سربست بامرني*

تأتي الزيارة الحالية للسيد ريك بيري وزير الطاقة الأمريكي لكوردستان تتويجا للعديد من زيارات المسؤولين الدوليين والامميين لكوردستان خلال الأشهر الماضية لتؤكد على الدور الأساسي والحاسم للمرجعية الكوردستانية المتمثلة بالسيد مسعود بارزاني في حل المشاكل التي يعاني منها العراق عموما والعلاقات بين بغداد واربيل على وجه التحديد.

زيارة السيد وزير الطاقة الأمريكي، كما أعلن عنها، هي لإيجاد الحلول لمشاكل الطاقة في العراق وموضوع استيرادها من الجارة إيران رغم العقوبات الدولية والأمريكية وتقديم البدائل الممكنة، ولكن زيارته لكوردستان ولقائه بالرئيس مسعود بارزاني تحمل معاني أكثر مما أعلن عنها من تطوير قطاع الطاقة وتوفير الظروف الملائمة لمجيء الشركات الامريكية لكوردستان والاستثمار فيها في مشاريع تنموية بهدف تحسين الوضع الاقتصادي.

الزيارة بحد ذاتها تعبير عن التغيير الحاصل في السياسة الامريكية تجاه كوردستان التي سبق وان انتهجتها خلال فترة الاستفتاء الشعبي التاريخي والمتعارضة تماما مع مبادئ الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون 1918 والاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 والعديد من المواثيق والعهود الدولية ناهيك عن تعارضها مع الخطوط العريضة للسياسة الامريكية في مناطق النزاع حيث تم استخدام الأسلحة والعتاد والدبابات الامريكية للاعتداء على شعب كوردستان ثاني اكبر قومية رئيسة في البلاد وإعادة احتلالها في 16 اكتوبر2017  في خرق واضح للدستور العراقي الاتحادي من قبل الحكومة السابقة، الامر الذي ترك اثارا سلبية على العلاقات بين الشارع الكوردستاني والولايات المتحدة الامريكية خاصة وعملية الاستفتاء كانت تعبيرا عن الإرادة الحرة للشعب الكوردي وبطريقة حضارية سلمية ديموقراطية وقانونية.

اغلب الظن ان زيارة السيد ريك بيري وزير الطاقة الأمريكي ستؤسس لمرحلة جديدة تتميز بإعادة بناء جسور الثقة بين الولايات المتحدة وكوردستان وتعزيز وتطوير العلاقات بينهما بما فيها المساهمة في حل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد والاستفادة الحقة من مضمون الاتفاقية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق ومن المتوقع ان تكون الشهور القادمة حبلى بتطورات إيجابية لصالح شعب كوردستان ولصالح العلاقات الوطيدة بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية وأيضا لصالح السلام والامن والاستقرار في عموم المنطقة .......ومرة أخرى عسى ولعل.

sbamarni14@outlook.com