Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

رئيس الإقليم يشارك في المؤتمر الدولي حول الإبادة الجماعية للإيزيديين

هوليرـKDP.info ـ شارك فخامة نێچیرڤان بارزاني، رئيس إقليم كردستان، صباح اليوم الإثنين، 25/8/2025،.في المؤتمر الدولي حول الإبادة الجماعية للإيزيديين، الذي نُظّم من قبل جامعة كوردستان – هولیر.

خلال المراسیم التی شارك فيها الأمير حازم تحسين بك، أمير الإيزيديين، سماحة بابا شيخ، وعدد من وزراء ومسؤولي إقليم كوردستان، وممثلين عن القوى السياسية، وقناصل ودبلوماسيين من مختلف الدول، وأكاديميين وباحثين محليين ودوليين، ورجال دين، ألقى الرئيس نێچیرڤان بارزاني كلمة..... جاء في نصها:

سمو الأمير حازم تحسين بك، أمير الإيزيديين

سماحة بابا شيخ

السادة الحضور الكرام،

صباح الخير،

"أرحب بكم بحرارة في هذا المؤتمر الدولي حول الإبادة الجماعية للإيزيديين. أخص بالترحيب الضيوف والمشاركين الذين قدموا اليوم من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذا المؤتمر، وأرحب بكم جميعاً. وأتوجه بالشكر إلى جامعة كوردستان على تنظيم هذا المؤتمر العلمي والأكاديمي، والذي يُعقد لأول مرة بهذه السعة والمشاركة الواسعة في هولیر.

نستذكر اليوم بكل إجلال واحترام جميع ضحايا الإبادة الجماعية الإيزيدية وجميع الضحايا الذين قضوا على يد تنظيم داعش. نرسل السلام والرحمة لأرواحهم. لن ننساهم أبداً وسنحيي ذكراهم دوماً بكل احترام.

إن عقد مؤتمر علمي أكاديمي حول الإبادة الجماعية للإيزيديين، هو خطوة ضرورية ومهمة جداً، خاصةً أنه يتيح المجال للخبراء والباحثين في المراكز الأكاديمية والعلمية العالمية لعرض أبحاثهم ودراساتهم.

هذا المؤتمر يلعب دوراً أساسياً في توثيق الإبادة الجماعية وتحليل أبعادها. فالتحقيق العلمي والأكاديمي في الإبادة الجماعية للإيزيديين من الجوانب التاريخية والسياسية والقانونية والنفسية، يمثل مرجعاً مهماً لحاضر ومستقبل هذه القضية، ولجميع أبعادها.

أؤمن أن هذا المؤتمر سيحوّل الألم إلى معرفة، والمعاناة إلى دروس وعبر. كما سيشكّل جسراً بين العلم والسياسة والإنسانية، ويساهم في توسيع الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية ومحاسبة مرتكبيها. 

أيها السادة: 

في 3 آب 2014، حاول تنظيم داعش تدمير الهوية الوطنية لكوردستان والعراق وتدمير ثقافاتها وتنوعها المشترك. قُتل آلاف الرجال والشباب، وتم اختطاف آلاف النساء والفتيات الإيزيديات، وتعرضن لشتى أنواع الجرائم من تعذيب واغتصاب وبيع وعبودية. غُيّرت ديانة كثير من الأطفال، وتم تدريبهم وتجنيدهم في صفوف الإرهاب. شُرّد مئات الآلاف، وتعرضت الأماكن الدينية والثقافية الإيزيدية لعمليات تدمير ممنهجة.

لذلك، لم تكن هذه الجريمة حدثاً عابراً في تاريخ المنطقة، بل كانت جرحاً عميقاً وعاراً في تاريخ الإنسانية. كل من نجا من هذه الإبادة، وكل أم وأب إيزيدي فقدوا أبناءهم، وكل طفل إيزيدي بقي بلا عائلة، هم شهود أحياء على هذه الكارثة.

