Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

في ذكرى تأسيس اتحاد الشبيبة الديموقراطي الكوردستاني

سربست بامرني*

كان ذلك في صيف عام 1971 وفي طريقة عودتي من جومان حيث كنت في زيارة للاخ الشهيد الطيب الذكر فرانسوا حريري، وصلت مدينة شقلاوة مع الاخ عبدالقادر محمد امين بري والاخ انور عبدالله، وهناك التقينا بجمع من الاخوة الشباب كانوا قد وصلوا قبلنا لحضور المؤتمر الثالث للاتحاد وكان المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكوردستاني قد كلف المرحوم عزيز عقراوي بتمثيله.
اعضاء الاتحاد لم يكونوا يتجاوزون الخمسين عضوا قدر ما اتذكر واخبرني الكثيرين منهم ان الشخص المسيطر على الاتحاد نتيجة خلافات داخلية هو المدعو ( عبدالوهاب) وهو احد عناصر الامن العامة وقد تسلل الى الاتحاد وسيطر تماما على مقاليد الادارة والمكتب التنفيذي وان العضو الوحيد الذي وقف بوجهه هو المناضل والشخصية الوطنية البارزة يدالله فيلي وكان ان وعدت الزملاء بالتدخل رغم اني لم اكن عضوا في الاتحاد وان كنت قبلها عضوا في سكرتارية اتحاد طلبة كوردستان لحوالي ست سنوات وبحكم معرفتي ببعض الاخوة اتصلت بالاخ المناضل يد الله فيلي الذي اكد لي ان هذا المدعو (عبد الوهاب) هو احد عناصر الامن العامة وهكذا تدخلت في الامر وبمساعدة زملاء من مؤيدي المكتب السياسي سابقا والذي دخل التاريخ باسم الجلاليين باعتباري احد رفاقهم السابقين وفي الجلسة الافتتاحية رفعت يدي بعد ان تم قبول عضويتي وطلبت طرد هذا العميل فورا ومع الضجة التي حدثت ارسل المرحوم عزيز عقراوي في طلبي وسالني عن هذا الاتهام الخطير بعد ان تعرف علي وكوني ابن عمر البامرني الذي كانت تربطه صداقة قوية معه، ومع حضور المناضل يد الله فيلي تأكد من ان هذا الشخص هو من عناصر الامن، ولحسن الحظ فر الرجل خوفا قبل اتخاذ اي اجراء بحقه.
بعد هذا النجاح انتخبت باكثرية ساحقة عضوا في المكتب التنفيذي والسكرتارية التي على ما اذكر كان عددهم احد عشر عضوا وتم انتخاب الاخ انور عبدالله رئيسا والاخ عبد الرزاق عزيز الفيلي سكرتيرا والاخرين الذين اذكرهم هم كل من الاخ الشهيد شاسوار جلال( الشهيد ارام) والاخ المرحوم دارا نوري والاخ يدالله الفيلي والاخ عبدالقادر محمد امين والاخ المناضل جمال حكيم اغا الذي ساعدني كثيرا في اقناع الاخوة على تحمل المسؤولية.
بدأنا العمل واعضاء الاتحاد لا يتجاوزون بضع مئات في كل انحاء كوردستان وبغداد وعندما وصلنا الى المؤتمر الرابع عام1974 كان عدد الاعضاء قد تجاوز الثلاثين الفا فقد بذل كل عضوا في السكرتارية جهودا كبيرة وعملا متواصلا ليل نهار وبحماس بالغ رغم الكثير من المعوقات.
ابرز محطات هذه الفترة كانت مشاركتنا في المهرجان العلمي العاشر للشبية والطلبة في برلين والذي كان: ان قيادة الدولة وحزب البعث واتحاد الشبيبة العراقي برئاسة السيد كريم الملا كانوا قد خصصوا (20) مقعدا من اصل (300) للشبيبة الكوردستانية مما اثار استيائنا واستنكارنا وطلبنا من قيادة الحزب الديموقراطي الكوردستاني التدخل، وفعلا تدخل الاستاذ الشهيد والمناضل الوطني البارز صالح اليوسفي وحصل على خمس مقاعد اخرى وطلبوا منا القبول على اساس ان العدد غير مهم والاهم هو المشاركة باسم شبيبة كوردستان.
