Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الرئيس بارزاني يعلن عن موقفه الشخصي حول التطورات الأخيرة بين تركيا و العمال الكوردستاني

بسم الله الرحمن الرحيم

جماهير كوردستان الاعزاء

رأيت أنه من الضرورة الاعلان عن موقفي الشخصي حيال الاحداث والتطورات الاخيرة بين حكومة تركيا و حزب العمال الكوردستاني، لان ظهرت تفسيرات مزاجية و احكام مسبقة بعيدة عن المعلومات حول موقفي من تلك المسألة.

الكورد قومية مقسمة رغماً عن ارادتها. وفرض هذا التقسيم واقعاً مريراً علينا. وقُدمت العديد من التضحيات في سبيل تغيير هذا الواقع، لكن بقس الواقع من حيث الجغرافيا و الحدود الدولية على حاله، ولكننا حافظنا على هويتنا القومية بالدم والتضحيات. لقرنٍ حاربنا نحن الكورد ضد الظلم والاحتلال، لم نستطع نحن تغيير الواقع ولم تستطع الاطراف المقابلة القضاء علينا. لذلك توصلت الى تلك القناعة أنه لانتيجة للحرب و يجب الاستفادة من كافة فرص السلام والسير تجاه السلام والحوار.

بعد حرب الكويت، على الرغم من انه تخطينا عدة مراحل مريرة في جنوب كوردستان، لكن تم بناء كيان معترف به من الناحية الدولية و اصبح محل أمل كل كوردي في كل مكان. لقد عملنا، بشكل شخصي و حكومة اقليم كوردستان، مابوسعنا لمساعدة اخوتنا واخواتنا في عموم كوردستان و بعيداً عن كل المزايدات.

اذا نظرنا بواقعية الى وضع تركيا، نرى أنه قبل مجيء حزب العدالة والتنمية، كان اسم الكورد وكوردستان وكافة رموز الكورد ممنوعة. حاولنا كثيراً تكوين ارضية لعملية السلام في تركيا. بعد المحادثات و اللقاءات ظهر لنا ان حزب العدالة والتنمية و شخص السيد اردوغان لديه رؤية و سياسة جديدة مختلفة عن الاحزاب التركية السابقة تجاه الكورد. لذلك حاولنا مع حزب العمال الكوردستاني المشاركة في المحادثات و التعامل مع السيد اوجلان كطرف رئيسي  في محادثات السلام والانفتاح. وكان ذلك تطوراً كبيراً، لانه رأينا ان الحكومات التي سبقت حكومة العدالة و التنمية كانت تتعامل باستخفاف ودونية مع السيد اوجلان. أدى ذلك الى نتائج جيدة و أصبح سبباً لتوفير المجال للمحادثات المباشرة، سارت عملية السلام في المرحلة الاولى بشكل جيد، ولكن مع الأسف ظهرت عراقيل كثيرة بعد ذلك. لكن ومع ذلك، ظلت العملية موجودة، خاصة وان الدولة التركية، السيد اوجلان وحزب الشعوب الديمقراطية (HDP) اعلنوا التزامهم بالعملية و استمراريتها، لذلك كنا نتمنى ايضاً ان تتخطى العملية تلك العراقيل، وأبدينا استعدادنا لتقديم اي مساعدة بهذا الخصوص للطرفين. والآن أيضاً ندعوا الى ان تبدأ العملية من جديد و يتمتع الشعب الكوردي بحقوقه و يستقر الامن و الامان.

بالنسبة لموقف تركيا و حزب العمال الكوردستاني ايضاً، نحن لانرسم سياسة تركيا ولسنا مسؤولين عن سياسية حزب العمال الكوردستاني. كل مابوسعنا عمله هو فقط مساعدتهم على الحوار و التقارب. واقول ذلك للتاريخ، رأينا مواقف و اشارات و خطوات ايجايبة  بخصوص الحل السلمي من الحكومة التركية، لكن مع الأسف لم تستوعب بعض الاطراف ذلك، ولاحظنا انه اصابهم الغرور. أرسلت العديد من الرسائل الى حزب العمال الكوردستاني ليبقوا هادئين، لان السلام عملية صعبة و يحتاج نجاحها الى نفس طويل. قلت لهم انهلن تزول تركيا بقتل شرطيين، الآن هناك اكبر فرصة متاحة لاستمرار النضال السلمي عن طريق صناديق الاقتراع و الاقلام و الحوار و السياسة، لان ذلك النتاج الكبير يتحقق بتلك الطرق، ولن يتحقق عن طريق السلاح ابداً. حتى الان نرى ان يتفق حزب الشعوب الديمقراطية مع حزب العدالة والتنمية لتشكيل الحكومة الجديدة في تركيا، لان ذلك نصرٌ كبير للكورد وعموم تركيا والمنطقة.

كنا نرى منذ البداية ان عدم سحب قرار التخلي عن السلاح وانهاء الحرب المسلحة بشكل نهائي من السيد اوجلان و حزب الشعوب الديمقراطية، كان خطوة خاطئة جداً لقيادة حزب العمال الكوردستاني، لانهم يجعلون تركيا، كطرف للحوار، لاتتعامل مع السيد اوجلان، ويضعون حزب الشعوب الديمقراطية تحت ضغط سياسي و برلماني هائل، بعد نصره الكبير.

الآن هناك حرب كبيرة في المنطقة، يجب ان يلعب تحالف المنطقة دوراً هاماً في تلك الحرب مع التحالف الدولي، ونحن بغنى عن حرب و مشاكل جانية. يجب على كل طرف في منطقتنا العمل سوية للقضاء على ظاهرة داعش و أسبابه وآثاره. نرى أن اتفاق تركيا وامريكا لضرب داعش خطوة هامة و سيكون له نتائج وتأثيرات كبيرة. وسيكون للمشاركة العسكرية لتركيا بالتحالف مع امريكا، نتائج كبيرة و حاسمة في الحرب، ويجب على كل منا قراءة تلك التطورات بدقة بالغة.

مستاء جداً من الوضع الجديد و صعود رائحة البارود من جديد، لا احبذ الحرب و لا أؤيد حتى ثانية من الحرب اطلاقاً. على الرغم من وجود ملاحظات عديدة لي حول سياسات حزب العمال الكوردستاني، خاصة تدخله في اوضاع اقليم كوردستان و اجزاء كوردستان الاخرى و احتكار ساحة غرب (كوردستان)، ولكن بالنسبة لي فإن القضية المشروعة للشعب الكوردي فوق كل شيء، ولاتحل المشاكل عن طريق الشعارات والتحريض و الحرب و العنف. افضل مساعدة لي للطرفين هي دعوتهم للعودة الى طاولة الحوار و الاستمرار في عملية السلام.  وإن لاستمرار القتال اضرار على سكان ومواطني المناطق الحدودية لاقليم كوردستان.

من حق الناس التساؤل: لماذا يصبح اقليم كوردستان ساحة للقتال و تعكير صفو حياتهم و راحتهم. في النهاية نؤكد على ان العودة الى عملية السلام والحوار، الطريق الوحيد لحل المشاكل ونحن سنعمل مابوسعنا للمساعدة في احياء عملية السلام.

مسعود بارزاني

رئيس اقليم كوردستان

26\7\2015