Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

ماذا بعد تحييد الخليفة ؟

سربست بامرني

في عملية نوعية خاصة، نفذتها القوات الامريكية المختصة وبمشاركة استخباراتية كوردستانية وعراقية، تم تحييد الارهابي الاول الخليفة المزعوم للدولة الاسلامية في العراق والشام، والتي كانت تسيطر يوما ما على مناطق شاسعة يسكنها قرابة الثمانية مليون انسان، جعلت حياتهم جحيما حقيقيا.

المؤكد، كما ذهبت اليه اجهزة الاعلام والعديد من المحللين، انها كانت ضربة موجعة للارهاب الدولي، وان هذه الضربة ستزيد من ضعفه وتشتته، خاصة وان الصراع بين الاجنحة المتعددة له وقيادات الصف الاول للفوز بكرسي الخلافة المزعومة، سيؤدي عاجلا ام اجلا الى المزيد من التشظي والانقسامات الاميبية وبالتالي ضعف التنظيم الذي قد يلجأ الى عمليات انتحارية لاثبات وجوده وتأثيره على الساحة وانتقاما لمقتل مؤسسه.

الحقيقة التي افرزتها التجارب السابقة مع الارهاب الدولي، هي ان مقتل الزعيم الاول او المؤسس يؤثر بشكل ما على قوة وقدرة المجاميع الارهابية ولكنه تأثير محدود الى حد كبير، اذ سرعان ما يتم اختيار قائد جديد وتعود هذه المجاميع الى نشر الموت والدمار اينما حلت، وهذا ما حصل بعد مقتل بن لادن والزرقاوي والعديد من قادة الصف الثاني، فالمشكلة الاساسية لا تكمن في وجود القائد فقط بقدر ما تكمن في البيئة الحاضنة والفكر الارهابي واصوله المدمرة وفشل الانظمة السياسية في المنطقة في بناء مجتمعات تملك الحد الادنى من الحقوق الانسانية الديموقراطية والحد الادنى من العيش الكريم والامن والسلام والاستقرار.

ان مقتل زعيم ارهابي لا يعني نهاية الارهاب وما لم يتم معالجة الاسباب الحقيقية لظهوره، فانه سيعيد انتاج نفسه باشكال اخرى، وعليه من المفروض ان تتخذ الاجهزة الامنية المبتلية بظاهرة الارهاب وبالتعاون الوثيق مع التحالف الدولي ضده لمنع حدوث اختراقات جديدة للامن والاستقرار.

الارهاب العالمي المتمثل بالعديد من المنظمات، لا يزال على قدر كبير من الفعالية، ومن المؤكد ان داعش سرعان ما تمتص الضربة الموجعة وتواصل فعالياتها الاجرامية، خاصة وانها منذ سقوط عاصمة الخلافة المزعومة، تعودت على نوع من اللامركزية واصبحت عصاباتها والخلايا النائمة، مسؤولة في مناطقها عن نشر الموت والدمار والقيام بالعمليات الانتحارية بالاعتماد على ما يسمى بالذئاب المنفردة، واغلب الظن ان القيادة الجديدة ستواصل نفس الاسلوب لعدم قدرتها على المواجهة المباشرة

ان خطورة الارهاب الدولي لا تزال قائمة وستبقى لفترة اخرى تهدد المجتمعات الانسانية، وما لم يتم التصدي للاسس الفكرية لها وتجفيف منابع ثرواتها وغلق السبل امام تجدد الحاضنات فانها ستواصل تهديد المجتمع البشري والحضارة الانسانية.

ان من بين اكثر المهام اهمية اليوم بقدر تعلق الامر بكوردستان والعراق والمنطقة اجمع هو الاستعداد الكامل، بالتعاون الوثيق مع التحالف الدولي ضد الارهاب، لمواجهة خطر الارهاب الذي لا يزال قائما واي تهاون في هذه المهمة ستكلف الجميع ثمنا باهضا.