Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

اليسارية في نهج الديمقراطي الكوردستاني

 
لؤي فرنسيس
 
اليسارية أو الجناح اليساري مصطلح يمثل تيارا فكريا وسياسيا يسعى لتغيير المجتمع إلى حالة أكثر عدالة ومساواة بين أفراده..
تاريخيا تأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1946 على يد ((الاب الروحي للكورد والكوردستانيين البارزاني الخالد رحمه الله )) من رحم مجموعة افكار واحزاب يسارية لاجل تحقيق العدالة في القضية الكوردية ولكوردستان والعراق عموما، وجاء تأسيسه بسبب السياسات الشوفينية التي كانت تمارسها الحكومات التي حكمت العراق والتي لم تتحقق المساواة بينهم وبين غيرهم من شعوب المنطقة  في الحقوق المشروعة، مما استوجب على سياسيي كوردستان ومفكريها وشيوخها واغواتها حينها وتحت راية البارزاني الخالد المطالبة بتحقيق العدل والانصاف لهم من خلال الحزب الديمقراطي الكوردستاني....
 
وبما ان نهج اليسار السياسي يتمثل بالمطالبة بالعدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية وحقوق الشعوب المضطهدة فان البارزاني الخالد ومن معه من المناضلين والمفكرين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني تبنوا هذا النهج للمطالبة بحقوق الشعب الكوردي والكوردستاني وجميع القوميات العراقية الاخرى ووضعوه اساسا ومنهجا ساروا به واورثوه لمن بعدهم من المناضلين ليلتزموا به ويناضلوا ضد أي ظلم يقع على شعبهم وجماهيرهم ان كان على مستوى العراق الاتحادي او في كوردستان.
 
 لقد كان للحزب الديمقراطي الكوردستاني ادواراً نضالية مهمة وحقيقية في تاريخ النضال السياسي والعسكري العراقي ضد الحكومات العراقية المتعاقبة في تأريخ العراق السياسي، وتمكن هذا الحزب من نيل  مكتسبات عديدة لشعبه ابرزها واهمها اتفاقية 11 اذار 1970 والتي اعترفت فيها الحكومة العراقية ببعض الحقوق للشعب الكوردي، لكن نضال الديمقراطي الكوردستاني والشعب الكوردي وثوراته المباركة،  جوبهت حينها بابشع الصور واكثرها ظلما ربما في التاريخ الحديث اجمع. فلم يذكر يوما حرق وتهجير الاف القرى لمجرد مطالبتهم بالمساواة مع غيرهم من المكونات او القوميات في التعامل،  كما لم يذكر التاريخ قتل الناس بالغازات السامة والاسلحة المحرمة دوليا كونهم ينتمون لحزب يطالب بحقوق شعبه،  كما لم يذكر التاريخ تحميل النساء والاطفال بشاحنات كبيرة مكشوفة وابعادهم عن مناطقهم ودفنهم احياءا في الصحارى لانهم كانوا يؤيدون البارزاني الخالد والحزب الديمقراطي الكوردستاني،  وان كانت قد حصلت في مكان اخر لكنها لم تكن ببشاعة وفظاعة وظلم ما حصل في كوردستان... لا اريد ان اطيل المقال بالذكريات التاريخية الكوردستانية المؤلمة والتي نتشرف بها كونها نتاج النضال والمطالبة بالحقوق المشروعة، لكني اقول اليوم ومع تغيير نظام الحكم العراقي واستلام الحزب الديمقراطي الكوردستاني للادارة في اقليم كوردستان وفوزه في الانتخابات منذ 2003 الى اليوم وبامتياز اينما جرت وعلى المستويين الاتحادي والاقليم وتحقيقه للمكتسبات والمنجزات التي كنا نحلم بها ايام النضال، لكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني ورجاله المناضلين لازالوا يسيرون على ذلك النهج اليساري المعارض ضد جميع سياسات التفرقة والتمييز والتي كان قد تبناها مؤسسه ورئيسه اب الكورد الروحي البارزاني الخالد ( رحمه الله ) ان كان ضد التيارات الكوردستانية الداخلية التي تعمل على التخريب والتفرقة وخصوصا الراديكالية منها،  او ضد السلطة الاتحادية في بغداد، وقد تبنى هذه السياسة اليسارية  فيما بعد نجل البارزاني الخالد سيادة الرئيس مسعود بارزاني وسار بنفس النهج اليساري المعارض ضد اي سلطة عملت وتعمل على تحديد للحريات او التفرقة والتمييز بين مكونات الشعب العراقي عموما والكوردستاني خصوصا، واستطاع سيادة الرئيس مسعود بارزاني من خلال نهجه وحكمته وسياسته الحكيمة ان يحقق من المنجزات والمكتسبات لكوردستان ان كان على الجانب الاجتماعي او الاقتصادي الشيء الكثير، فالجانب الاقتصادي هو مانراه يوميا من ازدهار وتقدم عمراني في كوردستان، اما الجانب الاجتماعي فهو مايمارس من سياسات تجاه المكونات الاجتماعية المتعايشة، فحقوق المكونات الصغيرة محفوظة اسوة بالاغلبية دون فرق او تمييز والمشاركة في القرارات، والادارة تعتمد على الكفاءة والمهنية دون النظر الى النوع او الشكل او القومية او الدين... فكم مسيحيا او ايزديا او كاكئيا استلم وزارة سيادية في اقليم كوردستان.
 
واليوم يقوم المنتخب رئيس اقليم كوردستان الاستاذ نێچیرڤان بارزاني وعلى النهج اليساري نفسه بتحقيق العدالة للجميع من خلال توحيد جميع الصفوف الكوردستانية ودعوتهم للمشاركة في الادارة، وما كانت رسالة الاستاذ نێچیرڤان بارزاني الا اثباتا حيا للنهج اليساري في تحقيق العدالة داخل الاقليم وخارجه عندما قال ((سيكون توفير الأمان والسلم المجتمعي وضمان حقوق الفرد والمجتمع أهدافاً رئيسة لنا، وسنعمل من خلال اتباع سبيل الحوار على حل كل المشاكل )) وقال في رسالته ايضا (( إن إقليم كوردستان ملك لكل الكوردستانيين بكل تنوعهم، ورئاسة الإقليم ستكون منصة للتعبير عن إرادتهم ومطالبهم وحقوقهم بدون تمييز ولا تهميش)). وهكذا توالت رسائل التهنئة لجنابه من الرؤساء والشخصيات الداخلية والخارجية لعلمهم باليقين بانه قدر المسؤولية لقيادة وادارة الاقليم وفق النهج اليساري المرسوم من قبل جده البارزاني الخالد رحمه الله.
 
في الختام نتمنى ان تتوحد جميع الافكار والكتل والصفوف الكوردستانية لخدمة شعب كوردستان تحت ادارة الاستاذ نێچیرڤان لنصل الى الهدف الاسمى في تحقيق الرفاهية والعيش الكريم والحرية الحقيقية لهذا الشعب الابي.