Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

كوردستان في مواجهة الحملة العنصرية للاعلام الكاذب

سربست بامرني

بتاريخ 16 / 11 / 2019 نشرت صحيفة ( العرب ) مقالا لكاتب معروف بعنصريته  التي تقطر حقدا وكرها لشعب كوردستان، الكاتب الذي بدأ حياته بمشاركة الدكتاتور المقبور صدام حسين في قتل مدرسهم الكوردي في تكريت وفي عملية سرقة ذهب احد الصاغة المعروفين في المنطقة وكان احد اعضاء حزب البعث المنحل منذ الستينات وشارك في عشرات الجرائم، اصبح بقدرة قادر وبسبب ظروف العراق التعسة اسما وكاتبا ينشر هنا وهناك افكاره المسمومة كانت اخرها اتهام كوردستان بانها سبب مشاكل الشعب العراقي، سطر فيها كل ما في جعبته وفكره المريض من حقد اعمى وعنصرية دموية وقلب للحقائق وتزييف للوقائع التاريخية، ومع ان الامر ليس بغريب على هكذا شخص مريض بعقدة فوبيا كوردستان ولا يستحق الرد على خزعبلاته واكاذيبه ولكن خدمة للحقيقة وللقاريء العربي الكريم الذي ابتلى بمثل هكذا عقليات عنصرية ضحلة، يستوجب فضح بعض ما ورد في المقال المسموم حول تأسيس الدولة العراقية واتفاقية الجزائر، اما ما يتعلق بمحاولة النيل من سمعة ونضال القيادات الكوردستانية عامة والاسرة البارزانية الكريمة وانهم طلاب سلطة ويتصفون بالولاء المزدوج، فالامر لا يحتاج الى توضيح، فكل اعداء الشعب الكوردستاني ونضاله الوطني الديموقراطي المشروع قالوا في هذه القيادات والاسرة البارزانية ما لم يقله مالك في الخمر، ولم يهتم قطعا اي عضو قيادي ولا اسرة البارزاني بالرد على من يحاول النيل من سمعتهم النضالية العطرة وكفاحهم من اجل حرية شعبهم، ومعروف انه ( اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل) وان المسيرة المظفرة و(القافلة تسير ......الخ).

بالعودة الى تأسيس الدولة العراقية والتي يعرف كل مواطن انها تأسست بعد الحرب العالمية الاولى وفقا لمصالح المنتصرين بموجب مؤتمر القاهرة عام 1921 وان حدود هذه الدولة كان حتى (جبال حمرين) تحديدا وفق رد رئيس الوزراء البريطاني في حينه على طلب ملك العراق بضم كوردستان الجنوبية للعراق، اذ يقول بالحرف الواحد ( وعدناك بمملكة وليس امبراطورية وان حدودك تقف عند ( جبال حمرين) كوردستان، وذلك بسبب ان وضع كوردستان الجنوبية كان لايزال قيد البحث والدراسة من قبل المحتلين البريطانيين الذين واجهوا الثورات الكوردستانية المطالبة بحقوقهم (اسوة ببقية شعوب السلطنة العثمانية) في اعوام 1919 و1922 و1924 و1931 حيث قام البريطانيون باحتلال السليمانية ونفي الشيخ الجليل محمود الحفيد ملك كوردستان انذاك (ملك حقيقي من بين ابناء شعبه وليس مستورد كما في العراق!) الامر الذي ادى الى نشوب ثورة بارزان الاولى بقيادة الشيخ احمد البارزاني عام 1931 والتي تم اخمادها بالقوة ولو الى حين، اذ سرعان ما قاد الزعيم التاريخي مصطفى البارزاني ثورة بارزان الثانية عام 1943 وثورة ايلول عام 1961 وعودة القتال عام1975 وثورة كولان عام 1976 وحتى سقوط النظام الدكتاتوري المقبور.

السرد التاريخي اعلاه (المختصر جدا) دليل على ان العراق منذ استحداثه لم يعترف بحقوق شعب كوردستان الديموقراطية والانسانية، والمشكلة كانت ولاتزال هي في الانظمة العنصرية الحاقدة الحاكمة التي مارست ابشع صنوف القهر والاذلال والتنكيل والبطش بما فيها حملات الانفال والابادة الجماعية، ومع ذلك يأتي احد النكرات ليقول ان ( مشكلة العراق هي كوردستان!!!) بدلا من الاقرار بالجريمة المنظمة ضد الشعب الكوردي والاعتذار له والاعتراف بحقيقة ان الدولة العراقية المستحدثة كانت هي المشكلة، وحقا فقد ان الاوان للشعب الكوردستاني ان يتخلص من هذه المشكلة والدولة الفاشلة.

اما ما يتعلق باتفاقية الجزائر المشينة وهي وصمة عار في جبين النظام الدكتاتوري ليس فقط بسبب تنازل النظام عن شط العرب وعن الاف الكيلومترات المربعة من ارض العراق والقبول بالعودة الى اتفاقية عام 1913 بين ايران والسلطنة العثمانية وانما ايضا بسبب ما تلاها من جرائم بشعة ضد شعب كوردستان ( المقابر الجماعية مثالا)، رغم ان هذه السلطة نفسها كانت قد اقرت حقوق الشعب الكوردستاني في اتفاقية اذار عام 1970 ولكنها بدلا من ترسيخ مباديء الوطنية الحقة والهوية الوطنية الجامعة والتعايش السلمي بين مكونات العراق، تنصلت عن التزاماتها واختارت عن عمد استجداء الحماية والاتفاق مع النظام الشاهنشاهي وقدمت له شط العرب ومناطق واسعة من العراق على طبق من ذهب فقط لاخماد الحركة الوطنية الكوردستاني وابادة شعب كوردستان ثاني اكبر قومية رئيسة في البلاد.

ايضا، حتى هذه الاتفاقية نسفها النظام الدكتاتوري بسبب غروره وعنجهيته وادى الى حرب السنوات الثمان مع الجارة ايران، ومن ثم حرب الكويت والى سقوط النظام عام 2003 ، ومع ذلك يأتي الكاتب العنصري ليقلب الحقائق ويحمل الشعب الكوردستاني كل هذه الجرائم التي اقترفتها الحكومات العراقية المتعاقبة، حقا اذا لم تخجل فقل ما تشاء وكان الله في عون الشعب العربي من مثل هكذا عنصريين اغبياء وحاقدين الذين يحاولون تأليب الرأي العام العربي ضد شعب كوردستان من خلال نشر الاكاذيب والافتراءات التي لا تنتهي ولأغراض اجرامية عنصرية معروفة.