Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

كوردستان والتصعيد الجديد

سربست بامرني

لا يحتاج المراقب للأوضاع السياسية في كوردستان والمنطقة الى الكثير من الجهد لمعرفة حقيقة وجود موجة جديدة من التصعيد العدائي يستهدف حركة التحرر الوطني الكوردستاني وبشكل خاص قيادة الرئيس مسعود بارزاني والحزب الديموقراطي الكوردستاني تضم للأسف جهات محسوبة على الحركة الوطنية ظلما وعدوانا وتعمل وفق اجندات واوامر إقليمية معروفة بعدائها التاريخي الشديد لكل ما هو كوردستاني وتتناغم تماما مع مصالح الاستعمار الاستيطاني لكوردستان والاهداف الشريرة لكل الزمر العنصرية والحاقدة سواء على نطاق العراق او عموم المنطقة.

التصعيد الجديد الذي بدأ بحملات إعلامية مشبوهة ضد الرموز الوطنية  وتضخيم وتزوير الحقائق عن الوضع الأمني في كوردستان مرورا بان الدواعش والانفصاليين شيء واحد ومحاولة بعض البرلمانيين المشبوهين في البرلمان الاتحادي قطع رواتب موظفي كوردستان وان هناك مؤامرة دولية لبيع كركوك للكورد وانتهاء بقصف القرى الحدودية واستشهاد عدد من المواطنين الابرياء والإعلان عن تأسيس عصابات مسلحة بحجة حماية إقليم كوردستان دون ان يكون في إمكان الواقفين وراء هذا الاعلان تحرير وحماية قرية صغيرة في مناطق نشاطهم  الأساسي، في الوقت الذي تصب بقضها وقضيضها في المجرى العنصري لإعاقة تطور تجربة كوردستان.

 الديموقراطية الوليدة ومحاصرتها سياسيا واقتصاديا ووضع حد لتطلعات شعب كوردستان المشروعة، تؤكد من جانب اخر على ان المسيرة النضالية لشعب كوردستان نحو الحرية والمستقبل الأفضل، رغم كل السلبيات والنواقص والتآمر الإقليمي والمحلي واسع النطاق والحصار السياسي والاقتصادي، تسير قدما نحو الامام وبقدر ما تزداد شراسة الهجوم المنظم لأعداء شعب كوردستان، يزداد التفاف الشارع الكوردستاني حول قيادته الوطنية التي توجه بنجاح دفة سفينة النضال الوطني الكوردستاني من اجل الحرية في بحر متلاطم الأمواج كثير العواصف.

التصعيد الجديد المتزامن مع التقدم النسبي الحاصل في العلاقات بين أربيل وبغداد ونجاح جهود القيادة الوطنية الكوردستانية في تشكيل حكومة وحدة وطنية تؤسس لمرحلة جديدة، يستهدف ضرب الاستقرار والامن في كوردستان ويثير أكثر من تساؤل حول وطنية ومصداقية الجهات التي تقف وراء الإعلان عن تشكيل مليشيات مسلحة والذي سيصطدم حتما بالإرادة الموحدة للشارع الكوردستاني الذي يرفض المتاجرة بالقضية الوطنية من قبل هذه المجاميع المشبوهة، وعلى من يقف وراء هذا المسعى الإرهابي الفاشل ان يعرف جيدا ان لصبر الشارع الكوردستاني حدود وعلى الباغي تدور الدوائر.