Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

نێچیرڤان بارزاني والسياسة الواقعية لإقليم كوردستان

سربست بامرني

تميزت الأيام القليلة الماضية بتصعيد غير مسبوق في مزايدات بعض مراكز القرار والساسة الطائفيين والمسرحيات الفاشلة التي قدمها بعض البرلمانيين حول اخراج قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية المناهضة للإرهاب والتي قدمت مساعدات ومعونات لا تقدر بثمن لشعوب العراق في تصديها للإرهاب الدولي ودحره ولبناء القوات المسلحة العراقية، هذا دون المساس بالتواجد المركز لقوى إقليمية أخرى في البلاد تصوغ القرار السياسي العراقي وفق مصالحها.

المزايدات التي وزعت وتوزع الاتهامات الباطلة يمیناً ويسارا عن الموقف الكوردستاني في محاولة لتأليب الرأي العام العراقي ضد الشعب الكوردي، هي نتيجة لارتهان القرار السياسي العراقي وعدم استقلاليته، وجاءت بالضد تماما مع مصالح الشعوب العراقية، التي تعيش من جهة في ظل تهديدات الإرهاب العالمي واحتمال عودته القوية الذي بدأ بتحريك الخلايا النائمة والهجمات المنظمة المتكررة هنا وهناك على النقاط العسكرية والمخافر الحكومية، ومن جهة أخرى الواقع الاقتصادي والمالي المزرى والذي سيزداد خطورة وتعاسة فيما اذا تحركت دول التحالف والولايات المتحدة الامريكية للمطالبة بديونها الهائلة او على اقل تقدير إيقاف المساعدات التي تقدمها في الكثير من المجالات او الامتناع عن التعامل مع العراق ومنحه العديد من الامتيازات والاعفاءات من العقوبات المترتبة عليه كتعامله مع الجارة ايران على سبيل المثال.

ما سبق هو جوهر السياسة الانفعالية غير المتوازنة وغير المتزنة للسلطات الحاكمة في بغداد، على عكس السياسة الواقعية المتزنة والعملية المرتبطة بالمصالح الحيوية لشعوب العراق والمتمثلة بما اعلنه السيد نێچیرڤان بارزاني رئيس إقليم كوردستان في مقابلته الصحفية مع صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار في 11/1/2020، حيث اكد على انه من السابق لأوانه خروج قوات التحالف الدولي والقوات الألمانية من العراق وضرورة العمل معا لإعادة الامن والاستقرار والرفاهية لشعوب العراق، محذرا من مخاطر عودة داعش وبأنه لم ينتهِ بعد وكون التهديدات جدية وقائمة وليس في مقدور العراق لوحده التصدي لها، هذا بالإضافة الى ان كوردستان لا ترغب في ان تكون ساحة للصراع والحرب وتصفية الحسابات، وان العراق وكوردستان بحاجة الى معونات الأصدقاء ودول الجوار والمجتمع المدني.

الفرق شاسع بين من يريد حماية استقلال القرار العراقي وابعاده عن المخاطر المحيطة به والحرص على توفير الامن والاستقرار والرفاهية كما صرح السيد نێچیرڤان بارزاني، وبين من يتاجر بالشعارات الرنانة والمزايدات الصبيانية والمواقف التي تتعارض كليا مع المصالح الاستراتيجية لشعوب العراق وتدفع به الى منزلق خطير عنوانه الرئيس الحرب والدمار والمزيد من الدماء والدموع في مسألة ليس للعراقيين فيها لا ناقة ولا جمل.

 

الموقف الوطني الصائب والمتوازن للسيد نێچیرڤان بارزاني رئيس الإقليم ولعموم القيادة الكوردستانية تعبير مركز عن الشعور بالمسؤولية الوطنية والحرص على العراقيين ومستقبلهم ويحوز عل تقدير واحترام كل الوطنيين رغم حملات التهريج والتضليل المنظمة التي تحاول عبثا إخفاء شمس الحقيقة بغربال اكاذيبها الممزق.