Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

للتاريخ

زكري موسى

 منذ بداية الربيع العربي والأزمة السورية وحتى قدوم داعش وما يجري في غرب كوردستان، لم يسعَ احد بقدر الرئيس بارزاني من اجل الشعب الكوردي في سوريا ابتداءً من المساعي الدبلوماسية وحتى المساعدات المباشرة والدعم بالسلاح والمال ومحاولة رص صفوفهم وجمع شمل الأطراف الكوردية فيها.

1. خلال مؤتمري هولير ودهؤك اللتان عقدتا بين الأطراف الكوردستانية بإشراف الرئيس بارزاني، نصح الرئيس بارزاني الطرفين الكورديين المجلس الوطني الكوردي السوري وتڤدم بضرورة أن يكونا معاً في كل الظروف، سواء في القتال والدفاع أو التفاوض والإتفاق مع الأطراف الخارجية والسورية، واكد لهم بأن قوتهم في وحدتهم وعملهم سوية. لكن للأسف مع ان حزب الإتحاد الديمقراطي ( پ ي د ) كان قد وقّع على الإتفاق لكنه اهمله ولجأ الى ملاحقة واعتقال وترهيب الذين يؤيدون الأطراف الأخرى.

2. قدم الرئيس بارزاني خلال الحرب ضد داعش وفي احلك الظروف، السلاح والمال الى الـ (پ ي د)، كما حرك القوات في المناطق الحدودية وخاصة منطقة تلكۆچك ضد إرهابيي داعش لتخفيف الضغط عليهم.

3. في 21\10\2014 وفي منطقة ربيعة وخلال اتصال هاتفي طلب الرئيس بارزاني من وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بأن تقدم القوة الجوية للتحالف الدعم والإسناد الجوي  للكورد في غرب كوردستان، وتم ذلك، كما تمكن من اقناع تركيا بالقبول بإرسال قوات الپێشمەرگة عبر أراضيها الى كوباني لإنقاذها من السقوط بيد داعش فوافقت تركيا وتم إنقاذ كوباني وتحريرها.

4. كان الرئيس مسعود بارزاني العامل الرئيس للإستماع الى الأطراف الكوردية في المحافل الدبلوماسية الأمريكية والأوربية والروسية والدول العرببة والأخذ بآرائهم بما فيهم الـ پ ي د وإشراكهم في المؤتمرات والإجتماعات الدولية الخاصة بسوريا.

5. وفي هذه الظروف العصيبة والحالكة أيضاً يبذل الرئيس مسعود بارزاني كل جهده مع اوربا والولايات المتحدة وروسيا من اجل الحيلولة دون وقوع كارثة على الشعب الكوردي في سوريا من قبل الطرف التركي. وفي آخر مساعيه طلب الرئيس بارزاني من وزير الخارجية الروسي بأن يستخدم الرئيس بوتن نفوذه للحيلولة دون إصابة الكورد كوارث ومآسي أخرى.

6. في كل لقاءاته واجتماعاته ورسائله يوصى الرئيس بارزاني الأطراف الكوردية بما فيهم الـ پ ي د بوحدة الصف وعدم التفرق، وشرح وحلل لهم الظروف العصيبة، واكد لهم بأن لو انتصر النظام السوري الآن وفي هذه الظروف فسوف لن يحسب أي حساب للكورد وسوف يتعاملون معه معاملة  المنتصر مع المهزوم والخاسر. وحتى لو انتصرت المعارضة السورية فهم ايضاً وبسبب افكارهم الشوفينية لن يعترفوا بحقوق الكورد. وإن استمرت الظروف هكذا دون انتصار طرف على آخر فإن تركيا ستهاجم كوردستان سوريا، عليه لو كان الكورد متحدون فسوف لن يحدث اي من هذه السيناريوهات ومن الممكن ضمان حقوق الكورد في سوريا. ( كل ما سبق قيل للأطرف الكوردية السورية عام 2016).

7. لقد منحت الولايات المتحدة السلاح والعتاد الى الـ پ ي د واستخدمتهم في الحرب والقتال، وكانت نصيحة الرئيس بارزاني للـ پ ي د هو ان يتسلموا المساعدات ويقبلون بها لكن عليهم ان لايدخلوا حربا غير ذا نتيجة والتضحية بدماء الشباب الكورد دون إتفاق واضح وصريح مع الأمريكان على مستقبل الكورد، لكنهم للأسف لم يأخذوا بهذه النصائح، بل بدأوا بمعادات قوات الپێشمه‌رگة وإقليم كوردستان حتى.

إن الأوضاع في سوريا معقدة وتلعب بها اياد كثيرة، وما يجري الآن هو محاولة لخنق الكورد واحتلال ارضه وتغيير ديموغرافية منطقته ونتائجها ستكون كارثية. يعود قسم من تلك الظروف الى شوفينية ووحشية أعداء الكورد، اما الجزء الآخر فيعود الى الكورد انفسهم واخطائهم وخاصة بسبب تدخلات الـ PKK وإنفراده في غرب كوردستان وتقويضه لوحدة الصف الكوردي.

ومع كل ذلك فما زال هناك متسع من الوقت لتدارك الأمور، ففي هذه الأوضاع المأساوية المليئة بالمخاطر، وحدة صف الكورد واتحادهم هو اقوى سلاح يمكن ان يكون مبعث أمل.