Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

احتمالات توجيه ضربات جوية أمريكية لتنظيم داعش في سوريا

 أربيل- خاص-  KDP.info-تبنى مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2170 بالإجماع، والقاضي باعتبار تنظيمي داعش وجبهة النصرة، منظمات إرهابية، وإدراج ستة أسماء من التنظيمين في قائمة العقوبات المتعلقة بهذه التنظيمات، والتضييق على التمويل الذاتي لهما، ومنع ومراقبة هجرة أنصار هذه التنظيمات إلى العراق وسوريا، وفق البند السابع، الذي يجيز استخدام القوة العسكرية، وبالفعل شنت الولايات المتحدة الأمريكية هجمات جوية على مواقع التنظيم في العراق، في حين ظل الجزء المتعلق بالقرار الأممي الخاص بسوريا قيد الإيقاف، وجرى استفزاز الإدارة الأمريكية جراء إذاعة فيديو يظهر ذبح الصحفي الامريكي جيمس فولي على يد متشددي الدولة الإسلامية في سوريا، رداً على ضرب أمريكا للتنظيم في العراق.

من جانبها، أعلنت الحكومة السورية موافقتها على التعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب، وبالمقابل خول الرئيس الأمريكي البنتاغون بالسماح لطائرات مراقبة بالتحليق فوق سوريا لمراقبة تحركات داعش، إلا أن البنتاغون أعلن أن بلاده لاتنوي التنسيق مع السلطات السورية لملاحقة تنظيم الدولة الاسلامية.

للوقوف عند احتمال تدخل أمريكا والغرب في سوريا- على غرار العراق- وضرب مواقع داعش هناك، ومن هي القوى العسكرية على الأرض، والتي قد تأخذ دور البيشمركة على الأرض في مناطق سيطرة داعش، أجرى موقع KDP.infoريبورتاجاً تُعرض فيه آراء السياسيين والمثقفين الكورد في غربي كوردستان، وهم:

 

مصطفى أوسو: لا يوجد في سوريا من يأخذ دور البيشمركة على الأرض لعدم وجود قيادة عسكرية موحدة للمعارضة

يرى مصطفى أوسو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، بأن تطورات مهمة حصلت، فيما يتعلق بتنظيم داعش  وخطره الإرهابي على المنطقة برمتها، لا وبل على الأمن والاستقرار الدوليين أيضاً، بعد تمدده في العراق وسيطرته على منطقة الموصل وتقدمه باتجاه العاصمة بغداد، قبل أن يغير من خط تقدمه باتجاه إقليم كوردستان وسيطرته على منطقة شنكال وزمار...، وارتكابه فظائع وأهوال بحق السكان المدنيين، وخاصة لأبناء شعبنا من الكورد الايزيديين، والتسبب في كارثة إنسانية قل مثيلها في تاريخ البشرية، قبل أن يتم الهجوم المعاكس عليها من قبل بيشمركة كوردستان الأبطال، بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بقصف مواقعها بالطيران وتقديم السلاح والعتاد لإقليم كوردستان.

وهذه التطورات الخطيرة، المتعلقة بإرهاب  داعش  وتمدده، وارتكابه جرائم فظيعة ومروعة بحق الإنسانية في العراق وسوريا، إضافة إلى قطع أعناق الرهائن والمحتجزين الأجانب لديها، كما حصل مؤخراً مع الصحافي الأمريكي جيمس فولي، قد تؤدي وهذا مرجح إلى حد كبير إلى تدخل أمريكا والغرب عموماً في سوريا وضرب مواقع هذا التنظيم الإرهابي فيها، خاصة مع وجود القرار رقم 2170  الصادر عن مجلس الدولي تحت الفصل السابع، الذي يجيز استخدام القوة العسكرية لتطبيق بنوده. ويبدو إن ما عرقل هذا التدخل العسكري الأمريكي/ الغربي ضد  داعش  في سوريا، هو عدم وجود قيادة عسكرية موحدة للمعارضة السورية، وتمزقها وتشتتها بين العشرات من الكيانات العسكرية، ولا اعتقد انه يوجد في سوريا والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، من يستطيع أن يأخذ دور البيشمركة هناك على الأرض، فالبيشمركة قوة عسكرية منظمة وموحدة وتتبع للقيادة السياسية والعسكرية والمؤسسات الموحدة في إقليم كوردستان، وهذا غير متوفر حالياً في سوريا، بالنسبة للفصائل العسكرية التي تقاتل على الأرض ضد النظام السوري وضد داعش في آن واحد، ولكن من الممكن التعاون في هذا المجال مع الجيش السوري الحر وبعض الفصائل العسكرية المعتدلة، التي تتبع للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومن الممكن إحراز النجاحات فيما إذا توفرت الإرادة والجدية لدى المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب في سوريا، سواء أكان إرهاب داعش أو إرهاب النظام المجرم الذي زرع الأرهاب والإجرام في المجتمع السوري.

