Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

بارزاني: للأسف. الإخوة العرب لم يقبلوا بالشراكة الحقيقية مع الكورد... وضع العرب السنة صعب جداً ومشكلتهم غياب المرجعية الدينية والسياسية

دافوس ـ KDP.infoـ اجرت الشرق الأوسط مقابلة مع الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان على هامش المنتدى الإقتصادي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا. وقد اجاب الرئيس بارزاني على الأسئلة التي وجهها اليه الكاتب والصحفي العربي المعروف غسان شربل، بصراحة وتحدث خلالها عن الأوضاع الحالية في العراق والمنطقة وما ستؤول اليه مستقبلاً.

نص المقابلة
فخامة الرئيس، ما آخر تطورات معركة الموصل؟
ـ آخر التطورات تحرير الجزء الأيسر وهذا يعني تحرير نصف مدينة الموصل، انه نصر كبير وضربة قاصمة لظهر داعش.
متى تتوقع تحرير ما تبقى من الموصل، خلال اشهر ام اكثر؟
ـ كل الإحتمالات واردة في هذه الحرب. في بعض المناطق كنا نتوقع ان تكون مقاومة داعش عنيفة جداً، وعند وقوع المعارك لم تكن كذلك، وفي مناطق أخرى كنا نتوقع مقاومة ضعيفة ووجدنا انها كانت عنيفة جداً. بالتأكيد الموصل تعتبر اهم موقع بالنسبة لـداعش وهي عاصمتهم، وسيستميتون في الدفاع عنها، لذلك من الصعب جداً تخمين الوقت.
هل نستطيع ان نعرف حجم  خسائر الپێشمه‌رگة في المعركة ضد داعش؟
ـ نعم. الخسائر مع الأسف الشديد كانت فادحة كمّاً ونوعاً. الشهداء عددهم 1668 من العام 2014، والجرحى 9725. وخسائر داعش في المعارك ضد الإقليم حسب كل التقارير والمعلومات المتوفرة من اجهرة المخابرات التابعة لنا وللتحالف، تتجاوز الـ 15 الف قتيل.

هل حصلتم خلال هذه الحرب على المساعدة التي كنتم تتمنون الحصول عليها؟
ـ فيما يخص الإسناد الجوي نعم، كان الإسناد قوياً جداً، لكن تسليح الپێشمه‌رگة لم تكن بالشكل المطلوب.

هل يمكن القول ان الغارات الأمريكية تساهم في اختصار الحرب ولولاها لطالت الحرب اكثر؟
ـ دون شك. سواء فيما يخص الپێشمه‌رگة او الجيش العراقي الجيش الأمريكي والتحالف بصورة عامة كان لهما دور كبير.
هل كانت الضربات الجوية دقيقة ومؤثرة؟
ـ دقيقة جداً، ومؤثرة جداً. في جبهتنا اقولها بكل ثقة وفخر ان التنسيق بين الپێشمه‌رگة والجيش الأمريكي والتحالف كان ممتازاً، والى اليوم لم يضرب اي هدف مدني ولم يقتل اي مدني نتيجة العمليات، وهذا غير مسبوق في تاريخ الحروب.
لديكم جهاز استخبارات ناشط، هل لديكم معلومات عن وجود ابوبكر البغدادي؟
ـ فعلاً لدينا جهاز استخبارات قوي جداً، وقام بدور مهم في هذه الحرب. لكن في الحقيقة لم يتم التأكد من مكان البغدادي ولانعرف عنه شيئاً.
هل كان يتحرك؟
ـ نعم. في السابق، كان في الموصل، لكن في اي حي او منطقة أيضاً لم يكن معروفاً. كان يتحرك في الموصل الى تلعفر وبين سوريا والعراق، في الأشهر الأخيرة كان متحفظاً جداً في تنقلاته ولانعرف شيئاً عنه.
هل لدى داعش براعة عسكرية وامنية.
ـ في الحقيقة لا استطيع ان اقوال براعة عسكرية استثنائية، لكن لديهم بفعل عملية غسل الأدمغة إرادة قوية واستعداد للموت، وهذا مالاحناه، لا البراعة العسكرية.
كم يبلغ عدد عناصر داعش الأسرى لدى الپێشمه‌رگة، وما جنسياتهم؟
ـ الأسرى من جنسيات مختلفة. ولا استطيع الإشارة الى العدد.
هل هناك احد يراجع بشأنهم؟
ـ حتى الآن لم يراجعنا احد.
ما هي نسب المشاركة غير العراقية في التنظيم؟

ـ العدد الأكبر من المقاتلين الأجانب من الشيشان، ثم يأتي المتكلمون باللغة التركية من اوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان وتركيا واذربيجان، وصولاً الى احدى المناطق في الصين، اما المشاركة العربية الأكبر فتأتي من التونسيين.

