Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

في ذكرى رحيله.. لنجعل من فكر ونهج البارزاني الخالد، مدارس للدفاع عن القيم والمبادئ الانسانية

جواد كاظم ملكشاهي
تمر اليوم الذكرى الثامنة والثلاثون لرحيل القائد الرمز والپێشمه‌رگة الشجاع واسطورة القرن العشرين قائد الامة الكوردية وباني مجدها، الخالد مصطفى البارزاني الذي رحل عنا في ظروف حرجة ومرحلة عصيبة من تاريخ النضال الكوردي في الاول من اذار من عام 1979.
تحية لروحه الخالدة الذي لولاه لما عرف العالم قضية شعب قُسِّم جورا بين اربع دول على خارطة الشرق الاوسط وما تزال حقوقه القومية والانسانية في تقرير المصير وتشكيل كيانه المستقل مغتصبة بمرأى من العالم والمجتمع الدولي الذي يدعي زورا الدفاع عن كرامة وحرية الشعوب.
وفي هذا اليوم لابد من الخوض ولو باختصار في الخصوصيات المهمة لهذا القائد البارع الذي لازلنا نستنير بنهجه الانساني العظيم في سبيل تحقيق طموحات وآمال واحلام شعبنا لنعيش كما سائر الشعوب والامم في كنف ارضنا وموطن ابائنا واجدادنا كوردستان بامان واستقرار.
لعل من اهم خصوصيات القائد هي دراسة وتقييم الجماهير ومعرفة حجمها كي يشخص نقاط القوة والضعف لمعرفة كيفية استثمارها للوصول بشعبه نحو بر الامان.
الاب الروحي كان دقيقا في تشخيص ارادة وقدرات شعبه في النضال والتضحية والفداء، لذلك هو لم يجازف، بل قاد الثورة الكوردية ببصيرة ورؤية مستقبلية واضحة وتمكن بثقة عالية بالنفس وبشعبه من قيادة ثورة جماهيرية كبيرة في بقعة جغرافية محاصرة من جميع الاتجاهات.
القائد العظيم هو من يجيد ابجدية تحشيد الجهود للوصول للهدف الاسمى، اذ كان البارزاني الخالد يمتاز بهذه الخصوصية ورسم خارطة طريق لكيفية تحشيد طاقات وامكانيات شعبه واستثماره بالشكل الصحيح من اجل ديمومة الثورة، لذلك الجماهير الكوردية بجميع شرائحها وفئاتها لم تتوان في السير خلفه ولبت نداءه للمشاركة في الثورة تحت قيادته ايمانا منهم بصدقه وشجاعته وكارزميته في قيادة النضال القومي.
الخصوصية المهمة الاخرى للقائد المميز هي من يتوقع من نفسه اكثر من الاخرين في التضحية والفداء ولذلك زج اولا بعائلته وابنائه وابناء عشيرته في ساحات القتال وبذلك تمكن من كسب ثقة شعب بل امة بعظمتها ليقودهم نحو تحقيق اهدافهم في العيش بحرية وكرامة مرفوعي الرأس بين الامم والشعوب الاخرى.
قضية شعبنا الشائكة وطبيعة ثورتنا ومصالح الدول التي تتقاسم موطننا والوضع الدولي، كانت وماتزال تتطلب اتخاذ قرارات صعبة وجريئة، ومرحلة النضال التي قادها البارزاني الخالد كانت مليئة بالاحداث والمتغيرات المفاجئة ولذلك كانت معظم قراراته تتطلب حسابات دقيقة وتحليلات ذكية لمعرفة تداعياتها لانها كانت تتعلق بمصير شعب باكمله، وبرغم ذلك كان صائبا في اتخاذ القرار في الاوقات العصيبة هذا ما عزز ثقة الجماهير به ليقودهم نحو غد مشرق ومستقبل زاهر.
لذلك هو لم يكن قائدا للشعب الكوردي فحسب، بل لجميع المظلومين من ابناء الشعب العراقي كوردا وعربا وتركمانا، مسلمين ومسيحيين واقليات اخرى وبتوجهاتهم السياسية المختلفة، لذلك كانت الثورة الكوردية تدعم وتسند من جميع ابناء العراق الشرفاء، وكثيرون منهم استشهدوا في جبال كوردستان وامتزج دمهم الطاهر مع دماء اخوانهم الكورد.
في ذكرى رحيله، نقف اجلالا لروحه الطاهرة ونجعل من نهجه وفكره مدرسة للتضحية والفداء من اجل ضمان حقوق المظلومين والمضطهدين.