 

وليد عبد القادر: الضربات الجوية المدروسة بقوة لانعدام مجاميع بشرية منظمة وذي مصداقية بما فيها الكوردية

أما الكاتب والناشط الساسي وليد عبد القادر، فيجد أن "ملامح المرحلة باتت تتوضح بصورة جلية بالترافق مع اللعبة القذرة التي حيكت وظن حائكيها بأنهم قد ابدعوا فيها، والسلسلة ما ابتدأت من الفرارات الجماعية او اطلاق سراح بعضهم المقوننة وأخذت كرة اللهيب فعلا تتدحرج في عبثية، وظن من المالكي وبشار ومن يديرهما بأن الطعم قد بلع عالميا في حين ان كل الوقائع والمؤشرات كانت تدل عكس ذلك، ومن هنا فقد ساهمت عوامل عديدة على جر الدب الروسي الى خانة التخبص عالميا، وهي على ابواب اولمبياد شتوية عالمي، زادت من سوءها الأزمة الأوكرانية وسمعتها التي اصبحت في الحضيض، ومن هنا كان لبدايات حملة العلاقات العامة انعكاس ظهرت بوادرها في اجتماعين متلاحقين: الأول موضوعة دخول المساعدات الإنسانية وان بدت قراراتها خجولة حيث استثنت اخضاعها للبند السابع وان فتحت الآفاق امام توجهات اخرى الحت عليها احداث الموصل، ومهزلة تسليم سلاح الفيالق لداعش كما ومجريات ماوراء الحدود من الطرف السوري.

لقد كان قرار الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن صريحا وواضحا في ربط  داعش بالإرهاب ومن هنا وحيث انها الغت الحدود السابقة واعلنت دولتها / العراق والشام / وتمارس القتل والتطهير العرقي والديني فقد باتت كل مواقعها اهداف مشروعة ومهاجمتها وتدميرها تدخل في نطاق الحق والشرعية الدوليتين فمن المتوقع جدا ان يتم استهدافها وبشكل اوسع، وان كانت بعض من الاستهدافات قد تمت عبر عمليات كوماندوز وما قرار الرئيس الأمريكي أمس بالسماح لطيران التجسس الأمريكية بالقيام بمهام فوق سوريا ومواقع داعش إلا توجها لهذه الغاية، وسرعة عقد وزير خارجية النظام السوري لمؤتمر صحفي يقدم فيها خدماته للبت في أمر هو صانعها ولموقف متناقض، وبصريح العبارة مع مواقف غالبة الدول باعتبار النظام السوري جزءا من الأزمة لا بل هو عامل الاستقطاب الأساس لكل هذه المجاميع الإرهابية، وبتصوري سبقت عملية الربط الممنهج في الرد العنيف على داعش وأخواتها نوع من الفرز داخل مسميات وقطاعات الجيش الحر ايضا، عندما انسلخت جبهة النصرة وبوضوح تام واعلنت هي وجموعات اسلامية اخرى مبايعتها لداعش وأميرها، وبالتالي الضغط المكثف حوالي دمشق في بلودان والقلمون وتنشيط محيط الزبداني كلها معطيات ومؤشرات بقناعتي هي استدلالات واضحة عن أمر قادم، وهذا القادم قد لا يتجاوز مطلقا الضربات الجوية المدروسة بقوة لانعدام مجاميع بشرية منظمة وذي مصداقية بما فيها الكوردية / ب ي د / والمتهمة بتعاملها مع السلطة حسب رأي غالبية تلك الدول.

