إحسان علي سليمان بهار

يوماً بعد يوم، تزداد حالة التفكك العراقي، والتي تُنذر بعواقب وخيمة إذا لم يستدرك الوطنيون الوضع، ويقدموا على خطوات جريئة جذرية تتناسب وحجم الخطر الذي يتربص بعراقنا العزيز، وتنتشل العراقيين من المأزق المؤلم الذي هم فيه.

وفي كوردستان، حيث يعيش الشعب الكوردي والكوردستاني، ذلك الشعب الذي غُبِنَت حقوقهُ على مَر التأريخ، والذي قاتل وناضل وقدم مواكب ومواكب من الشهداء، حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم، هذا الشعب وهذه المنجزات بحاجة عاجلة لإجراءات تمنع إنتقال عدوى الحالة العراقية لكوردستان.

ولكي يمنع الشعب الكوردستاني وتمنع قيادتهم إنتقال الأضرار المتوقعة من الحالة العراقية لأقليم كوردستان، علينا أن ننطلق من نقطة مهمة وهي، كيف وصلت كوردستان لما هي عليه اليوم من منجزات مبهرة؟

فثورة أيلول حينما إنطلقت قبل أكثر من ستين سنة، كانت الثورة تدار بسياسة المركزية الديمقراطية الشعبية، وهنا كانت تكمن قوتها، فالجميع من أعلى الهرم وحتى أبسط مقاتل مُلتزمون بما يصدر من قرارات، والعلاقة بين الهرم وبين الأفراد والقاعدة الجماهيرية خالية تماماً من البيروقراطية، فكان كيان متماسك قوي، لأن الجميع كانوا يضعون كوردستان أمام أعينهم.

اليوم كوردستان بحاجة إلى تلك المركزية الديمقراطية الشعبية، لكن هذا لا يتحقق إلا بأن يترك المقامرون قمارهم، فالمقامرة بمصير كوردستان وشعبها أمر لا يجوز بتاتاً.

مبدأ الطاولة الواحدة والقيادة المركزية هو الحل للحفاظ على كوردستان، والقيادة المركزية لا جدال إنها تليق فقط بالزعيم كاك مسعود، وأن يعمل الجميع تحت مظلتهِ التي عمرها النضالي ستة عقود من الكفاح والتضحية، وارثاً عشق وطنه وشعبه من الخالد ملا مصطفى، ووارثاً معادلة السياسة التي يتوجب العمل وفقها لتثبيت الإنتصار وتطويرهُ.

أرجعوا أيها الأخوة عن إنحرافكم عن الخط العام وإحترموا أرواح مئات الآلاف من الشهداء الذين ماتوا لتعيش كوردستان مرفوعة الرأس، ولا تنسوا إن التأريخ إن لَعَن، لعنتهُ لا تُمحى.