Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

قبل ان يطرق الإرهاب الأبواب

 سربست بامرني

مع تراكم المشاكل الناجمة عن عدم الالتزام بالدستور الاتحادي وتنفيذ بنوده بروح الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية وتراجع العملية السياسية وانفراد مكون بالقرارات المصيرية التي تهم شعوب العراق ومكوناته جميعا، وعدم حل المسائل العالقة بين أربيل وبغداد بروح المواطنة والشراكة الحقيقية لا سيما ما يتعلق منها بالمناطق المستقطعة من كوردستان ومراوحة مواضيع الميزانية والپێشمه‌رگة في مكانها دون حلول جذرية حاسمة، بالإضافة الى الفوضى الشاملة في كل مناحي الحياة اليومية واستشراس الفساد والعجز الفاضح في معالجة الازمة الحالية التي تعصف بالبلاد بين السلطات الحاكمة والجماهير المنتفضة، خلقت كل المقدمات الضرورية لعودة العصابات الإرهابية الاجرامية التي استطاعت خلال الفترة الماضية من استيعاب الضربات الموجعة التي تلقتها وإعادة تنظيم صفوفها في غياب شبه كامل لمواجهة حقيقية مستمرة ومتواصلة لاجتثاث جذورها الفكرية والعقائدية ومصادرها التمويلية والتسليحية ومعالجة الأسباب التي خلقت البيئة الحاضنة لها.

تحذير السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة كوردستان من عودة الإرهاب الدولي بحكم قيادته لفترة طويلة المؤسسات الأمنية في كوردستان التي واجهت الإرهاب في عز تمدده وتوسعه واحبطت مشاريعه الإجرامية هو جرس انذار حقيقي، والذي يؤكد فيه على ان حجم التنظيم الإرهابي حاليا اكبر مما كان عليه فترة اجتياحه لمدن العراق وسوريا، اعتمادا على الاحصائيات والمعطيات الدقيقة، فليس سرا ان التنظيم الإرهابي قد استعاد قوته على التحرك سواء من خلال المفارز او الذئاب المنفردة او الهجمات المنظمة هنا وهناك عبر مناطق محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين ومناطق في ديالى......الخ، ساعده في ذلك مواقف السلطات الحاكمة بعدم تعاونها لا مع قوات الپێشمه‌رگة الكوردستانية ولا مع قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية خاصة مع موقف البرلمان العراقي وقراره الانفعالي والمتسرع حول اخراج هذه القوات دون اقل تقدير لوضع العراق وامكانياته المحدودة  وعدم قدرته بوضعه الحالي على مواجهة الإرهاب الدولي الذي يضرب متى ما يشاء واينما يشاء استعدادا للمرحلة المقبلة والهجوم الشامل على المدن والحواضر والقصبات.

الواقع المؤلم الذي تعيشه السلطة في بغداد وانعدام استراتيجية شاملة للردع المنظم والدعوات غير الواقعية وغير العملية لرفض تواجد قوات التحالف والقوات الامريكية بإمكانياتها المتطورة تقنيا وتسليحيا وتجربة قتالية طويلة مع الإرهاب تمهد حقا لعودة قريبة لعصابات الإرهاب الدولي وتشكل تهديدا خطيرا على حياة المواطنين وممتلكاتهم ومستقبلهم.

الرفض المتسرع لوجود القوات الأمريكية والدولية لا علاقة له بحماية السيادة الوطنية، فالإرهاب مشكلة عالمية ودولية وعلى العراق كدولة التزامات قانونية ودبلوماسية .......الخ، وهو من خلال هذا التعاون والتصدي للإرهاب في نفس الوقت الذي يدافع فيه عن نفسه باعتباره أحد الجبهات الرئيسة للمواجهة، فهو أيضا يعبر بتعاونه عن سيادته باعتباره جزء من المجتمع الدولي وعضو فعال فيه وشريك أساسي في دحر الإرهاب العالمي.

المطلوب والمفروض تلبية التحذير المخلص والواقعي للسيد مسرور بارزاني رئيس حكومة كوردستان من خطورة عودة الارهاب وضرورة قيام الجهات ذات العلاقة في المركز الاتحادي باتخاذ الخطوات اللازمة للتصدي الحاسم لهذه العصابات الإرهابية والتعاون التام مع إقليم كوردستان وقوات الپێشمه‌رگة وقوات التحالف الدولي قبل ان تطرق هذه العصابات أبواب المواطنين..... فهل من يسمع؟

sbamarni14@outlook.com