سربست بامرني

قبل أيام معدودة أعلن السيد نێچيرڤان بارزاني ونائبه ووزير المالية انتهاء مرحلة الادخار الاجباري، الاجراء الصعب الذي اضطرت حكومته لاتخاذه تفاديا لما هو اسوأ، وبذلك انتهت فترة صعبة في حياة المواطنين وحركة الاقتصاد والمال والمشاريع والأسواق لتدشن مرحلة جديدة تتولاها الحكومة القادمة ولتواصل مسيرة العمل من اجل تحقيق مصالح وطموحات الشارع الكوردستاني الصامد.

انهاء الادخار الاجباري يشكل انتصارا كبيرا لإرادة المواطن الكوردستاني وصموده في وجه التحديات الصعبة التي واجهها طيلة الفترة السابقة، وهو انتصار كبير للسياسة الواقعية المرنة التي انتهجها السيد نێچيرڤان بارزاني وحكومته في مواجهة تحديات خطيرة منها:

ـ مواجهة الحصار السياسي ومحاولات عزل شعب كوردستان دوليا وإقليميا وداخليا بسياسة موضوعية مرنة استطاعت قلب المعادلات العدائية التي كانت تستهدف الغاء إقليم كوردستان وانهاء التجربة القومية الديموقراطية للشعب الكوردي.

ـ مواجهة الحصار الاقتصادي وحرمان إقليم كوردستان من مستحقاته في الموازنة الاتحادية في خطوة متعارضة تماما مع نصوص الدستور الاتحادي ومبادئ الشراكة في الوطن والعلاقات التأريخية بين مكوناته وبعكس كل القيم الأخلاقية والإنسانية المتعارف عليها من خلال محاولة تجويع شعب باسره.

ـ مواجهة العدوان العسكري العنصري الغاشم ودحره في بردي وسحيلا، هذا العدوان الذي كاد ان يتسبب في حرب أهلية طاحنة نتيجة التوجهات العنصرية لبعض مراكز القرار في بغداد والتي تحلم بإعادة احتلال كوردستان وحرمان شعبها من حقوقه المشروعة وتكريس الاستيطان الاستعماري من جديد.

ـ مواجهة المشاكل المعقدة والصعبة الناجمة عن لجوء قرابة مليوني انسان من الداخل العراقي ومن الأراضي السورية وفتح أبواب كوردستان امامهم وتأمين احتياجاتهم وتوفير الامن والطمأنينة لهم لتقدم للعالم الخارجي صورة حقيقية مشرقة للمجتمع الكوردستاني الذي يحترم كرامة الانسان والتعددية وقبول الاخر والعلاقات الإنسانية والوطنية.

كل التقدير لحكومة السيد نێچيرڤان بارزاني التي نجحت في تخطي مرحلة صعبة حقا وأنهت الدورة الحالية للحكومة بإلغاء الادخار الاجباري لتسلم الإدارة للحكومة المقبلة بأمل تحقيق نقلة نوعية في الإدارة والحكم تحقق تطلعات المجتمع الكوردستاني في الامن والاستقرار والعدالة ومحاربة الفساد وتحقيق التنمية الشاملة