Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

استراتيجية حكومة السيد مسرور بارزاني

سربست بامرني

لا تقدم بدون استقرار، ولا استقرار بدون انتعاش وتقدم اقتصادي، ولا انتعاش اقتصادي بدون توفير الامن والسلام الاجتماعي القائم على اسس راسخة من احترام حرية الانسان وكرامته وسيادة القانون والعدالة والمساواة وقيم التسامح وقبول الاخر المختلف ........الخ والتي بمجموعها ومدى الالتزام بها تشكل حدا فاصلا بين المجتمعات المتطورة والاخرى الغارقة في التخلف والفساد وانعدام الامن والاستقرار.

ما سبق هي الخطوط العريضة التي تلتزم بها حكومة السيد مسرور بارزاني كما ورد في كلمته امام مؤتمر استراتيجية اقليم كوردستان من اجل تحقيق نقلة نوعية نحو الافضل في حياة المواطنين وفي العلاقات بين كوردستان والمركز الاتحادي في بغداد انطلاقا من البرنامج الوطني المتفق عليه بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة والتي تستند الى قاعدة جماهيرية واسعة يتيح لها فرصة اصدار القوانين والقرارات اللازمة للتنفيذ رغم المصاعب والسلبيات وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة برمتها وتؤثر بهذا الشكل او ذاك على عموم الوضع العراقي وبخاصة الكوردستاني بسبب تراكمات تاريخية وواقع جيوسياسي اقليمي معقد، اقل ما يمكن القول عنه بأنه غير ودي اطلاقا، هذا اذا لم يكن عدائي!!

واضح ان لا اوهام لدى السيد مسرور بارزاني وحكومته عن طبيعة الوضع القائم ومتطلبات تغييره نحو الافضل ولذلك فقد شدد على تطبيع الاوضاع مع الحكومة الاتحادية وحل المشاكل العالقة ووضع اسس راسخة للاستقرار اولا بما فيها تنفيذ المادة 140 من الدستور وحل مشاكل الپێشمه‌رگة والطاقة والميزانية....الخ اذ لا تقدم بدون استقرار حقيقي ومن ثم تبرز اهمية الاولويات لهذه المسالة او تلك سواء كانت متعلقة بالقوانين والانظمة وتكريس احترام القانون والعدالة ومحاربة الفساد والمحسوبية والمنسوبية، او المتعلقة منها بتطوير القطاعات الاقتصادية والتحول التدريجي المنظم من الاقتصاد الريعي الى الاقصاد الانتاجي المتنوع والمتعدد المصادر.

لاشك في ان تنفيذ هذه الاستراتيجية تتطلب جهودا حثيثة مركزة وتعاون وثيق بين الحكومة والشارع الكوردستاني، فمن غير الممكن تحقيق نتائج ايجابية لصالح المواطنين بين ليلة وضحاها وبدون مشاركة حقيقية من قبل الجميع في تحمل اعباء المسؤولية وتطوير البنى التحتية اللازمة والتي برأيي المتواضع تبدأ باحترام القانون ووضع حد نهائي للفساد والمحسوبية والمنسوبية وهدر المال العام وضرورة الاستفادة من الكفاءات الوطنية الشابة بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب......الخ.

حقا انها مهمة صعبة ولكن اكرر الحكمة الصينية: ان مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة.

sbamarni14@outlook.com