 

شلال كَدو: دولة داعش عابرة للحدود ولا بد من أن تكون الحرب عليها عابراً للحدود أيضاً

فيما لم يستبعد شلال كَدو سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكوردي في سوريا ان تتدخل أمريكا ومن خلفها الدول الغربية في سوريا لضرب مواقع داعش على غرار ما يحصل في العراق، كون التنظيم في البلدين وكذلك حاضنتها السياسية والاجتماعية والمذهبية واحد موحد، ولا يمكن كبح جماح داعش والقضاء عليه إلا من خلال مهاجمة مواقعه في سوريا ايضاً. فالتنظيم قام بإزالة الحدود بين سوريا والعراق، اذ يمتد مناطق نفوذه من مدينة الرقة الى ديالى العراقية، وبالتالي فإن دولة داعش الإرهابية (الشام والعراق الاسلامية) عابرة للحدود، ولا بد من أن يكون الحرب عليها عابراً للحدود أيضاً. ومن الممكن ان تأخذ المعارضة السورية المعتدلة دور قوات البيشمركة الكوردية في معاقل التنظيم في سوريا. وفي هذا السياق فإن قيم المجتمع الدولي السياسية والاخلاقية لا تسمح له بالتعامل مع النظام الديكتاتوري في دمشق الذي كان ولا يزال السبب الرئيسي في وجود هذه التنظيمات المتشددة وعلى رأسها داعش والنصرة، ان لم نقل بأن النظام نفسه هو من ساهم في تقوية شوكة هذه التنظيمات، من خلال تسليمه محافظات كاملة لها، كما حدث عند تسليمه محافظة الرقة لداعش قبل أكثر من سنة، وغضه الطرف عما تركتبه هذه الجماعات من فظائع في مختلف أنحاء البلاد. ان هذه الظروف والمتغيرات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة بشكل متسارع من شأنها ان تفرض وقائع ومعطيات جديدة لا بد للمعارضة السورية ان تتأهب لها من خلال رص صفوفها وتعبئة طاقاتها السياسية وقدراتها الميدانية على الأرض، كما يفرض هذه الحالة على الكورد ايضاً الاستعداد للمرحلة المقبلة التي ستختلف بكل تأكيد عن سابقتها بعد صعود داعش وتمددها واستعداد الولايات المتحدة لضربها في سوريا.

 

إسماعيل حمي: أي ضربة امريكية لتنظيم داعش في سوريا ستصب في مصلحة النظام ودعم بقائه

ويرى إسماعيل حمي عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكوردي في سوريا أن أي ضربة امريكية واوربية تنفيذا لقرار مجلس الأمن الأخير لقواعد تنظيم داعش في سوريا ستصب مباشرة في مصلحة النظام ومصلحة دعم بقائه، وهذا هو التحدي الذي يواجهه الغرب ويعقد من إمكانية تنفيذ هذا القرار في المدى القصير، لأن الوضع في سوريا مختلف عن الوضع في العراق، ففي العراق لاتزال هناك حكومة متحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية ولو كانت في حالة الأزمة الآن، وهناك إقليم كوردي مستقر وآمن أثبت خلال السنوات الماضية بأنه نموذج جيد للتسامح والديمقراطية والاستقرار في المنطقة، وأنه شريك يراهن عليه في محاربة التطرف والإرهاب، أما في سوريا هناك نظام مارق لا يختلف كثيرا في إرهابه ووحشيته عن تنظيم داعش، وهناك كتائب اسلامية محسوبة على المعارضة ليست محل الثقة المجتمع الدولي ولم تقدم ما يثبت بأنها ستكون جزءا من الحل وعاملا مساعدا للاستقرار، الى جانب قوة مسلحة كوردية لا يستطيع المجتمع الدولي دعمها لارتباطها بحزب العمال الكوردستاني المدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية والأوربية، ولذلك فإن أي هجوم مجدي ومؤثر على تنظيم داعش الإرهابي، كما يجري في كوردستان والعراق اليوم، يجب أن يجري بالتزامن مع عملية البحث عن تسوية شاملة للأزمة السورية يكون من شأنها تعزيز موقع ودور التيارات السياسية والقوى المسلحة المعتدلة، ودون ذلك فإن أي ضربات جوية ضد قواعد داعش في سوريا ستأتي في سياق تخفيف مفاعيل ضغط الرأي العام على مراكز القرار في الدول المعنية.

ريبورتاج: عماد برهو