Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

وحدة كوردستان خط احمر

 

سربست بامرني*

حماية وحدة وامن إقليم كوردستان ـ العراق هو الفيصل بين الانتماء الوطني المشرف وبين الخيانة الوطنية ولعنة التاريخ، اذ يشكل إقليم كوردستان في العراق الفيدرالي تتويجا لكفاح بطولي عنيد مستمر منذ تأسيس الدولة العراقية، قدم خلاله الشعب الكوردي قرابة الربع مليون شهيد وأربعة الاف قرية تم تدميرها بأقصى درجات العنف والهمجية من قبل السلطات المتعاقبة خاصة النظام الدكتاتوري الذي لم يتورع عن استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين العزل (انفال حلبجة مثالا) وقام بتهجير وترحيل الالاف المؤلفة من المواطنين وتغير الواقع القومي في ما يزيد عن الخمسين بالمائة من أراضي كوردستان.

ان أي مساس بوحدة إقليم كوردستان من قبل أي جهة كانت يعتبر لدى المواطن الكوردستاني خطا احمر ومن المؤكد ان الشارع الكوردي سينتفض بقوة بوجه من يستهدف هذه الوحدة تحت أي مسمى ولأي سبب كان وهو في كل الأحوال موقف ابتزازي فاشل، فالإقليم  كيان موحد بحدود جغرافية معلومة وفق الدستور الاتحادي ومن غير الممكن المساس به الا وفق إجراءات قانونية ودستورية بما فيها اجراء استفتاء شعبي عام في العراق لتغيير الدستور الذي صوت عليه في 15/10/2005 وجاء في ديباجته على (نحن شعب العراق الذي ال على نفسه بكل مكوناته واطيافه ان يقرر بحريته واختياره الاتحاد بنفسه).

الدستور الذي نص في المادة 117ـ الفقرة أولا: (يقر هذا الدستور عند نفاذه إقليم كوردستان وسلطاته القائمة اقليما اتحاديا) وهي من المواد التي يتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب على التعديل وموافقة الشعب بالاستفتاء العام، هذا بالإضافة الى مواد أخرى التي تبين عدم جواز أي تعديل على مواد الدستور من شأنه ان ينتقص من صلاحيات الأقاليم.

لما سبق فان التهديد بتقسيم الإقليم، من قبل أي طرف كان، ليس أكثر من جعجعة فارغة للابتزاز السياسي ومحاولة الحصول على مكاسب حزبية على حساب المصالح الوطنية العليا وهو في الوقت الذي يتناغم ويتماهى مع توجهات أعداء شعب كوردستان دليل على الفشل السياسي والإحباط الذي تعيشه هذه الجهة او تلك نتيجة افلاسها الجماهيري والتراجع الكارثي في حجمها وتأثيرها وشعبيتها وبالتالي فان اقصى ما تستطيع القيام به هو فقط خلق المشاكل وعرقلة التطور الطبيعي لمسار الأمور والإدارة.

بقدر تعلق الامر بالحزب الديموقراطي الكوردستاني الفائز الأول في الانتخابات البرلمانية والذي يملك تجربة غنية في إدارة الصراعات السياسية، حريص على وحدة كوردستان وعلى تشكيل حكومة قوية للإقليم تضمن مشاركة الأطراف السياسية الرئيسة فيها وفق العدالة وحجمها الحقيقي الذي افرزته الانتخابات ومن المؤكد بانه لن يسمح باي تهديد للمصالح العليا لشعب كوردستان بما فيها رفضه لاي محاولة للنيل من وحدة كوردستان هذه الوحدة التي يعتبر المواطن المساس بها خط احمر.