Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الايزيدية ضحية للاعلام وتجار القضية

داود شنـگالي

يفهم البعض وخاصة الطفح الثقافي الجديد الذي ظهر على السطح دون سابق إنذار، ان كل من كتب بيت شعر فهو شاعر ومن كتب كلمة وسلة شتائم فهو كاتب ومن اخذ صورة سيلفي فهو ناشط.
هذه الثقافة التي انبثقت من العدم والتي أصحابها لا يعلمون اي شيئ ولا يستوعبون خطورة المرحلة ولا التعامل مع القضايا جعلوا من الضحية جلاداً ومن الجلاد ضحية.
ان غياب الوعي الثقافي والمركزية في الكتابة وتحديد مسار الكلمة في مجتمعنا جعل الكل في نفس الميزان، وكون وسائل التواصل الاجتماعي مفتوحة للجميع ويجهل الغالبية العظمى استعمالها فقد وقع الجميع في المحظور وتحول الكل الى لا شيئ.
عندما أبيدت شنگال لم يبقى احد لم يتعاطف مع الايزيدية وقضيتهم وابادتهم، الا انه ما ان استقر المقام بالبعض حتى قاموا بتشكيل جيش من اللوبيات الهدامة التي ركزت على الجزئيات وهمشت القضية وركزت بشكل مباشر على استغلال عواطف الناس لأسباب سياسية وحزبية يعلمها القاصي والداني. وكون الساحة اصبحت مفتوحة والمحاسبة اصبحت معدومة فقد تحول الجميع الى كتاب في صفحات التواصل الاجتماعي ينقلون ما لا يعلمون عنه ولا عن فحواه ولا عن تاثيره سلباً اي شيئ.
عندما ألقي القبض على قاتل الكاتب فرج فودا، سال القاضي القاتل عن سبب قتله لفرج فودا؟.
فقال المجرم: قتلته بسبب كتاباته...
فسأله القاضي: اي كتب من كتبه قرأتها واقتنعت انه كافر ويجب قتله...؟
قال القاتل: انا لا اقراء ولا اعلم عن كتبه اي شيئ لكنهم قالوا لنا انه كافر ويجب التخلص منه...
ان الطفح الثقافي الذي غزانا فجأة يشبه قاتل الكاتب فرج فودا، يفعلون كل شيئ ولا يعلمون عنه اي شيئ. لا يملكون اي وجهة نظر ولا يعلمون عن التطورات وعن مراكز القوى والضعف ولا عن السياسات الداخلية والخارجية ولا عن كل التغيير الجيوسياسي الذي يحدث حولهم.
في غزوة شنگال وابادة الايزيدية خسر الجميع وان كان الايزيدية هم الخاسر الأكبر، لكن ما تلى الابادة كان هو الامتحان وما ترتب عليه هي النتائج فما خسرناه بعد الابادة اكثر مما خسرناه في الابادة نفسها. لقد تحولنا الى شعب كامل يعيش في الخيم وشباب يشتم وهو يتحول من ظل خيمة الى اخرى ولا يعلم انه بأسلوبه وثقافته الجديدة يقطع على نفسه واهله كل السبل ويقلل من قيمتهم وقيمة قضيته.
لقد كان اخر امتحان للمثقف الايزيدي هو جلسة محاكمة باسمة درويش والتي كانت قد تم القاء القبض عليها بشبهة جنائية لا علاقة لا لحزاب ولا الانتماء والدين لها. ورغم هذا استطاع اعداء الايزيدية ان يحركوا الشباب الايزيدي في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الاعلام حسب مزاجهم ليشنوا هجوما عشوائيا" اعلاميا" فاشلا" على جميع مؤسسات كوردستان، تاركين القضية والناحية القانونية والدستورية والعقلانية التي تجزم: ان كل متهم بريء حتى تثب ادانته. لكن اعداء كوردستان واعداء الايزيدية استطاعوا كما في كل مرة ان يستغلوا الشباب الايزيدي في الاعلام ليقدم خدماته بالمجان للعدو ويكتشف اثناء المحاكمة ان القانون والحكومة الكوردية لا تفرق بين غني وفقير ولا بين دين واخر, فخرجت باسمة لانها كانت شبهة جنائية وحالة خاصة في حرب ضروس مع عدو يستغل الجميع. خرجت باسمة لترفع للشباب الايزيدي والاعلام الايزيدي الذي يخدم اعداء الايزيدية واعداء كوردستان علامة استفهام كبيرة تقول: الهذا الحد يتم استغلالنا وحجب الحقيقة عنا ونحن نثور كثور الماتادور على كل حركة ولا نعلم عنها اي شيء؟.
اننا اليوم في مرحلة نحتاج الى ان نعي الواقع وان نترك الهرطقة في ذم هذا وذاك. نحن بحاجة الى فتح القنوات مع العالم ومع الواقع السياسي والوضع الراهن وان نفكر بعقلانية ونضع خطط وبرامج للغد ونكون اكثر دقة ووعي للمرحلة وتفهم لكل ما جرى ويجري. اننا بالمختصر بحاجة كمجتمع ايزيدي وكوردي ككل الى قائمة من الخطط المستقبلية لا قائمة من الأماني.