Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

يا جبل ما يهزك ريح

 

سربست بامرني

لست في معرض الرد على من اعمى الله بصرهم وبصيرتهم في معاداة الرئيس مسعود بارزاني، الذين قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر دون وجه حق ودون اقل حياء او شعور بالمسؤولية او الحد الأدنى من الضمير والاخلاق سواء قبل الاستفتاء الشعبي التاريخي او بعده وحتى كتابة هذه السطور حيث حق عليهم القول: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، فقد اصبح الداني والقاصي يعرف حقيقة ان هؤلاء الطارئين على الحركة الوطنية الكوردستانية من جهة وكل شذاذ الافاق من العنصريين والطائفيين مصابون بمرض لا شفاء لهم منه وهو الحقد المتأصل في نفوسهم ضد كل نجاح تحققه الحركة الوطنية الكوردستانية عموما وضد البارزاني شخصيا انسانا وقائدا وعشيرة وحتى منطقة سكنية (ناحية بارزان).

الان مع التطورات المهمة على الساحتين العراقية والكوردستانية والدور الريادي البارز للرئيس بارزاني في تحديد ملامحها الأساسية فإن حصاد البيدر يؤكد على:

ـ ان اصطفاف البارزاني كان وسيبقى مع شعب كوردستان وطموحاته القومية الديموقراطية المشروعة وكل اصطفاف اخر، إيجابا وسلبا، دائما ام مؤقتا، لا يخرج عن إطار المصالح العليا لشعب كوردستان ومرتبط أيضا بمبادئ أساسية كمثل احترام حسن الجوار وعدم التدخل بالشأن الداخلي لهذا الطرف او ذاك وتطوير العلاقات الإنسانية والمصالح الاقتصادية المشتركة وضمان السلام الدائم في المنطقة.

ـ ان الرئيس بارزاني هو المرجعية الوطنية الكوردستانية والذي لا يمثل فقط الحزب الديموقراطي الكوردستاني وجماهيره الغفيرة وانما الأكثرية الساحقة للشارع الكوردستاني وطموحاته المشروعة ومن يريد الاتفاق مع شعب كوردستان عليه الاتفاق مع الرئيس بارزاني وهو الامر الذي اكتشفته كل الأنظمة المتعاقبة على السلطة في العراق بعدما جربت كل ما في ترسانتها من أسلحة عسكرية وسياسية ومخابراتية بما فيها  بعض مراكز القرار الحالية في بغداد والتي نصحت المتعاونين معها ولا أقول مرتزقتها من المحسوبين على الشعب الكوردي بالرجوع الى الرئيس بارزاني والاتفاق معه بعد ان ثبت للجميع ان كل هؤلاء( المتعاونين) بقضهم وقضيضهم اضعف بكثير من مواجهة المرجعية القومية الديموقراطية الكوردستانية وبانهم لا يمثلون الا انفسهم وحفنة من المصالح الشخصية العفنة.

ـ ان الرئيس بارزاني الذي التقى اغلب القوى السياسية الرئيسة في العراق هو رجل السلام والمصالحة الوطنية وليس لديه أي خطوط حمراء ضد أي طرف يجنح للسلام وتحكيم المنطق والعدالة و مصداقية التعامل ومستعد للتعاون الحقيقي من اجل حل مشاكل البلاد، ولهذا السبب بالتحديد طُلب منه فتح مكتب يمثله في العاصمة بغداد للمشاركة المباشرة في مواجهة استحقاقات المرحلة عن كثب، وليس سرا انه استطاع خلال زيارته الأخيرة لبغداد دعم ومساندة حكومة السيد عادل عبد المهدي ووضع أسس رصينة للمصالحة الوطنية وحل المشاكل بروح التعاون الاخوي والالتزام بنص الدستور الاتحادي وروحه.

ـ وأخيرا لا اخراً فان فوز مرشحي الحزب الديموقراطي الكوردستاني (25) مقعدا في البرلمان الاتحادي  و(45) مقعدا في برلمان كوردستان لا يشكل دليلا واضحا على قدرة البارزاني والحزب الديموقراطي الكوردستاني على توحيد الشارع الكوردستاني وتحشيد طاقاته حول شعارات الحزب وبرنامجه فقط، وانما يشكل ردا حاسما للذين كانوا يحلمون بانزواء البارزاني وانتهاء دوره السياسي كما كانوا يزعمون، فالرجل الذي عاش تجربة النضال الوطني التحرري الكوردستاني لأكثر من نصف قرن وفي ظروف بالغة القسوة والصعوبة والتعقيد وفي مواجهة قوى همجية دموية، لم يترك الساحة يوما ما ليعود اليها مرة اخرى ومن المؤكد انه لن يتركها لا للمصابين بداء معاداة البارزاني ولا لأي عدو لشعب كوردستان وحقوقه القومية الديموقراطية المشروعة، ويا جبل ما يهزك ريح.

sbamarni14@outlook.com