Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

كوردستانية كركوك شرط لبقاء الدولة العراقية

 
سربست بامرني
 
تأسست الدولة العراقية عام 1921 ولم تكن ولاية الموصل حتى سلسلة جبال حمرين جزأ منها، ولذلك عندما جرى الاستفتاء للقبول بالملك فيصل الأول ملكا على العراق لم يشمل كوردستان ولم يؤخذ برأي الشعب الكوردي، والاستفتاء الوحيد الرسمي الذي عبر عن رأيه كان استفتاء عام 2017 الذي قام به وقاده الرئيس مسعود بارزاني وكانت نتيجته ان 93% ايدت الاستقلال عن العراق، هذا الاستقلال الذي سبق وان وافقت عليه كل من الحكومة البريطانية والحكومة العراقية وعلى قيام دولة كوردستان في اتفاقهما بتأريخ 16/ كانون الأول/ 1922 كما ورد في (تأريخ الوزارات العراقية) وطالبا فيه شعب كوردستان بإرسال ممثليه للاتفاق على الحدود والجمارك.
 
القرار أعلاه تم تأييده من قبل عصبة الأمم بعد عودة لجنة الخبراء التي أرسلها للعراق لتحديد حدوده والتي  بينت ان حدوده لا تشمل اكثر من الانبار وتكريت وان كوردستان ( لم تعتبر يوما ما جزء من العراق) وأقرت اللجنة بتشكيل دولة كوردستان كما اكد السير أريك درودموند ممثل الحكومة البريطانية في عصبة الأمم ( الفترة 1920 ـ 1933) ان على الحكومة العراقية الالتزام بتطبيق شروط عصبة الأمم وان أي محاولة لتغيير الهوية الكوردستانية لمدينة كركوك بالذات يعتبر اخلالا بالعقد وإلغاء للاتفاقية ولإلتزامات عصبة الأمم والحكومة البريطانية تجاه العراق، أي ان شرط بقاء الدولة العراقية والاعتراف بها مرتبط تماما بعدم المساس بالهوية الكوردستانية لمدينة كركوك، ولذلك فقد تعهدت الحكومة العراقية باحترام الخصوصية الوطنية لشعب كوردستان في 28/1/1932 بلائحة مصدقة من قبل مجلس الامة.
 
بالعودة الى كوردستانية كركوك، فقد اكدت كل الإحصاءات التي جرت للسكان منذ العشرينيات وحتى اليوم على كوردستانيتها وعلى ان اكثريتها الساحقة من المواطنين الكورد اعتبارا من الإحصاء الذي قام به السيد عصمت اينونو رئيس الوفد التركي لمؤتمر لوزان لما كان يعرف حينذاك ب (سنجق كركوك) الذي بين ان عدد الكورد هو (97) ألف مواطن والعرب (8) الاف مواطن والتركمان (35) ألف مواطن حسب إحصاء الحكومة البريطانية.
 
إحصاء عام 1957 أيضا بين ان تعداد الكورد هو (187) ألف والتركمان حوالي (60) ألف والعرب بلغوا (109) الفا نتيجة حملات التعريب وتغيير الواقع السكاني التي بدأت منذ عام 1947 مع استغلال المكامن النفطية فيها.
 
أيضا كوردستانية كركوك وردت في قاموس الاعلام التركي الشهير الذي اعتبر ان الكورد يشكلون ثلاثة ارباع المدينة والربع الأخير هم من التركمان والعرب والمسيحيين واليهود.
 
الحقائق أعلاه موجودة في الوثائق التاريخية للمنطقة ولكل من يريد الاطلاع عليها واحترام ماورد فيها  عكس الرغبات المريضة لمن يواصلون انتهاج سياسة الاستعمار الاستيطاني العنصرية والتي لا تزال تمارس بوقاحة في مدينة كركوك واغلب المناطق الكوردستانية في غباء منقطع النظير، اذ ان مجرد القاء نظرة سريعة على كل المحاولات العنصرية الفاشلة من ترحيل وتهجير وتعريب وحملات إبادة جماعية لم تفلح في تغيير الواقع القومي للمنطقة ولا تغيير انتمائها الكوردستاني، وهي بالتأكيد محاولات عقيمة وعبث دموي خطير لا يخدم العراق ولا مستقبل العلاقات الإنسانية بين مكوناته القومية ولا يستطيع تغيير حقيقة كوردستانية كركوك شرط بقاء الدولة العراقية ......فهل من يسمع؟