زيدو باعدرى

بعد الانتصارات العسكرية الساحقة لثورة ايلول الوطنية الكبرى ادرك النظام البعثي بان لايمكن انهاء الثورة الكوردستانية لحنكة قيادة البارزاني الخالد وعلاقته الوطيدة مع شعب كوردستان (هذا باعتراف مباشر من  نائب الرئيس العراقي حينها صدام حسين )، ففكر نظام البعث بطريقة للقضاء على الثورة او بالاحرى القضاء على الحركة التحررية الكوردستانية بالتخلص من البارزاني الخالد مهما كلف الامر والزمن حيث تم عقد اتفاقية 11 اذار 1970 وكانت الاتفاقية محاولة من حكومة بغداد لزرع الفتنة بين الفصائل الكوردستانية وتفريقهم وزرع الانشقاق داخل الصف الكوردستاني وبعدها محاولة اغتيال البارزاني الخالد  والفقيد ادريس وبعد فشل محاولاتهم قرر صدام حسين ان يشرف بنفسه على ملف كوردستان مخولا نفسه جميع الصلاحيات واستغل صدام حسين هذه الفرصة ليلتقي بشاه ايران في دولة الجزائر اجتماع (اوبك) ليعقد اتفاقية سيئة الصيت في السادس من اذار 1975  لايقاف الدعم للثورة من قبل ايران وغلق الحدود وبالمقابل منح صدام نصف شط العرب ومعه جزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وزين القوس وسيف سعد لايران ومحاربة حركة العرب في الاحواز كما محاربة الخميني المقيم حينها بالنجف، وفعلا نجحت المؤامرة المحاكة في دهاليز الجزائر ظلما بحق ابناء كوردستان وسميت باتفاقية الجزائر الخيانية المشؤومة السيئة الصيت، واعتبرت هذه الاتفاقية بالنسبة للحركة التحررية وكوردستان اجمعها اتفاقية سوداء وقعت بيوم اسود.

وبعد الاتفاقية المشؤومة بدأ النظام الحاكم في بغداد بعمليات التهجير القسري والتعريب والتبعيث وحرق القرى الكوردستانية وبعد هذا الظلم الذي وقع على شعب كوردستان قرر الحزب الدیمقراطی الکردستانی - القیادة المٶقتة برئاسة البارزانی الخالد اعادة الكفاح المسلح واعلان الثورة في 26 گولان 1976 مكملة لثورة ايلول الوطنية المباركة لكن باسلوب وتكتيك جديد وهي الپارتیزاني.

ومن هنا نود ان نذكر بعض الاحداث الهامة على شكل بانوراما منذ ذلك التاريخ الى يومنا هذا .

1-اعادة تنظيم الصفوف الكوردستانية باشراف المناضلین الکبیرین الرئیس مسعود والشهید ادریس البارزانی.

2-اعلان الكفاح المسلح عن طريق البارتيزاني في ليلة 26 كولان 1976 فی شمال محافظة اربیل. وفی منطقة بهدینان تمت مهاجمة وازالة اول ربية عسكرية في مصيف بلكيف بقيادة المناضل محمود ايزيدي ورفاقه.

3-تحرير بعض الجيوب والمعاقل الصعبة في المناطق الجبلية على الحدود التركية والايرانية.

4- رحيل الشاه ومجيء الخميني للسلطة في شباط 1979.

5- انتخاب المناضل مسعود البارزاني رئيسا للحزب في اجتماع اللجنة المركزية للقیادة المؤقته بالاجماع في قرية شاوانە عام 1979 بکوردستان ایران.

6- محاولة اغتيال الرئيس مسعود بارزاني في النمسا.

7ـ انفلة الكورد الفیلیين واندلاع الحرب بین بغداد وطهران.

8- تاسيس الجبهة الوطنیة الديمقراطية  (جود ) وانفلة البارزانيين الابرياء.

9-الوفاة المبكر للفقيد ادريس بارزاني 1987.

10-ضرب حلبجة بالاسلحة الکیمیاویة وعملیات الانفال السیئة الصيت، وتاسيس الجبهة الكوردستانية 1988 واحتلال الكويت وتحریرها من قبل التحالف الدولي.

11-الانتفاضة الاذارية المباركة 1991.

12- الهجرة المليونية الى سوريا وتركيا وايران.

13- ملحمة كوري المصيرية باشراف مباشر من الرئيس مسعود بارزاني.

14- المنطقة الامنة بحسب قرار الامم المتحدة 688 وتاسيس قوات المطرقة المرفوعة.

15- سحب الادارات الحكومية من كوردستان .

16- انتخابات ديمقراطية وتاسيس برلمان وحكومة في كوردستان  1992 .

17- اعادة رفاة الخالدين البارزاني الخالد والفقید ادریس الی كوردستان.

18- الاتفاقية الاستراتيجية بين المرحوم مام جلال وسروك مسعود بارزاني  1997في واشنطن.

19- الاشتراك مع قوات التحالف الدولي لتحرير العراق من الدكتاتورية.

20- تثبيت الدستور والمادة 140.

21- مشاركة كوردستانية مع حكومة بغداد لادارة العراق.

22- حرب داعش وكارثة شنكال 2014.

23- الاستفتاء التاريخي في كوردستان ( ريفراندوم ).

24- مؤامرة 16 اكتوبر الخيانية وهجوم الجيش وميليشيا الحشد الشعبي  على كركوك والمناطق الكوردستانية بمساعدة اطراف محلية.

وأخيرا جائحة كورونا وما جلبت معها من كوارث على مستوى العالم، واحداث اخرى لايسع المجال لذكرها.

ملاحظة هامة : عقد الحزب الديمقراطي الكوردستاني،  في هذه الفترة كونفرانس استثنائي في برلين عام 1976 كما عقد المؤتمر التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، وانتخب خمسة دورات برلمان وتسعة كابينات حكومية كما اصبح الحزب الديمقراطي الكوردستاني اكبر حزب جماهيري في العراق بعد فوزه في جميع الانتخابات العراقية والكوردستانية بدون منازع .

في الختام ، الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومنذ 1946 الى اليوم يراقب الاحداث ويتدخل في اصلاح ما یمکن اصلاحه، واعتبر الرئيس مسعود بارزاني زعيما لكوردستان من قبل غالبية الجماهير الكوردستانية والعراقية وهو يعمل لحل اغلب المشاكل العراقية عامة والكوردستانية خاصة والازمات التي كادت اكثر من مرة ان تؤدي بالعملية السياسية الى الانهيار.