سربست بامرني

في خضم الاحداث المتسارعة والمتغيرات الحادة التي تشهدها الساحة السياسية في العراق وعموم منطقة الشرق الاوسط، ومع ازدياد حدة الصراعات الداخلية والاقليمية والدولية فيها، يبدو اقليم كوردستان كواحة للسلام والامن والاستقرار ويحوز عل ثقة واحترام العالم الخارجي، هذه الثقة التي يلمسها المتابع بوضوح من سيل الزيارات الرسمية للوفود والشخصيات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية من جهة، ومن جهة اخرى تتخذ السلطات المعنية خطوات جدية لتكريس سيادة القانون والعدالة وتطوير البنى الادارية وتحديثها واتخاذ الخطوات اللازمة للاصلاح ومحاربة الفساد ووضع الاسس الرصينة والواقعية لتنمية مستدامة في كوردستان، ويأتي في مقدمة هذه الخطوات قانون الاصلاح الذي اقرته الاكثرية البرلمانية وقدمته الى رئاسة الاقليم لاقراره.

قانون الاصلاح يمثل الخطوة الاولى على مسار التصحيح والتطوير الذي استقبلته الاوساط الاجتماعية والسياسية الكوردستانية بين مؤيد متحمس ورافض غير مقتنع، يشكل نقلة نوعية في تعامل السلطات المسؤولة مع اهتمامات ومصالح المواطنين ومطالبهم كخطوة اولى على مسار التصحيح والتطوير ومحاربة الفساد والسلبيات والقصور في الاداء الوظيفي هنا وهناك، وبين التأييد والرفض ينمو ويتطور المشروع الديموقراطي في كوردستان ويتعزز دور المواطن والشارع الكوردستاني في صياغة القرار المركزي ويشكل ظاهرة صحية لتعزيز دور الرأي العام.

من المؤكد ان عملية الاصلاح والتطوير ومحاربة حيتان الفساد، لا يمكن ان تتم بين عشية وضحاها، فهي عملية مستمرة تحتاج الى الكثير من الصبر والعمل الدؤوب والوقت وتظافر الجهود لانجاحها، ولا يمكن لقانون واحد معالجة كل السلبيات والنواقص في مختلف مناحي الحياة اليومية للمواطنين ولكنه من الاهمية بمكان اتخاذ الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح وهو ما قامت به حكومة السيد مسرور بارزاني بتقديمها لمشروع القانون الحالي تنفيذا للوعد الذي قطعته للمواطنين عند تسنمها المسؤولية واستطاعت رغم العديد من المعوقات من تحريك المياه الراكدة بنجاح والبدء بعملية اصلاح شاملة ترقى خطوة بعد اخرى الى المستوى المطلوب وفق جدول زمني عملي وموضوعي يأخذ بعين الاعتبار حجم التحديات وبعيدا عن المزايدات والشعارات الرنانة الخيالية.

ان مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة والقانون الحالي هو الخطوة الاولى على المسار الصحيح (رغم ما له وما عليه وما افرزه من حراك ديموقراطي صحي بين مؤيد ومعارض) مسار الاصلاح الجذري والشامل وضمان الامن الاجتماعي والاستقرار وتطوير التجربة الديموقراطية في كوردستان.

الايام والشهور القادمة حبلى بالمزيد من الخطوات الجادة والتي تؤكد مرة اخرى على ان كوردستان هي واحة السلام والاستقرار والتقدم المضطرد في المنطقة.