Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

البارزاني وتحقيق ارادة شعب كوردستان

 سربست بامرني

موقف البعض ممن اعمى الله بصرهم وبصيرتهم يذكرني بموقف اخرين عند اندلاع ثورة ايلول الكوردستانية عام 1961 بقيادة الزعيم الوطني الكبير مصطفى البارزاني، اذ كانوا يصفونها ب (حركة انعزالية يائسة)، هذه الثورة التي حمتهم فيما بعد وحققت بيان اذار التاريخي والحكم الذاتي لكوردستان عام 1970 ووضعت الاسس اللازمة لكل التطورات الايجابية اللاحقة بما فيها تحقيق الفيدرالية في العراق وتشكيل اقليم كوردستان.

البعض هذا الذي يعتبر الاستفتاء ( مغامرة سياسية وخيمة العواقب) يحاولون عبثا تزوير التاريخ والواقع وموقف شعب كوردستان الرائع الذي لبى نداء الزعيم الوطني مسعود بارزاني ويقلبون الحقائق للوصول الى تحقيق احلامهم المريضة وبان يقدم الرئيس مسعود بارزاني الاعتذار عن واقعة الاستفتاء !!!

حقا ان لم تخجل فقل ما تشاء، فالذين عاشوا على السحت الحرام وقبلوا بما يرمى اليهم من فتات موائد الاستعمار الاستيطاني وخانوا شعبهم وقضيته العادلة لا يتوقع منهم اقل من هذا، فالمنطق والعدالة والشرائع السماوية والقيم الانسانية وصولا الى وقائع تأسيس الدولة العراقية والى الدستور الاتحادي الحالي تفترض قيام كل معارض للاستفتاء سواء بحسن نية او بسوءها بتقديم الاعتذار لشعب كوردستان على مواقفهم السلبية من الاستفتاء الشعبي العام.

المطلوب والمفروض ان يقدم الاعتذار كل الذين كانوا وراء المواقف العنصرية المتشنجة من الاستفتاء السلمي والحضاري، الذين دبروا بليل الهجوم العسكري العدواني على كوردستان او فرض الحصار الاقتصادي وتجويع الشعب الكوردي او غلق المطارات والمنافذ الحدودية ........الخ، بسبب همجية  وعدوانية ردها وموقفها اللاانساني العنصري المتخلف من العملية السلمية والقانونية للاستفتاء الشعبي، مع ان الرئيس بارزاني اكد ولمرات عديدة بان نتيجة الاستفتاء لا تعني تنفيذها مباشرة دون موافقة المكون العربي الشقيق وبالتنسيق معهم من اجل ضمان مستقبل افضل للجميع، كما اكد اكثر من مرة على ان الاستفتاء الذي كان مقررا اصلا عند تأسيس الدولة العراقية وحرم منها شعب كوردستان لاحقا هو بيان وتعريف للعالم اجمع بارادة شعب كوردستان وهو حق مكفول وفق كل القيم الديموقراطية والانسانية ومباديء الامم المتحدة وحقوق الانسان.

الاستفتاء الشعبي العام، السلمي والحضاري، في 25/9/2017 والذي خرج بنسبة 93% لصالح الحرية والاستقلال شكل نقلة نوعية في الكفاح الوطني الكوردستاني، وعلى كل الذين وقفوا مواقف سلبية، الاعتذار للامة الكوردستانية وليس العكس واذا كانت الابواق المأجورة ستظل تنعق بما تنزفه مخيلتهم المريضة فان المسيرة الكفاحية لشعب كوردستان تتقدم بثبات نحو الامام مسترشدة بالسراج المنير الذي اوقده الرئيس مسعود بارزاني من خلال الاستفتاء محققا ثاني اكبر انجاز وطني بعد اتفاقية الحادي عشر من اذار1970 .

من الواضح ان جوقة الناعقين الذين صدمتهم وحدة شعب كوردستان والنجاح الباهر الذي حققه الاستفتاء، من الذين يعتبرون الاستفتاء (مغامرة سياسية وخيمة العواقب) وكاتبهم الفاشل الذي رفضه الشارع الكوردستاني ولم يجد قائمة كوردستانية واحدة تقبل بترشيحه للانتخابات البرلمانية واضطر الى التوسل بقوائم اسياده حيث حصل على عدد من الاصوات لا تتجاوز اصابع اليدين، ستبقى تنطح برأسها جدار الارادة الكوردستانية الصلبة وستذهب غير مأسوف عليها الى مزبلة التأريخ .