Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

دور الرئيس مسعود بارزاني في توحيد الصف الكوردستاني وإحياء الأمل

د. سامان سوراني

في خضم التحوّلات السياسية المتسارعة التي يشهدها العراق، تتجه الأنظار مجدداً إلى محطة انتخابية مفصلية في تشرين الثاني من هذا العام، حيث سيكون الشعب أمام خيار تجديد الثقة بمن يمثل تطلعاته ويعبّر عن آماله في مستقبل آمن ومستقر. في هذا المشهد، يتبوأ الحزب الديمقراطي الكوردستاني، صاحب القائمة رقم ٢٧٥، مكانة محورية، ليس فقط لكونه أعرق حزب سياسي في كوردستان العراق، بل لأنه الحامل الأصيل لقضية نضال الشعب الكوردي من أجل الحقوق القومية، والكرامة، والشراکة الحقيقية ضمن عراق فدرالي ديمقراطي اتحادي.

فمنذ تأسيسه عام 1946 على يد الأب الروحي للقضية الكوردية الخالد مصطفى بارزاني، وضع الحزب الديمقراطي الكوردستاني هدفاً واضحاً لتحقيق حقوق الشعب الكوردستاني المشروعة عبر النضال السلمي، والبناء المؤسساتي، والانخراط الواعي في العمل السياسي. واليوم، في مواجهة التحديات المتزايدة، من محاولات التهميش السياسي، إلى الضغوط الاقتصادية والأمنية، يثبت الحزب قدرته على الصمود والبقاء لاعباً وازناً في الساحة الکوردستانية والعراقية. لكن مع كل مرحلة جديدة، تبرز الحاجة إلى تجديد الخطاب وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات بروح جماعية، واستراتيجية موحدة.

في اللحظات المفصلية، تبرز شخصية القائد الحقيقي، وفي الحالة الكوردستانية، يمثل الرئيس مسعود بارزاني تلك الشخصية التي جمعت بين الإرث التاريخي والحنكة السياسية.

لقد أثبت على مدى العقود الماضية أنه قادر على قيادة المواقف الصعبة بروح وطنية عالية، وببوصلة واضحة نحو الحفاظ على وحدة البيت الكوردستاني، ومكانة إقلیم كوردستان في المعادلة الوطنية العراقي والإقلیمية والدولية.

اليوم، ومع اقتراب الانتخابات، يُعوّل عليه مرة أخرى في جمع الطيف الكوردستاني حول برنامج سياسي موحد، يخاطب تطلعات الشباب، ويحمل رؤية واقعية للمستقبل، ويتجاوز الخلافات الثانوية التي لا تخدم إلا خصوم القضية.

إن توجيهاته المستمرة بضرورة الحوار، والعمل المشترك، والانفتاح على القوى الأخرى، هي مفاتيح أساسية لنجاح الحزب في الانتخابات المقبلة.

بالنسبة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، الانتخابات المقبلة ليست مجرد معركة عددية للحصول على المقاعد البرلمانية، بل هي فرصة لتجديد التفويض الشعبي من أجل الاستمرار في الدفاع عن كوردستان، ومكانتها في النظام السياسي العراقي، وتعزيز الحكم الرشيد، ومكافحة الفساد، وخلق فرص العمل، وترسيخ الديمقراطية.

إن نجاح الحزب الديمقراطي الكوردستاني في انتخابات تشرين الثاني المقبل مرهون بقدرته على تعزيز الثقة مع الشارع الكوردستاني والعراقي عموماً، وتقديم خطاب سياسي يجمع بين الواقعية والطموح. وهذا يتطلب وحدة الصف الداخلي، وتفعيل الطاقات الشابة، والانفتاح على الفئات الاجتماعية المختلفة.

القائد مسعود بارزاني يملك، بما يتمتع به من تاريخ ومكانة، القدرة على إعادة بناء الاصطفاف السياسي حول الحزب، ليقود حملة انتخابية قوية، تعبّر عن صوت كوردستان، وتدافع عن حقوقها، في بغداد وفي كل المحافل.

ختاماً، في تشرين المقبل، سيكون الشعب الكوردستاني أمام خيار مصيري. فإما أن يمنح صوته لمن وقف معه في كل المحن، ودافع عن حقوقه بشجاعة وكرامة، أو أن يترك الساحة لصراعات لا تخدم إلا مشاريع التهميش.

الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بقيادة القائد مسعود بارزاني، أمام فرصة لصنع نصر جديد، شرط أن تتوحد الصفوف، وتعلو مصلحة كوردستان فوق كل اعتبار.