للتأريخ كنت الوحيد الذي رفض هذا العرض وقد ايدني فيما بعد كل من الزميلين انور عبدالله وعبدالقادر محمد امين وايضا كان بدعم وتأييد الاخ الشهيد الخالد فرانسوا حريري الذي اكد لنا عن دعم مكتب الرئيس البارزاني لجهودنا، ولذا وفي اجتماع الهيئة القيادية لشباب العراق حيث كنا نحن الثلاثة ممثلي شبيبة كوردستان وعند عدم وصولنا الى حل هددتهم بالانسحاب من الشبيبة العراقية وايقاف كل تعاون معهم، رئيس الاتحاد كريم الملا طلب مني التريث خاصة وقد كانت لي سابقة اخرى معهم عندما اعلنت انسحاب اتحاد طلبة كوردستان من المؤتمر العام للطلبة وخرجنا من قاعة المؤتمر لعدة اسباب من بينها كما اذكر عدم اعتبار كركوك جزء من كوردستان.
خرج رئيس الاتحاد العراقي ليتصل بالقيادة الحزبية في الوقت الذي كنا نتوقع استدعاء الامن للقبض علينا، وعندما عاد اخبرنا بانهم وافقوا على مشاركة شبيبة كوردستان ب( 65 ) عضوا من اصل (300)  وكان انتصارا جيدا حقا لارادة شبيبة كوردستان.
القصة طويلة ولا اريد ان انهك القاريء الكريم بتفاصيل اكثر ولكن لابد من الاشارة الى ان وفد اتحاد الشبيبة الديموقراطي الكوردستاني اكتسح صفحات الاعلام الالمانية الشرقية والغربية كما اكتسح اغلب جوائز المهرجان الدولي الفنية والموسيقية والفعاليات الاخرى، وكان الوفد برئاسة المرحوم عبدالوهاب الاتروشي وللتأريخ ساعدنا الاخ الاستاذ نبيل عباوي كثيرا وتم اختياري من ضمن الوفد العراقي عضوا في اللجنة الدولية.
ايضا اخترت واحدا من اروع وابدع الموسيقيين الشعبيين وهو الاخ المرحوم ( جانو البامرني) وشرفنا الاخ (انور قرداغي) الفنان والموسيقي المبدع بالقبول بان يكون العازف على ( الطبل) الكوردي الى جانب الاخ جانو وقد شبهتهما الصحافة يومذاك بانهما كالساحر الذي انقذ مملكة من الجرذان ولكن الملك لم يفِ بوعده فعاد الموسيقي وصدح بالحانه آخذاً هذه المرة كل شباب المملكة معه اذ بمجرد ظهور الاخ جانو والاخ انور في ساحة الكسندربلاتز كان مئات الالوف، حقا، يتسابقون اليها ويحومون حولهم في دوائر للدبكة الكوردية.
اخيرا اذكر ان المكتب السياسي الموقر حاسبني على انفرادي باختيار المشاركين ولكن الاخ الرئيس مسعود بارزاني والاخ القائد الشهيد ادريس بارزاني والاخ الشهيد فرانسوا حريري دافعوا عني بقوة واعتبروه انجازا كبيراً للشبيبة الكوردستانية ولتعريف العالم الخارجي بالشعب الكوردي ووطنه كوردستان.
تحية تقدير واجلال لكل الذين ساهموا وصنعوا مجد اليوم رغم كل الاختلافات والنواقص. والف تحية لشبيبة كوردستان اليوم وهي تحتفل بذكرى تاسيس اتحادها المجيد وتمضي قدما لتحقيق اماني وامال شعبنا في الحرية والعدالة والاستقلال
sbamarni14@outlook.com