Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

أردوغان : أهل "ديار بكر"عليهم مسؤولية كبيرة تجاه عملية السلام

شمال كوردستان- وكالة الأناضول- KDP.info/  أوضح رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، في كلمة ألقاها بمدينة "ديار بكر" ذات الغالبية الكوردية جنوب شرقي تركيا، أنه لن يستطيع أحد أو دولة أو عصابة أو لوبي بعد الآن، جعل دماء الأطفال الأكراد أو الأتراك مطيّة لتحقيق مصالحهم، وإن مقام ديار بكر في المنطقة هو مقام المرشد المتنوّر، وهي نجمة في كبد السماء، ومدينة تأتي بعد مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة والقدس الشريف ودمشق الفيحاء، وإذا عم الاستقرار في ديار بكر، فسينعكس ذلك على تركيا كلها وأربيل والقامشلي، وعلى أهل ديار بكر أن لا ينسوا أن المسؤولية الملقاة على عاتقهم كبيرة للغاية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها "أردوغان" أمام حشد كبير من سكان مدينة "ديار بكر"، وذلك ضمن فعاليات برنامج زيارته للولاية والذي يستغرق يومين، خلال مراسم افتتاح 1300 منشأة خدمية في الولاية، بمشاركة "مسعود بارزاني" رئيس اقليم كوردستان العراق، المدعو للمشاركة في الفعاليات والاحتفالات التي تشهدها الولاية خلال الزيارة.

واستهل "أردوغان" كلمته بإلقاء التحية على أهالي ديار بكر والضيوف قائلاً : "أحييكم يا أهالي ديار بكر من عميق قلبي، وأحيي من على هذا المنبر جميع الولايات التركية، ومكة المكرمة والمدينة المنورة ودمشق واسطنبول وأربيل شقيقة ديار بكر"، مذكراً بمواقف تركيا واحتضانها للأكراد عندما لجؤوا إلى تركيا بعد أن خربت أراضيهم وقصفت بالطائرات والصواريخ شمال العراق، مشيراً أن المدن التركية فتحت آنذاك أبوابها لهم قاسمتهم الخبز والملح، مشيرا أن بعض المهاجرين قالوا إنهم عندما هاجروا إلى تركيا ظنّوا أنهم سواجهون فيها الاعدام، إلا أنهم لم يروا فيها إلا كل الاحترام والتقدير ويد العون، وكان "مصطفى بارزاني"والد رئيس إقليم كوردستان العراق الحالي "مسعود بارزاني" من بين من قالوا ذلك.

وتابع أردوغان "اليوم نحن نستضيف ابن مصطفى بارزاني "مسعود بارزاني" في ديار بكر، فأهلاً بكم في مدينة أخوانكم الذين لطالما خفتم وحرصتم عليها، كما أن ديار بكر ليست للأتراك أو الأكراد أو العرب، بل هي كأربيل، لنا جميعاً، لأننا لطالما أحسسنا أننا في مدينتنا عندما كنا في أربيل، لذا أطلب منكم أن تشعروا بأنكم في مدينتكم عندما تكونون في ديار بكر".

ورحب "أردوغان"بالمطرب الكوردي التركي "شفان برور"الذي عاد إلى تركيا بعد 37 عاماً من الغربة قائلاً  "اليوم انتهى هذا الفراق الحزين الذي دام 37 عاماً، ونحن نقول لك يا شفان برور، أهلا وسهلاً بك في وطنك وبين أهلك وناسك في ديار بكر"، متمنياً لو أن المطرب الكوردي التركي "أحمد قايا" الذي توفي قبل 13 عاماً والذي أحب ديار بكر وغنى لأجلها، مشاركاً في حفل السلام جالساً بين المطربان "شيفان برور"و"إبراهيم طاتليسس".

واستطرد "أردوغان" أن شعوب المنطقة خلقت جنباً إلى جنب في رقعة واحدة وداخل حضارة واحدة ما يحتم عليها العيش المشترك، وأن الحدود التي رسمت بالمساطر قبل 100 عام، لن تستطيع أن تفرق حب الأخوة لبعضهم بعضاً، وأن الساعين للتفرقة لن يستطيعوا تفرقة الكوردي عن الكوردي ولا التركي عن التركي، ذلك كما فشلوا بتفرقة الكوردي عن التركي، وأن التجاوزات التي حدثت في تركيا عاشها جميع أبناء تلك الحقبة، الذين عانوا من الإقصاء، وأن أهل ديار بكر عاشوا ما عاشه بقية الأتراك من تمييز وتفرقة، مستشهدا بمحاولات إغلاق حزب العدالة والتنمية الحاكم وعرقلة نشاطاته، إلا أن المواظبة على العمل والمضي في الطريق كان له الأثر البالغ على النجاح.

وأشار "أردوغان" أن الجميع على قلب واحد في وجه الظالم الذي يسفك دماء أهل الشام وحلب واللاذقية، وسيكون الجميع يد واحدة ضده، مذكراً بفترة الأحداث التي عاشتها مدينة "حلبجه" بإقليم كوردستان العراق، قائلاً "عندما كانت حلبجه تحترق وكانت الدماء تسفك في الموصل وكركوك، كانت الأفئدة تلتهب في ديار بكر وأوشاق وبقية المدن التركية"، كما أن الذين لا يمتلكون القدرة على احتمال التنوع والاخلاف، لا يستطيعون جلب السلام والديمقراطية إلى المنطقة، وأن حزب العدالة والتنمية جاء إلى السلطة ليكون خادماً للشعب لا سيداً عليه أبداً، مضيفا بقوله :”نحن نحب الخلق من أجل الخالق".

ونوه "أردوغان" أن الأشهر الأخيرة لم تحمل معها سقوط شهداء في المنطقة وجبالها الشماء، لأن الربيع امتد إليها، وأن الاستقرار الناتج أزعج البعض، خاصة الذين لم يعد بإمكانهم بيع المخدرات أو مص دماء الشباب، كما أن البعض يعمل على إجهاض عملية السلام الداخلي من خلال القيام بعمليات تخريب واعتداء كالذي قاموا به في بلدة نصيبين جنوب شرقي تركيا يوم أمس، ثم قال مخاطباً سكان ديار بكر، " وأنا أقول لأهل ديار بكر، أنهم إن دعموا مسيرة السلام الداخلي فإن عملية السلام ستزدهر، ولطالما كانت قوة الكلمة أشد من قوة السلاح، وعلينا أن نكون دائماً إلى جانب السلام، والعنف لا يجلب معه إلا الدموع والمأسي، لذا أريد من أهل ديار بكر دعم مرحلة عملية السلام الداخلي وعلى ديار بكر أن تقول كفى".

وشدد "أردوغان"أن "الكوردي أخ للتركي والعربي والشركسي واللازي والبشناقي والغجري، وتركيا الجديدة تبنى بسواعد كل العناصر الإثنية والمذهبية المكونة لتركيا"، لافتا إلى أن جميع المكونات التي ناضلت من أجل إنشاء تركيا الحديثة ستبني تركيا الجديدة، لأن الجمهورية لكل المكونات ولكل المواطنين، مؤكدا أن كل فرد في هذا الوطن هو صاحب الوطن، ولا يمكن بعد الآن إقصاء أحد أو تهميش أي مكون أو إنكاره أو إذابته.