Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الوطنية قيم واخلاق

سربست بامرني

نعم، الوطنية قيم واخلاق ومثل عليا اتفقت وتعارفت عليها اغلب الثقافات في انحاء العالم، وكان ولا يزال في مقدمة هذه القيم هو ذاك التضامن الإنساني والوحدة الوطنية الصلبة التي اجمعت عليها المجتمعات البشرية عند مواجهة أي خطر يهدد الجماعة ككل، وليس من المغالاة في ان هذه الوحدة والتضامن والتكاتف الإنساني شكلت العمود الرئيس لتطور المجتمعات البشرية منذ اقدم العصور وكانت وراء التقدم الحضاري الذي يشهده عالمنا اليوم، ففي الاتحاد قوة وفي التشرذم والتمزق ضعف وخطر يهدد الوجود الجمعي ومن المفروض والواجب والمتعارف عليه ان يساهم كل فرد وكل تكوين اجتماعي في التصدي للخطر الداهم الذي يهدد الجميع.

الوطنية، ضمن تعاريف كثيرة أخرى، هي التجسيد الحي للإرادة الخيرة الجامعة للكل في مواجهة الخطر، سواء كان سياسيا، اجتماعيا، اقتصاديا، او متعلقا بانتشار وباء كالذي يجتاح العالم اليوم ويتطلب تظافر كل الجهود والعمل المشترك والتعاون الوثيق بين مختلف الشعوب والدول والاقوام والمجتمعات للسيطرة على انتشاره الجنوني ووضع حد للتهديد الذي يشكله على حياة البشر واقتصاديات العالم ومستقبل الجميع.

بقدر تعلق الامر بإقليم كوردستان، الواحة الصغيرة العزيزة القابعة في قلب الشرق الأوسط والمحاطة بالعواصف الهوجاء المدمرة والمحرومة من الكثير من وسائل المواجهة والتصدي للوباء القاتل ويعاني من مشاكل اقتصادية ومالية وطبية عديدة بالإضافة الى تهديدات الإرهاب الدولي وتكاليف وجود وحماية قرابة المليونين لاجئ، فان ما قامت به حكومة الوحدة الوطنية في الإقليم برئاسة السيد مسرور بارزاني، هو انتصار حقيقي بكل المقاييس، انتصار للحكومة وانتصار للمجتمع الكوردستاني وانتصار للإرادة الجمعية في الحد من انتشار الوباء القاتل رغم الإمكانيات المتواضعة والمحدودة، وكان ولا يزال لتجاوب المجتمع الكوردستاني والالتزام بالتعليمات الصحية دورا أساسيا ورئيسا في مواجهة الوباء وتطويقه قدر الإمكان في وقت فشلت فيه حكومات عتيدة ذات إمكانيات خيالية مقارنة بكوردستان في الحد من انتشار الوباء.

ما يؤسف له إزاء هذه الصورة الرائعة للتضامن الوطني، هو المشهد القبيح واللاأخلاقي واللا وطني الذي يمثله البعض ويحاول النيل من سمعة إقليم كوردستان وشعبه وحكومته ونشر الذعر والرعب بين المواطنين واثارة الشكوك حول قدرة الحكومة والمجتمع الكوردستاني على المواجهة وتصوير الإقليم وكأن الناس تموت في الطرقات وعلى الأرصفة جوعا وفقرا ومرضا بسبب سوء إدارة حكومة الوحدة الوطنية للازمة الحالية وتأخر توزيع الرواتب ووجود الفساد.......الخ والتي بمجموعها تشكل منتهى الصفاقة ومعاداة الوطن والمواطن وكل القيم النبيلة في وقت احوج ما يكون فيه المواطن والوطن الى التضامن والوحدة في مواجهة الوباء الخطير.

لهؤلاء المرضى بفوبيا كوردستان ونجاح المجتمع الكوردستاني وحكومة الوحدة الوطنية في التصدي للإرهاب والوباء والعديد من المشاكل والظروف الصعبة، ليس هناك الا ان القافلة تسير والكلاب تنبح وليشربوا من ماء البحر.