Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الحادي عشر من ايلول هل كان ثورة ام يقضة كوردستانية

زيدو باعدرى

بلا شك ان عودة البارزاني الخالد مع رجاله الشجعان الى كوردستان من الاتحاد السوفيتي عام 1958 كانت نقطة تحول للشعب العراقي عامة والكوردستاني خاصة كون العراق كان قد تحرر من النظام الملكي المستورد وتغير الى نظام جمهوري عراقي في حين كان الوطن العربي حينها يمر بفترة من الانقلابات والفوضى السياسية والعسكرية، ومن هنا نقترن موضوعنا بان الحادي عشر من ايلول كانت يقضة كوردستانية شاملة والمشاركين بهذه اليقضة كانوا من جميع الطوائف والملل ففيها الكوردي والتركماني والكلداني والاشوري والسرياني والفيلي والشبكي والمسيحي والمسلم والايزيدي والكاكئي.

اما ابرز ما جعلها يقضة كوردستانية اكثر من ما هي ثورة، حين منع فيها القتل على اساس الهوية ان كان دينيا او قوميا واصبح هذا من المحرمات، وما تعيين المرحوم المحامي جورجيس فتح الله قاضيا للثورة الا انقلابا جذريا على الواقع المريض  الذي كانت تعيشه كوردستان وتم ايضا تشكيل مجلس قيادة الثورة متمثل بجميع المكونات والاطياف وكانت جريدة التاخي وخبات واذاعة صوت كوردستان مصادر لنشر ثقافة التحرر واصبح فيها اسم الپێشمه‌رگة مقدسا وكانت القيادات في الثورة ميدانية تقاتل مع الپێشمه‌رگة ، اما بالنسبة للعلاقات الخارجية فاستطاعت الثورة المباركة ان تبني علاقات جيدة مع الكثير من دول العالم الخارجي المتمدن وهذا كله ادى الى نمو الوعي الثقافي والسياسي لدى جماهير كوردستان حيث شجعت الثورة الجماهير على المطالبة بحقوقهم....

لقد كانت ثورة ايلول المباركة بحق يقضة كوردستانية تعمل على انتشال الشعب الكوردستاني من واقعه المرير حيث كانت العدالة منتشرة وعدد مقاتلي الثورة كان بازدياد يوما بعد يوم وبرغم محاولات سلطات بغداد تحويل الثورة الى حرب كوردية عربية لكن حكمة البارزاني الخالد وتجربته الرشيدة ادت الى افشال  تلك المحاولات، وكان حينها هم الناس كله الثورة والنضال وان كوردستان كانت واحة للحريات والعدالة ولم يبق شبر من ارض كوردستان الجنوبية الا وطالبت بها الثورة مثل مندلي وخانقين وكركوك والشيخان وشنكال وسهل نينوى، وبفضل ارادة الجماهير الفذة اجبرت نظام البعث على التفاوض في كوردستان على اعلى مستويات السلطة وتم اجبار السلطة في بغداد لتوقيع الاتفاقية التاريخية في 11 اذار 1970، وكانت هذه الاتفاقية نقطة تحول في تاريخ الكورد وكوردستان  واستمرت بعدها مفاوضات لاربع سنوات وخلال السنوات الاربعة استمرت المؤامرات في الدهاليز المظلمة ومحاولات اغتيال البارزاني الخالد لوأد الثورة، لكن المسيرة استمرت بامان.

لقوة الثورة والتفاف الجماهير حولها وتخوف النظام منها لجأ النظام البعثي الى الاتفاق مع ايران وعقد اتفاقية الجزائر الخيانية ومنح في هذه الاتفاقية نصف شط العرب ومناطق زين القوس وسيف سعد لايران مقابل وأد الثورة واصبحت تلك الاتفاقية عقدة المنطقة الى يومنا هذا، فمعركة الثمان سنوات مع الجارة ايران جاءت بسبب تراجع العراق عن تلك الاتفاقية واحتلال الكويت وحرب الخليج الثانية والهجرة المليونية للكورد وسقوط الصنم واجتماعات اقليمية في سورية وايران وتركيا تخوفا من موجات الثورة كل شهر وكل ثلاثة اشهر ....

وهذه كلها احداث متسلسلة جاءت كنتائج لثورة ايلول المباركة كما يطرحه خبراء السياسة وروادها.

الشيء الجميل في الثورة هو ان جميع الاحزاب والاطراف الكوردستانية يفتخرون بهذه الثورة والتي جاءت بعدها ثورة 26 كولان التقدمية كامتداد لثورة ايلول ولان تماسك الاديان والقوميات والمذاهب في كوردستان كان صلبا وقويا وانتشار الوعي الكوردستاني عم جميع مناطق كوردستان لذا يحق لنا ان نطلق عليها اليقضة الكوردستانية .