أنها قد تفتح آفاقا سياسية جديدة على الساحة الإقليمية والدولية الى حد أننا لو كنا موحدين  قد نكسب اعترافا دوليا بما سنديره من مناطقنا الكوردية في المستقبل.

نعم انها فرصة  تاريخية قد لا تعوض  مستقبلا .

لذلك الشعب الكوردي تواق الى وحدة الصف الكوردي،  وداعم كبير للمبادرة الحالية برعاية اميركية فرنسية وبتنسيق مباشر مع رئيس حكومة اقليم كوردستان السيد نێچيرڤان بارزاني، فكلهم أمل بان تنجح المباحثات الحالية بين الأطراف السياسية على طاولة الحوار .

هنا يستوجب علينا ان نشيد بدور الرئيس والمرجع الكوردستاني مسعود بارزاني، وان لا ننسى كل المحاولات التي قام بها في هولير ودهوك لأجل وحدة الصف في كوردستان سوريا وفي اعتقادي ستكون تلك الاتفاقات قاعدة سيتفق عليها المتحاورون في جلساتهم القادمة .

الشعب الكوردي والأطراف السياسية يعلمون بأنها اخر فرصة لإنقاذ ما تبقى من شعب وقضية تخص الكورد في الجزء الغربي من كوردستان،  فالتاريخ لن يرحم من يعبث بمصير شعب يسكن على ارضه التاريخية منذ آلاف السنين .