معركة بعشيقة

خضتم معركة عنيفة لتحرير مدينة بعشيقة من داعش فما طبيعة هذه المعركة؟

ـ بعشيقة تقع على بعد 15 كيلومتراً شمال الموصل. وهذه مدينة مهمة لأنها تتشكل من قوميات واديان ومذاهب مختلفة، بين كورد وعرب ومسيحيين وايزديين، داعش تحصن في هذه المدينة بشكل عجيب. عندما بدأت معركة  تحرير الموصل، ترك مقاتلو الپێشمه‌رگة داعش ورائهم وحاصروا المدينة لمدة اسبوعين ومن ثم بدأوا عملية الإقتحام، كان هناك 113 مقاتلاً من داعش لم يستسلم واحد منهم. قتل 110 مسلحين ووقع ثلاثة في الأسر لأنهم أصيبوا إصابات بالغة. تصور اي تعبئة هذه واي عملية لغسيل الأدمغة.
بعشيقة رمز للتعايش القومي والديني والمذهبي، زرتها بعد التحرير مباشرة وحدث تجمع جماهيري رائع جداً. استقبلني ممثلو المسلمين والمسيحيين والأيزديين، ومن المذاهب والطوائف الأخرى، وقدموا لي باقة ورد اعتبرها ثمينة جداً لأنها ترمز الى حقيقة مبدأ التعايش. هي مدينة غنية بالزيتون واهميتها برمزيتها اكثر من الناحية الإقتصادية.
هل صحيح ان داعش اقام مخازن وتحصينات داخل المساجد والكنائس؟

ـ نعم هذا صحيح لأن التحالف اعطى تعليمات صريحة لقواته بعدم ضرب المساجد والكنائس والمستشفيات، فاستغل داعش هذه النقطة وأقام مقراته فيها.
هل اضطر التحالف الى ضربها في النهاية؟
ـ حسب علمي لم يضرب التحالف اي موقع من هذه المواقع إلاّ نادراً.
قلت ان غارات التحالف على الجبهة بين داعش والپێشمه‌رگة اتسمت بالدقة؟
ـ اتسمت بدقة متناهية وغير مسبوقة في الحروب وبحسب علمي لم يقتل اي مدني في الإسناد الذي قدموه للپێشمه‌رگة. كان اداؤهم دقيقاً ورائعاً جداً ونموذجاً يحتذى به.

الى اي عراق ستعود الموصل بعد استعادتها؟
ـ الموصل مدينة تختلف عن بقية المدن العراقية سواء مركز المدينة او كمحافظة. الموصل ايضاً مدينة تعددية، داخل الموصل قبل داعش كان هناك 300 الف كوردي يعيشون فيها، الآن نزح أغلبهم، كان هناك مسيحيون وتركمان و كورد شيعة، واعتقد ان هناك أيضاً عرباً شيعة، لهذا اعتقد ان وضع الموصل يحتاج الى صيغة استثنائية. وكان من المفترض عندما كنا نخطط مع بغداد والأمريكيين ان نضع خطة كاملة لما بعد تحرير الموصل، لكن كان هناك استعجال لتنفيذ العملية العسكرية، واتفقنا على تشكيل لجنة عليا لاحتواء المشاكل إذا طرأت بعد التحرير. الموصل طبعاً فيها مناطق تتبع للإقليم، مثل شنكال ذات الأغلبية الكوردية ومثلها الشيخان، حتى قضاء عقرة، كلها استقطعت منذ زمن البعث، ومن غير المعقول ان نقبل بأن تبقى، لأنه كيف يقال إن كل قرارات مجلس قيادة الثورة والبعث تعتبر ملغاة وتبقى هذه القرارات! ومع ذلك نبقى مع قرار الإستفتاء.

كم سنة امضيت من حياتك في الحرب؟

ـ ثلاثة ارباع عمري قضيته في الجبال والنضال والحرب. كان عمري 16 سنة عندما حملت البندقية لأول مرة والى اليوم.

