Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الايزيديون وآفاق المستقبل

نادر دۆغاتى

دون شك تعرض الايزديون في شنگال وباقي المناطق الكوردستانية الى هجمة شرسة و خطر الإبادة الجماعية (الجينوسايد ) من قبل همجيي العصر ( دولة الإرهاب في العراق والشام - داعش ) في مدينة شنگال ( سنجار ) مثلما تعرضت باقي المدن الكوردية الأخرى في كوباني وعفرين وكركوك وسري كانيه، ولكن مدينة شنگال تختلف عن باقي المدن الكوردية الأخرى كما أسلفنا نظرا الى خصوصيتها الدينية لانها مدينة يسكنها الايزديون وتعتبر في قاموس الارهابيين انهم كفار وخارجين عن الدين وبالتالي يجب ابادتهم عن بكرة ابيهم ويجب معاملتهم بالقسوة من قتل و تهجير و سبي النساء و اغتصابهم وإجبارهم على ترك أراضيهم .

نعم شنگال جرح لن يندمل، و ما تعرض له أهالي هذه المدينة المسالمة خلال الفرمان الأخير يندى له جبين الإنسانية وهو وصمة عار لهؤلاء الهمجيين عديمي الضمير والأخلاق والإنسانية، ولن ننسى الى الأبد اخواتنا واخوتنا الايزيديين الذين وقعوا في الأسر في حملات التطهير العرقي و الديني و ما يتعرضون له من شتى أنواع التعذيب والقسوة في اقبية وسجون الظلاميين، كما لا يمكن ان ننسى الظروف المعيشية الصعبة والقاسية التي يعيشها الايزديون في المخيمات منذ ان هجروا من قراهم وقصباتهم عنوة و منذ ذلك الحين وحتى الان .

إذن ما هو الحل ؟ . المجتمع الايزدي يمر بأوضاع معيشية لا يحسد عليها من تشتت و تمزق، وهذا يحتم علينا جميعًا العمل بنكران ذات و جهد لا يكل و لا يمل من اجل لملمة الجراح و هذا يتطلب منا تقييم الواقع من كافة الجوانب الأكاديمية و الفكرية و السياسية للنهوض بالبيت الايزيدي و توحيد خطابه و الحفاظ على خصوصيته الدينية التي قاوم و صمد و تحدى الفرمانات تلو الأخرى من اجلها منژ وجوده وحافظ على هويته الدينية و القومية و لم يستسلم ابدا، بل اصبح اكثر قوة و تمسكا و صلابة. و في خضم هذه الأحداث المريرة بات لزامًا علينا ان نطرح على أنفسنا سؤالًا و هو أين الايزديون من كل هذه المظالم ؟

ان فصل و سلخ شنگال عن جسد كوردستان و تقسيم ايزيدخان بين شنگال و شيخان و جعل شنگال  مستعمرة للحشد الشعبي يزيد من آلامنا و جروحنا و يزيد الفجوة بين الايزيديين وهذا بالطبع لا يخدم المجتمع الايزدي بل يزيده تعقيدًا. لذا يجب علينا نحن الايزيديين اصحاب الفكر النيّر ان نلتئم و نتحد وندرس ونقيم واقعنا ببصيرة و عقلانية وجرأة و التوقف عند مكامن الخلل وايجاد السبل لمعالجتها و بذلك نكون قد أعدنا الثقة الى مجتمعنا الايزيدي من اجل خلق مستقبل أفضل لأبنائنا و بناتنا وأبعاد الخطر عنا في المستقبل وهذا ما تنص عليه تعاليمنا وسبقاتنا التي كتبت بلغة الأم الكوردية الأصيلة.

اخيرا ومن هذا المنطلق أوجه ندائي الى كافة عقلاء بني جلدتي ان يحتكموا الى العقل و عدم الانجرار الى المتاهات التي لن تجلب لنا سوى مزيدًا من الهلاك و التشرذم والتقسيم وهي تخدم بالتالي اجندات أعداء الكورد والايزيديين معًا و لكي نفوت الفرصة على اعدائنا يجب علينا جميعاً توحيد كلمتنا، وإن وحدة صفوفنا هي الضمانة الوحيدة للحفاظ على هويتنا الكوردستانية الأصيلة ..

ان الايزيديين هم الكورد الاقحاح.. ولا وألف لا للأجندات الخارجية التي تحاك في شنگال، بل لعودة الأمن والأمان والخدمات  وعودة أهلها النازحين اليها، وسوف تعود شنگال الى حضن الأم كوردستان أجلا أم عاجلاً.