Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

في وداع المصور اليوناني يانيس بيراكيس

سربست بامرني*

خلال الأسبوع الماضي ودع المصور اليوناني المعروف (يانيس بيراكيس) عائلته ومحبي فنه الإنساني الرفيع للمرة الأخيرة بعد ان قدم للعالم صورا مكرسة لخدمة الانسان والحقيقة من خلال زياراته العديدة للمناطق الملتهبة في عالمنا اليوم لينقل الاثار المدمرة والمأساوية الناجمة عن الحروب والاقتتال واعمال العنف المنظم.

بيراكيس الحاصل على جائزة التصوير الصحفي الدولية عام 2000 واختياره مصور العام سنة 2015 من قبل صحيفة ( الغارديان) وجائزة (البوليتزر) عام 2016 لتغطيته ازمة اللاجئين وجائزة (بايو كالفادوس) لمراسلي الحرب في نفس العام والذي عمل قرابة 30 عاما مع وكالة (رويترز)، كان المصور الصحفي الذي نقل للعالم الهجرة المليونية لشعب كوردستان عام 1991 بتفاصيلها المؤلمة والمأساوية وكانت صوره احد الأسباب التي أدت الى استنفار الرأي العام العالمي وصدور قرار مجلس الامن التابع للأمم المتحدة المرقم (688) والذي اصبح نافذ المفعول اعتبارا من 5/4/1991 واجبر الدولة العراقية على السماح للمنظمات الإنسانية بإيصال المعونات الإنسانية للمنكوبين والمهاجرين من أبناء شعب كوردستان هربا من جبروت وطغيان النظام الدكتاتوري المقبور الذي لم يتورع عن قصف مدينة حلبجة الشهيدة بالقنابل الكيماوية المحظورة دوليا.

القرار (688 في 5/4/1991) كان الأساس القانوني والشرعي الاممي الذي استخدمته كلا من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا لأنشاء منطقة حظر الطيران لحماية العمليات الإنسانية في كوردستان والعراق وكان اول قرار يصدر من المنظمة الأممية لصالح شعب كوردستان منذ اتفاقية لوزان التي تراجعت عن منح الشعب الكوردي حقوقه القومية الإنسانية المشروعة المذكورة في معاهدة سيفر 10/8/1920 (البنود 62 ـ 64  الفقرة الثالثة) ومن بينها اجراء الاستفتاء لتقرير المصير، وعندما قام الرئيس مسعود بارزاني بإجراء الاستفتاء بعد حوالي مائة عام (25/9/2017) قامت الدنيا ولم تقعد رغم موافقة 93% من شعب كوردستان على الاستقلال وكأن الاستفتاء جريمة كبيرة لا تغتفر مع ان الدول العظمى وافقت على ذلك قبل قرن من الزمان فأي لطخة عار في وجه كل الذين يقفون ضد حرية الشعوب وحقها المشروع في تقرير مصيرها بنفسها ؟

رحل المصور الإعلامي الكبير يانيس بيراكيس ولكن اعماله الرائعة ستبقى جزءا من التراث الانساني والذاكرة الحية للبشرية المناضلة من اجل الحرية والسلام، وبرحيله فقد شعب كوردستان صديقا واعلاميا كبيرا قدم من خلال صوره للهجرة المليونية خدمة لا تقدر بثمن لشعب كوردستان وقضيته العادلة

لترقد روحه بسلام وطوبى لكل الذين كرسوا حياتهم من اجل الحرية والسلام وايصال الحقيقة