من كان الأقسى في حياتك صدام حسين ام ابوبكر الغدادي؟
ـ الطغاة والقساة كثيرون، وكل واحد يمثل مرحلة.

هل هناك حقد خاص من داعش على الكورد؟
ـ هذا حقد على الإنسانية، الكورد مسلمون سنة في غالبيتهم ومنفتحون ويؤمنون بالتعايش، وما نؤمن به يناقض ما تدعيه داعش، هم ارادوا بسط سلطتهم على كل المنطقة، والكورد اوقفوهم وصدوهم وهذا ما جعلهم يحقدون على الكورد.

لديكم اسرى، هل عرفتم مثلاً ما اذا كانوا يخططون للتحصن في إقليم كوردستان؟
ـ طبعاً كان هدفهم اخذ اربيل وبقية مدن كوردستان، هدفهم ليس اربيل فحسب، خرائطهم توضح ان هدفهم السيطرة من الهند الى اسبانيا، ولو سيطروا على إقليم كوردستان لا اعلم من سيستطيع إخراجهم من تلك المناطق والجبال، يعتبرون الكورد العقبة الرئيسية التي وقفت امام تمددهم وتسلطهم.

فشلنا في إقامة شراكة حقيقية
كيف تصف علاقة الإقليم مع بغداد؟
ـ في عملية تحرير الموصل كان هناك تنسيق جيد بين الپێشمه‌رگة والجيش العراقي، ومن الممكن ان نؤسس على هذا التطور الإيجابي مستقبلاً. لكن في المجالات الأخرى في الحقيقة ليس هناك تقدم في علاقات الإقليم مع بغداد. وفي زيارتي الأخيرة لبغداد خلال شهر سبتمبر ايلول الماضي قلت لهم بصراحة للأسف فشلنا في إقامة شراكة حقيقية بيننا، لذلك ينبغي ان نبحث عن صيغة أخرى. لنكن جيراناً طيبين وجيدين.

قلت ذلك لرئيس الوزراء حيدر العبادي؟
ـ قلتها للعبادي ولقادة التحالف الوطني.
ماذا كان ردهم؟
ـ كانوا متفهمين.
لماذا لم تحوّل بغداد حتى الآن ميزانية الإقليم؟
ـ هذا كلام صحيح. وفعلاً يوجه هذا السؤال الى بغداد، هم يدعون اننا نصدر النفط بدونهم، واستقطعت ميزانية الإقليم لأن النفط صُدِّر، لكن الإقليم صدر النفط بعدما قطعوا هم الميزانية.
الم يعدك العبادي بعودة الميزانية؟
ـ هناك وعود كثيرة لم تنفذ. هناك عقبات ومشاكل.
هل هناك من يمنع حيدر العبادي ان يحكم؟
ـ في تصوري هناك عقبات وضغوط وتآمر على العبادي لكي يفشل. حتى في عملية تحرير الموصل. الذين سلموا الموصل لداعش وانهاروا، حاولوا بشتى الوسائل ان تفشل عملية تحرير الموصل.
اليس هناك دور لـ الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل؟
ـ في المدينة، لا. لكن غرب الموصل نعم، تلعفر هم الذين حرروها.
نسمع احياناً تصريحات لقادة الحشد الشعبي ضد الإقليم. هل تخشى ان تكون المواجهة المقبلة بين الحشد الشعبي والپێشمه‌رگة؟
ـ احياناً نسمع بعض التصريحات غير المسؤولة. طبعاً في الحشد أيضاً اناس يشعرون بالمسؤولية. نحن نريد ان نطوي صفحة الحروب وان نتفرغ للتنمية وتحسين ظروف معيشة الناس. لا شك ان التصريحات المتوترة هي مبعث قلق بالنسبة لنا. وبالتأكيد اي احد سيعتدي على الإقليم سوف يلقى الرد الحاسم، ونأمل ألاّ تصل الأمور الى هذه المرحلة. هناك فعلاً عناصر منفلتة وغير مسؤولة في الحشد، وهناك أيضاً من يشعر بالمسؤولية.
هل تنسقون مع ايران في المعارك الحالية؟
ـ بالنسبة للإقليم اقتصر تنسيقنا على التحالف الدولي، لكن الحشد ينسق مع ايران.
كيف تصف علاقتكم مع تركيا اليوم، وهل تشكل عبئاً على علاقتكم مع ايران؟
ـ علاقة ممتازة، علاقتنا مع تركيا ليست على حساب علاقتنا مع ايران.

