Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

كوردستان والمتصيدين في الماء العكر

 سربست بامرني

مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في بغداد العاصمة والجنوب العراقي المنتفض، وعدم بلورة حلول واقعية عملية تتجاوب مع المطالب العادلة للشارع العراقي الغاضب والمتمثلة في توفير سبل العيش الكريم واستقلالية القرار العراقي ومحاربة البطالة والفقر المدقع والفساد والتخلف الثقافي المريع وضرورة فصل الدين عن الدولة ....الخ، تظهر على الساحة الإعلامية هنا وهناك شعارات واهداف عنصرية عدوانية من قبل الذين يحاولون ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية وحرفها عن مسارها ومقاصدها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، باتجاه معاداة شعب كوردستان وحقوقه القومية الديموقراطية المشروعة والمطالبة بإلغاء او على الأقل تقزيم تجربة إقليم كوردستان والعودة الى سياسة ( شمالنا الحبيب) العنصرية المعروفة بماضيها العفن وحملات الانفال والابادة الجماعية والتطهير العرقي و( الامانات العامة) و( إقليم الشمال!!!) الذي يتحكم فيه مجموعة من العملاء والمرتزقة ولم يخجل البعض من الدعوة لإسكان العرب في كوردستان بغية حماية الوحدة الوطنية المزعومة!!!!

الأهداف المعلنة هذه والتي يراد منها النيل من التجربة الكوردستانية والوحدة العراقية الاختيارية، تستهدف أيضا احداث شرخ كبير بين الكورد والعرب وخلق حالة من العداء المستحكم وبالتالي توجيه الاحداث الى القطيعة فالاقتتال والحرب الاهلية واغراق البلاد في الدماء والدمار وبما يتيح لمن يقف وراء هذه الشعارات العنصرية تحقيق أهدافه العدوانية الشريرة التي تتقاطع تماما مع مصالح شعوب العراق ومع العلاقات الكوردستانية العربية التأريخية التي لم تعرف على المستوى الشعبي والاجتماعي حالة عداء وتصادم عرقي، ولايزال هناك (سنويا) اكثر من مليون مواطن عربي يزور كوردستان الاستقرار والأمان والاغلبية الساحقة منهم يشيد بإنجازات الإقليم ويامل ان تصل مدن العراق الأخرى الى ما وصلت اليه أربيل والسليمانية ودهوك من تقدم وبناء وسلام واستقرار.

الشعارات العنصرية التي يتم الترويج لها باسم الحراك الشعبي، يمثل في الحقيقة اقلية مندسة ذات اهداف عنصرية وتخريبية إجرامية، وبقدر ما هي ضد الشعب الكوردي فهي ضد العرب وباقي المكونات، واذا كان من الضروري والمطلوب ان يقوم الحراك الشعبي بإدانة هذه الشعارات، فمن الضروري أيضا تذكير هذه العصابات المندسة بان أي محاولة للنيل من الحقوق القومية الديموقراطية والدستورية لشعب كوردستان داخل العراق الاتحادي، سيواجه عاصفة رادعة، سواء من قبل شعب كوردستان او من قبل العالم المتحضر، وليس سرا ان إقليم كوردستان يتمتع بثقة واحترام العديد من مراكز القرار المهمة في عالمنا اليوم  ويعتبر الواحة الامنة الوحيدة في المنطقة التي يستوجب حمايتها والدفاع عنها.

يبدو ان حسابات البعض لا تختلف كثيرا عن الحسابات الدقيقة للنظام الدكتاتوري المقبور، وفي كل الأحوال فقد اعذر من أنذر وعلى نفسها ستجني براقش.