إقليم كوردستان، منذ بداية الكارثة، استقبل مئات الآلاف من الإيزيديين كواجب وطني وإنساني. وقدم الپێشمەرگة، بقيادة الرئيس مسعود بارزاني، أرواحهم دفاعاً عن الإيزيديين، وحرروا شنكال. لقد تعاملنا مع هذه الكارثة كقضية كوردستانية، لأن الإيزيديين هم جزء أصيل من مكونات كوردستان. 

صحيح أن كل عام يتم إحياء ذكرى هذه الكارثة بعدة طرق، وهذا أمر مهم، ويجب أن يستمر ليعرف الأجيال القادمة من كل مكونات كوردستان، ما الذي حل بالإيزيديين. لكن هذا وحده لا يكفي، ولا يعوّض معاناة الإيزيديين.

من المؤلم أنه بعد 11 عاماً على الكارثة، لا يزال نصف المجتمع الإيزيدي يعيش في ظروف صعبة داخل المخيمات. هناك أطفال إيزيديون يبلغون اليوم 11 عاماً لم يعرفوا سوى حياة المخيمات القاسية. لا يملكون أملاً حقيقياً بالتغيير، ولا يستطيعون رؤية مستقبل واضح.

العراق بلد غني، وللإيزيديين كمواطنين عراقيين حقوق كثيرة على الدولة. ينبغي أن يمنح العراق اهتماماً أكبر لمواطنيه الإيزيديين. من واجبنا جميعاً – في كوردستان والعراق والمجتمع الدولي – أن نبذل كل ما بوسعنا من أجل دعم الإيزيديين.

وقبل كل شيء، يجب أن نمنحهم الثقة والأمل، ليتمكنوا من بدء حياة جديدة فوق أنقاض الماضي الأليم. وهذا لن يتحقق دون تحقيق العدالة لهم.

تحقيق العدالة للإيزيديين لا يقتصر فقط على معاقبة المجرمين، بل يتطلب عملاً جاداً لإعادة بناء حياتهم على كل المستويات، وتقديم ضمانات بعدم تكرار الكارثة.

بعد 11 عاماً من الإبادة، لا يزال المجتمع الإيزيدي يعاني من صدمة نفسية واجتماعية عميقة، وآثارها ستستمر طويلاً. من واجبنا جميعاً أن نساعدهم وندعمهم لتجاوز هذه الصدمة. ما يقوم به الباحثون اليوم جزء مهم من هذا الدعم.

أيها السادة،

نحن في إقليم كوردستان، كما كنا دائماً، مستعدون لكل أشكال التعاون والتنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد لتقديم جميع أنواع الدعم اللازم للمجتمع الإيزيدي. حماية التعددية والتعايش وقبول الآخر، هو واجب مشترك في كوردستان والعراق.

تنوع المجتمع العراقي، انطلاقاً من كوردستان، يجب أن يكون مصدر قوة وغنى، لا مصدر قلق أو تهديد. علينا جميعاً العمل دوماً لتعزيزه.

اليوم، أبسط حقوق الإيزيديين هو أن يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم بسلام وأمان، وأن تتوفر لهم الخدمات، وأن يعودوا إلى بيوتهم ويبدأوا حياة جديدة.

لذلك، يجب تنفيذ الاتفاق بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لتطبيع الأوضاع في شنكال ومحيطها. لا يجب أن يبقى الإيزيديون ومناطقهم رهائن للقوى الخارجة عن القانون أو لتصفية الأجندات المحلية. ونحن مستعدون للتعاون الكامل مع بغداد من أجل هذا الهدف.

سنواصل جهودنا حتى تحرير آخر مختطفة إيزيدية، وسنعمل على جعل الإبادة الجماعية للإيزيديين معترَف بها على نطاق أوسع دولياً. يجب محاكمة الجناة، وتحقيق العدالة، وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي والنفسي للناجين.

شكراً وامتناناً لكل من دعم الإيزيديين في كوردستان والعراق والعالم، ولا يزالون مستمرين في دعمهم.

أتمنى النجاح لمؤتمركم هذا. نحن ندعم كل نشاط ومؤتمر من هذا النوع. أنتم تقومون بعمل مهم وضروري، وتقدمون خدمة كبيرة للإيزيديين. أتمنى لكم التوفيق والنجاح في هذا الواجب."

 

مرحباً بكم...