ايران صاحبة النفوذ الأكبر

يقال ان ايران هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في بغداد. هل يصدق هذا الوصف على اربيل؟
ـ وحتى على بغداد لا اعتقد انها صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة، لكنها صاحبة النفوذ الأكبر في بغداد.

هل تستطيع اربيل مثلاً ان تتفاهم مع بغداد من دون ان تتفاهم مع طهران؟
ـ لإيران النفوذ الأكبر في بغداد، وأي تفاهم بين اربيل وبغداد لا اعتقد ان يتم من دون مباركة ايرانية.

قيل ان البعثيين سهلوا دخول داعش الى الموصل. هل لديهم دور الآن؟
ـ تقلص دورهم كثيراً، عندما دخل داعش الموصل كان عدد عناصره لايزيد على الـ 500 مسلح. البعثيون وآخرون ساعدوا داعش ثم انقلب عليهم وصفى معظمهم.
هل لدى اجهزتكم علم بمكان وجود عزت الدوري نائب صدام حسين؟
ـ لاتوجد اي معلومات عن عزت الدوري او مكان وجوده، لكن حسب المعلومات السابقة فإنه خارج العراق.
اين خارج العراق؟
ـ في فترة كان في اليمن، لكن بعد احداث اليمن لا اتصور انه يستطيع ان يبقى هناك.

الم يحاول الإتصال بكم؟
ـ ابداً
يتردد احياناً ان لديكم علاقات سرية مع بعض البعثيين السابقين؟
ـ لاتوجد علاقات سرية، لو كانت هناك علاقات فستكون علاقات علنية. إقليم كوردستان مفتوح لجميع المواطنين العراقيين ما لم تكن عليهم قضايا قانونية. لقد فتحنا صفحة جديدة مع الكل.

السنة العرب والإقليم

كيف تنظرون الى وضع السنة العرب في العراق اليوم؟
ـ السنة العرب ليسوا في افضل حالاتهم، المشكلة الرئيسية مع الأسف الشديد انهم يفتقرون الى المرجعية الدينية والسياسية. وهي مشكلتهم الكبرى. مشتتون وغير متفقين.

هل صحيح ان التوازن التاريخي بين الشيعة والسنة في العراق انكسر، خصوصاً بعد الذي حصل في الأنبار؟
ـ دون شك. ميزان القوى ليس في صالح السنة.
قيل ان وفداً من زعماء السنة زارك غداة سقوط صدام حسين ونصحتهم بالسعي الى الحصول على إقليم..
ـ نعم صحيح. وساعدناهم على عقد مؤتمرات في اربيل. وحتى اكون صريحاً اكثر، انا تحدثت مع زعمائهم وممثليهم، وشرحت لهم ان العراق تغير، وأن الإقليم تغير، وان العالم تغير. فغيروا عقليتكم، وإذا كنتم تتصورون ان الشيعة او الكورد سيظلمونكم او يغدرون بكم فأنا اتعهد لكم بالوقوف الى جانبكم. لكن إذا كنتم تتصورون ان إعادة الماضي ممكنة فأنتم واهمون. إقبلوا بالفدرالية. مع الأسف الشديد لم يلتفتوا الى اهمية الموضوع، وكانوا تحت تأثير الثقافة القديمة السابقة، ثقافة الحزب الواحد، كان قسم منهم( السنة) يدرك ما يحصل لكنه خاف المزايدات.
هل كان الشيعة يومها على استعداد للقبول بمسألة الإقليم السني، وهل تحدثت مع احدهم عن ذلك؟
ـ كان لدى الشيعة استعداد للقبول بالإقليم، طبعاً تحدثت معهم، لكن السنة لم يقبلوا بالفكرة. والآن تغيرت المعادلة" السنة يقبلون والشيعة يرفضون، وضع السنة العرب صعب جداً اليوم، مناطقهم مدمرة وأعداد النازحين هائلة وليس لديهم مرجعية.
كيف تقيم النفوذ الأمريكي في العراق. هل هو ضعيف؟
ـ لا ارى نفوذاً امريكياً في العراق، هذا على الأقل في الظاهر، لكن لا ادري إن كان هناك شيء من وراء الستار.

في عهد ترمب

هل تتوقع تغييراً في التعامل مع الملف العراقي في عهد الرئيس دونالد ترمب؟
ـ الكل يتوقع ان تتغير السياسة الأمريكية كاملة وليس فيما يتعلق بالعراق وحسب.

هل تعتقد ان ترامب سيكون  اكثر تأييداً للكورد؟
ـ هذا المتوقع.
هل لديكم علاقة بأركان الإدارة الأمريكية الجديدة؟
ـ نعم هناك علاقة جيدة مع الإدارة الجديدة ونعرفهم جيداً، وهناك قسم منهم عمل في المنطقة او زار كوردستان، ولديهم معرفة جيدة بأوضاعنا.
هل تقصد الفريق الدفاعي والأمني؟
ـ الدفاعي والأمني، ووزير الخارجية أيضاً التقيت به عدة مرات واعرفه جيداًعندما كان رئيساً لشركة ايكسون موبيل.
في تقديرك هل تعتقد ان ترمب سيكون مختلفاً عن اوباما بالنسبة لإيران؟
ـ هذا هو المتوقع وهذا الذي يُقرأ من تصريحاته ومواقفه، بأنه سيكون اكثر تشدداً مع ايران.

على ماذا بنيت هذه الحسابات؟
ـ على تصريحاته ومواقفه، وتصريحات فريقه سواء الدفاع او الأمن القومي، وعلى معرفتي بالفريق الجديد.
هل هناك عودة لعراق موحد؟
ـ صعب. صعب جداً
هل سقط التعايش الكوردي العربي في العراق؟
ـ إذا لم يسقط تماماً فهو وصل لمرحلة كبيرة من التردي للأسف. الإخوة العرب لم يقبلوا بالشراكة الحقيقية مع الكورد.
هل تحب بغداد؟
ـ موضوع مدينة بغداد يختلف عن الساسة الذين يحكمون بغداد، انا عشت في بغداد ودرست فيها، وكمدينة احبها، لكن مهمتي واضحة، وانا هدفي ان احقق شيئاً للشعب الكوردي. في سنة 2005 بقيت في بغداد 53 يوماً وساهمنا بجدية في صياغة الدستور، وتعرضت وتعرض مقري 36 مرة للقصف. عملنا كل شيء من اجل الحفاظ على وحدة العراق، لكن بعض السياسيين الذين يحكمون باسم العراق نسفوا كل الجسور والتاريخ والعلاقة ولم يأخذوا بحسن النية، والنية الصادقة والإندفاع الذي ابديناه لإقامة شراكة حقيقية، عليهم الاّ يلوموني الآن وان يلوموا انفسهم.

إذا استيقظت ورأيت نوري المالكي مجدداً رئيساً للحكومة في بغداد، ماذا ستفعل؟
ـ انا لا اريد شخصنة الأمور، لكنني اتمنى عدم حدوث ذلك من اجل مصلحة كل العراقيين.
سأكرر سؤالي: ماذا ستفعل إذا عاد المالكي ؟
ـ سأعلن إستقلال كوردستان في اللحظة التي يتولى فيها المالكي رئاسة الوزراء وليكن ما يكون. ومن دون الرجوع الى احد. لا نريد استكمال تدمير العراق. في عهده تم إغتيال الآلاف من ابناء العراق ومن مختلف القطاعات ولدينا الأسماء. انا لا اقول انه ذهب بنفسه وفعلها، لكن هذا حدث تحت حكمه، ومن دون شك كان راضياً. لقد تبنى للأسف نهجاً طائفياً تسلطياً وضرب الشيعة والسنة والكورد، وتصور انه الحاكم الأوحد للعراق. لايمكن ان اقبل بالبقاء في عراق يحكمه المالكي، مع الأسف الشديد لم اكن اتوقع ان يصل المالكي الى هذه الدرجة من الحقد والعداء للكورد.
لهذه الدرجة كان المالكي صعباً عليك؟
ـ خان ثقة الأخوة والتعاون.
هل كان المالكي يريد ان يكون مثل صدام حسين ولو من موقع آخر؟
ـ لو كانت لديه القوة التي كان يمتلكها صدام لتجاوزه بمراحل.
ماذا بعد تحرير الموصل؟ هل ستفاوض على وضع الإقليم وتفتح موضوع الميزانية مجدداً؟
ـ سنفاوض على كيفية ان نصبح جيراناً طيبين وجيدين.
هل لديك مشروع جاهز؟
ـ نعم.
ماذا تعني بجيران طيبين... هل ستبقى جزءاً من العراق؟
ـ سنرى كيف ستؤول الأمور، لكن بهذه الصيغة القديمة الأمور غير موفقة. وكل هدفي يتمثل في تجنيب العراق وكوردستان جولات دموية جديدة.
هل تقصد انكم ستشتبكون إذا لم تتحولوا جيراناً طيبين؟
ـ اخشى ذلك. واتمنى الاّ يحصل ذلك في المستقبل.
ماهو وضع الرئاسة في الإقليم؟
ـ الرئاسة لدورتين وكل دورة اربع سنوات وحصل تمديد لمدة سنتين. دخلنا في الحرب مع داعش، طلبت من البرلمان والأحزاب داخل الحكومة والبرلمان وخارجهما، بأنه طالما اننا في حالة حرب اتخذوا قراراً. إما إدامة الوضع او أعلنوا الإنتخابات أو عينوا شخصاً يتولى الرئاسة، لأنني غير متمسك بكورسي ولا احتاج ذلك الشيء. بعض الأطراف نفذوا عملية شبه إنقلابية في البرلمان، وتجاوزوا مبدأ التوافق. لذلك اضطررنا للتصدي لهم، وتم الإقرار على ان نستمر في رئاسة الإقليم الى ان ينتخب رئيس جديد.
هل تستطيع ان لاتكون الرئيس؟
ـ نعم استطيع. لأنني سواء كنت رئيساً ام لا، فمركزي ووضعي لا يتغير، واستطيع خدمة بلدي من دون ان اكون الرئيس.
هل عملية إزاحة هوشيار زيباري وزير المال السابق كانت موجهة ضدك؟
ـ ليست ضدي، لكنها كانت موجهة ضد العبادي. وضد عملية الموصل. ولهذا قلت ان هناك تآمراً. تصوروا ان ردة فعلي ستكون قوية وسأقطع العلاقة مع العبادي وبغداد، لكن بالعكس، ذهبت الى بغداد وقررت دعم العبادي، لأن هدفهم كان إفشال عملية الموصل.
لإسقاط العبادي والمجيء بشخص آخر؟
ـ نعم كان هدفهم المجيء بالمالكي، وهم جماعة المالكي وبعض الكورد الذين غرر بهم وانخدعوا.
ما علاقتك اليوم مع الإتحاد الوطني الكوردستاني؟
ـ الإتحاد الوطني الكوردستاني يعاني للأسف من انقسام تسبب في نشوء مركزين او ثلاثة. لقد نصحتهم بالتوحد، وانا افضل التعاون معهم، على الرغم من كل الملاحظات الموجودة، وسنشجعهم على توحيد صفوفهم وبعد ذلك سنقوم بحل المشاكل سوية.
هناك احاديث بأن مرحلة البناء والإزدهار السابقة في كوردستان سهلت دخول الفساد فما تعليقكم على ذلك؟
ـ لا انكر ذلك. لكن اعتقد ان هناك مبالغة. ولدينا تصميم على مكافحة الفساد. وهناك خطوات عملية للحد من الفساد والإحتكار واستغلال النفوذ.
هل تعتقد ان سوريا سترجع كما كانت؟
ـ مستحيل.
ممكن ان تكون فدرالية مثلاً؟
ـ اعتقد ان شرق وغرب الفرات سينقسمان. سيكون لهاتين المنطقتين وضع خاص بكل منهما. وفي سوريا هناك صفقة بين امريكا وروسيا. لكن من الذي تضرر من هذه الصفقة؟ من باع؟ من اشترى؟ لا ادري.
هل تعتقد ان التدخل الروسي هو الذي غير المعادلة في سوريا؟
ـ بالتأكيد. الروس عرفوا كيف يتصرفون وماذا يريدون.
هل انقذوا النظام؟
ـ دون شك.
الآن اصبح الروس على حدود إقليم كوردستان بوجودهم في سوريا؟
ـ هم في غرب الفرات، ولم يصلوا بعد. لكن علاقتنا جيدة مع روسيا، وهي اول دولة كبرى فتحت قنصليتها في اربيل.
هل يمكن ان تزور سوريا لتقابل الرئيس بشار الأسد؟
ـ في الوقت الحاضر صعب. لكن في المستقبل ليس هناك مستحيل.
هل تتوقع بقاء الأسد
ـ هذا ما توحي به تطورات الموقف هناك.